arabic.china.org.cn | 23. 08. 2019

تدشين موسوعة "تاريخ التبادلات الأدبية الصينية العربية" في معرض بكين الدولي للكتاب 2019


إعداد: حسام المغربي وتصوير شمس تشانغ


23 أغسطس 2019 / شبكة الصين / دشّنت مؤسسة دار نشر شاندونغ التعليمية، أمس الخميس، في إطار مشاركتها بمعرض بكين الدولي للكتاب في نسخته الـ26 هذا العام، موسوعة "تاريخ التبادلات الأدبية الصينية العربية" الذي يرصد مسيرة التبادلات الثقافية والأدبية منذ القدم بين الحضارتين الصينية والعربية، والترجمات الصينية الأولى للأدب العربي، كما يسلط الضوء على الأدب الصيني في الدول العربية، ورحلة التبادلات بين الأدباء العرب والصينيين والأحداث التاريخية التي واكبت محطات حركة التبادلات الأدبية بين الجانبين. وتتميّز خطوة "خروج" حقوق النشر للنسخة العربية للموسوعة وإصدارها بأهمية كبيرة في تعزيز توريث روح التعاون الودي لطريق الحرير ودفع التواصل والتبادل الثقافي بين الصين والدول العربية.

وقال وو شو لين، نائب الرئيس التنفيذي لجمعية النشر الصينية خلال كلمته التي ألقاها في حفل تدشين الموسوعة الشاملة، إن على الشعوب من جميع أنحاء العالم تعزيز التفاهم المتبادل والدفع لبناء مجتمع المصير المشترك عبر التعدد الثقافي والاعتراف بالآخر. مضيفا أنه من اللازم تبادل تاريخ الدول والحضارات ونقل أفكار الشعوب من خلال الكتب والقراءة، ما يجعل "الاعتراف الثقافي" قويا وفعالا.

وأشار وو إلى أن حركة التبادل الثقافي بين الصين والعالم العربي بدأت مع شق طريق الحرير القديم، وقال "الآن ينبغي علينا الاجتهاد في تفعيل دور الترجمة للتعريف بالكتب الثرية لدى الجانبين، ما يشكل فهم واعتراف قائم على أساس متين، وهو بالضبط المغزى من نشر موسوعة تاريخ التبادلات الأدبية الصينية العربية".

ويرى وو أنه يجب تركيز الجهود على تحقيق نشر وتوزيع جيدين بعد عملية الترجمة عالية المستوى، لتدخل هذه الموسوعة مزيدا من المكتبات الجامعية والمكتبات العامة، ليتمكّن مزيد من القراء في الدول العربية من مطالعتها.

ومن جانبه عبّر الدكتور حسين إبراهيم، المستشار الثقافي والتعليمي والعلمي السابق لدى سفارة جمهورية مصر العربية لدى الصين، الذي شارك في ترجمة العمل إلى اللغة العربية مع الدكتورة نجاح أحمد عبد اللطيف، عن اعتزازه بتوثيق جوانب مسيرة التبادلات الأدبية بين الصين والدول العربية المفعمة بالأعمال المثمرة. مؤكدا على أهمية هذا التوثيق قياسا بما تحقّق من إنجازات متنوعة على مدى سنين طويلة كان لها التأثير المباشر في تعزيز الترابط والتعاون على المستوى الشعبي بين الصين ودول العالم العربي.

وأوضح إبراهيم بأن كلا من الحضارتين العربية والصينية مثلتا كنزا للحضارة الإنسانية، وقد اسهمتا بشكل كبير في تقدم وتطوّر المجتمع البشري، ورسّختا مبادئ الحوار والتبادل بين الحضارات. مشيرا إلى أن مؤلفي موسوعة "تاريخ التبادلات الأدبية الصينية العربية" تشي بو خاو ودينغ شو هونغ وتسونغ شياو في، قد نجحوا في تسليط الضوء على عمق التبادلات الأدبية والثقافية بين الصين والدول العربية، وهو ما يبشّر بمستقبل مشرق في العلاقات بين الجانبين.

وأشار إبراهيم في كلمته خلال حفل تدشين موسوعة "تاريخ التبادلات الأدبية الصينية العربية" على هامش أعمال معرض بكين الدولي للكتاب، إن عام 2016 الذي صادف عام التبادل الثقافي الصيني المصري، شهد حفل توقيع مخرجات حقوق النشر للنسخة العربية للموسوعة، وقال "اليوم، وبعد ثلاث سنوات نجتمع مجددا في معرض بكين الدولي للكتاب، ويسعدني أن أشارك في حفل إطلاق الموسوعة بنسختها العربية".

وحول الصداقة بين الصين والدول العربية، أوضح تشي بو خاو المشارك في تأليف الموسوعة، أن العلاقة عميقة وراسخة، وقد أسس طريق الحرير بشقيه البري والبحري جسرا للتبادل الثقافي الأدبي بين الصين والبلاد العربية.

ونوّه تشي إلى أن هذه الموسوعة تشرح أحوال التبادلات الثقافية الأدبية الصينية العربية من جوانب مختلفة. معتبرا أنها ليست تفسيرات ظاهرية لتاريخ التبادلات الأدبية بين الجانبين، ولكن تمثّل دراسة معمّقة وتبني أساسا متينا لمواصلة البحوث والدراسات حول التبادلات الثقافية الأدبية الصينية العربية، ما سيساعد على تطوير علاقات الصداقة والتقارب بين الجانبين.

وشارك في نشر هذا العمل الذي يورّث ويرسخ لروح التعاون والتبادل على طول طريق الحرير ويبني لمستقبل المصير المشترك للبشرية، كل من مؤسسة دار نشر شاندونغ التعليمية، ومؤسسة دار الحكمة للاستثمار الثقافي والنشر، ومؤسسة منشورات ضفاف، ومؤسسة منشورات الاختلاف، ومؤسسة دار الأمان للنشر والتوزيع.

وترصد موسوعة "تاريخ التبادلات الأدبية الصينية العربية" التاريخ الطويل للأمة العربية في التواصل التجاري والثقافي والأدبي مع الصين، حيث عرفت الصين العرب منذ القرن الثاني قبل الميلاد مع رحلة المبعوث الصيني تشانغ تشيان إلى الغرب في عصر الإمبراطور هان وو دي، ثم عبر طريق الحرير البري القديم وطريق الحرير البحري (طريق التوابل) اللذين شهدا تدفقا للتجار العرب على الصين لتنتعش التبادلات الثقافية والأدبية إلى جانب التجارية بين الجانبين يوما بعد يوم.

ومن أوائل المترجمات عن العربية كانت في عام 1890، حيث ترجم ما آن لى "البردة" للبوصيري، ونشرها في مدينة تشينغدو في نسخا مطبوعة على ألواح خشبية باللغتين العربية والصينية. وتبعها عدد من الإسهامات الجليلة في التبادلات الثقافية الصينية العربية، منها ترجمة "ألف ليلة وليلة" ورائعة ماو دون "منتصف الليل".

وبعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية، ومع تعزيز الروابط الدبلوماسية والاقتصادية مع الدول العربية، تطورت التبادلات الثقافية والأدبية لتصل إلى ذروتها بعد إطلاق العنان لسياسة "الإصلاح والانفتاح"، حيث تطوّر تعليم اللغة العربية في الصين بشكل ملحوظ، وأقبل عدد من أساتذة الجامعات والباحثين المتخصصين ومحبي الأدب العربي على ترجمة الأعمال الأدبية العربية من مصادرها.

وإلى جانب تراجم القصة والشعر والأعمال الشعبية كانت هناك أيضا تراجم لتاريخ الأدب، على سبيل المثال ترجمة لو شياو شيو وياو جيون ده لكتاب هاميلتون كيب "موجز تاريخ الأدب العربي" عن الإنجليزية، وترجمة لي تشن تشونغ كتاب "تاريخ الأدب المصري المعاصر" للعالم المصري شوقي ضيف، وترجمة تشي بو خاو لكتاب حنا الفاخوري “تاريخ الأدب العربي" وترجمة وانغ وينهو، ويوان يي فن لكتاب أحمد هيكل "الأدب القصصي والمسرحي في مصر".

وعلى الجانب الآخر، فقد أولى العلماء العرب اهتماما كبيرا بالكلاسيكيات الصينية، حيث تُرجمت “محاورات كونفوشيوس" و"كتاب الطاو" و"تشوانغ تسو"، و"فن الحرب لسون تسي بين" و"كتاب الشعر"، كما ترجموا أشعار باي جيو يي، وتاو يوان مينغ، ولي تشينغ تشاو، ووانغ واي وغيرهم من الشعراء. وهناك أيضا تراجم مبسطة لـ"قصص الأساطير الصينية" و"الأساطير الصينية القديمة" و"رحلة إلى الغرب" و"على حافة الماء" و"حلم المقصورة الحمراء".

وقد انتبه الباحثون العرب لأهمية ترجمة الأعمال الأدبية الصينية المعاصرة في التعريف بالمجتمع الصيني وحياة شعبه وسلوكياته فترجموا "أغنية الشباب" لـتشانغ شيان موا، و"زهرة السوسن" لـرو تشي جيوان و"الحب لا ينسى" لـتشانغ جييه، و"المرأة نصف الرجل" لـتشانغ شيان ليانغ وغيرها من الروايات الصينية المعاصرة.

وشهد حفل تدشين موسوعة "تاريخ التبادلات الأدبية الصينية العربية" حضور وو شو لين نائب الرئيس التنفيذي لجمعية النشر الصينية، وتشونغ جي كون الأستاذ بجامعة بكين، وتشي بو خاو الباحث في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، وسط حضور عدد من الأدباء والإعلاميين والشخصيات الاجتماعية.

وانطلقت فعاليات الدورة السادسة والعشرين لمعرض بكين الدولي للكتاب أمس الأربعاء في مركز المعارض الدولي الجديد بمشاركة نحو 2600 عارض من 95 دولة ومنطقة، لعرض أكثر من 300 ألف عنوان على مساحة تقرب من 106.8 ألف متر مربع.


1   2   3   4   5   6   >  


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

الترتيب للأخبار

تعليق

تعليق
مجهول
الاسم :
(0) مجموع التعليقات :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号