28 مايو 2024 / شبكة الصين / قال موقع صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" الصادرة في منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، إن الصين تواصل تعزيز تنفيذ سياستها الخاصة بتقوية العلاقات مع دول الجنوب، ودليل واضح على ذلك علاقاتها مع مصر في شتى المجالات. وفي إطار الشراكة الإستراتيجية الشاملة، ضخت الصين عدد كبير من الاستثمارات في مصر، وخاصة في قطاعات الزراعة والتكنولوجيا والفولاذ والتشييد والنسيج والسياحة.

وافتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المرحلة الأولى من مشروع كبير غرب القاهرة في 13 مايو الجاري، جرى تنفيذه بمساعدة مجموعة فامسون الصينية ويهدف إلى تحقيق الأمن الغذائي وتصدير المنتجات الزراعية. ويتوقع أن تحقق مصر توفيرا كبيرا في هذا المشروع الذي يشمل تشييد منطقة صناعات غذائية، من خلال دفع تكاليفه بالجنيه المصري بدلاً من الدولار الأمريكي.

ومن خلال الدبلوماسية الرئاسية والاجتماعات بين المسؤولين الصينيين والمصريين، تتطور العلاقات بين البلدين في مجالات الاقتصاد والسياسة والثقافة والأمن بشكل متواصل. ووفقاً لتصريح السفير الصيني لدى مصر لياو لي تشيانغ الشهر الماضي، فقد دخلت العلاقات الثنائية مساراً سريعاً وهي الآن في أفضل حالاتها.

وتعتبر الصين مصر وجهة استثمارية أساسية، حيث تجذب المستثمرين الصينيين للاستثمار في المناطق الصناعية الحرة التي تنفذها البلاد مثل مدينة العلمين الجديدة ومنطقة قناة السويس الاقتصادية. وتعد الصين واحدة من أكبر الشركاء التجاريين لمصر، حيث نما صادرات الصين إلى مصر بمعدل سنوي يزيد عن 14% في السنوات الـ25 الماضية، في حين نمت الصادرات المصرية إلى الصين بمتوسط يقارب 18% سنوياً خلال تلك الفترة.

وبعد انضمام مصر إلى مجموعة بريكس يناير العام الجاري، دخلت الاستثمارات الصينية في مصر فترة ازدهار جديدة، وقالت الصحيفة إن التعاون الصيني المصري في مجالات الإعلام وإطلاق الأقمار الصناعية ملفت للأنظار. كما تستقبل الصين سنويا عددا من الصحافيين والخبراء الإعلاميين من القارة السمراء لتعزيز الزيارات المتبادلة بين الإعلاميين الصينيين والأفارقة.

وعززت الصين تعاونها مع مصر في قطاع الفضاء، بعد إطلاق القمر الصناعي "مصر سات-2" يوم 4 ديسمبر الماضي من قاعدة إطلاق شمال غربي الصين. ويعد "مصر سات-2" مشروعا بارزا للتعاون العميق بين البلدين في مجال تكنولوجيا الفضاء الفائقة.

ويمثل بناء مجتمع المصير المشترك محورا لدبلوماسية الصين وتحديثها، فهو مفهوم تتبناه مصر وتحرص عليه في مساعيها للتنمية الاقتصادية.

ونظرا لتاريخ البلدين العريق وثقافاتهما وتقاليدهما، تشكلت علاقات متينة بين الجانبين تعود بالنفع على البلدين والقارة الأفريقية بشكل كامل.