标题图片
الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

ما الذي يريده السودان من مبادرة طريق الحرير؟

arabic.china.org.cn / 16:04:22 2017-05-22

بقلم محمد عبد العزيز

22 مايو 2017 / شبكة الصين / يراقب العالم باهتمام الخطوات العملية لمبادرة "الحزام والطريق" التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ قبل سنوات، والتي وصفها خلال افتتاح قمة "الحزام والطريق" للتعاون الدولي التي اختتمت قبل أيام في العاصمة بكين بأنها تمثل (مشروع القرن) الذي سيعود بالنفع على الناس في أنحاء العالم لتجسد روح السلام والتعاون والمنفعة المتبادلة.

لقد باتت البشرية تعيش في قارب واحد وسط محيط مضطرب من المشاكل والتحديات، فالاضطرابات في الشرق الاوسط امتدت تأثيراتها الى قلب أوربا، بينما قادت التغيرات المناخية والنزاعات الأهلية في افريقيا ومناطق اخرى في العالم لتأثيرات كبيرة على بقية ارجاء المعمورة.

الأمر الذي يحتم ضرورة التفاف دول العالم لمواجهة هذه التحديات وعلى رأسها الاقتصادية، الامر الذي يجعل من مبادرة "الحزام والطريق" بارقة أمل، تجعل الكثيرين يعولون عليها، لذلك لم يكن غريبا ان تلتف حولها اكثر من 100 دولة، وهو ما يعادل نحو 60% من سكان العالم، و30% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

السودان كان من ضمن أوائل الدول التي رحبت بهذه المبادرة وعول عليها كثيرا، لا سيما وانه يتمتع بموقع جغرافى يجعل منه حلقة وصل بين العالم العربى وقارة افريقيا، ومنذ حضارات ما قبل الميلاد مثلت موانئ شرق السودان نقطة التقاء للقوافل القادمة من الصين باتجاه افريقيا.

خصصت قمة المبادرة هذا العام لمناقشة مجموعة من الاستثمارات في مشاريع للسكك الحديد والطرق السريعة والمرافئ والطاقة.

وتمثل هذه المشروعات قاعدة الانطلاق الرئيسية للنهوض الاقتصادي للدول النامية وعلى رأسها السودان، الذي سيسعى عبر تفاهمات مع الصين لإنشاء عدد من المشروعات الحيوية في مجال النقل والطاقة، وقد تم التوصل مؤخرا لتفاهمات مع الجانب الصيني أثمرت في بدء بناء مطار جديد في الضاحية الغربية للعاصمة الخرطوم يتوسط القارة الافريقية ويمثل مشروعا متكاملا لتقديم الخدمات الجوية فضلا عن دوره في تقليل قيمة السفر الى الخرطوم عبر استقباله للعديد من الرحلات العابرة وهو ما سيجعل من الخرطوم محطة حيوية على خارطة المطارات.

الامر الثاني هو تحديث شبكة القطارات الحديدية سواء على المستوى الإقليمي عبر الاستفادة من الخبرات والتمويل الصيني لإنشاء خط سكة حديد يربط اثيوبيا بالسودان ويوفر منفذا بحريا جديدا للاثيوبيا على البحر الاحمر، اضافة لخط اخر يربط ميناء بورتسودان بدولتي تشاد والكاميرون غربا، وهو ما سيشكل أساسا لإكمال الحلم الافريقي عبر الربط بالقطارات من جنوب افريقيا جنوبا الى مصر شمالا، ومن البحر الاحمر شرقا الى السنغال على المحيط الأطلسي غربا.

فضلا عن تطوير الخطوط المحلية لتقليل تكلفة الركاب وشحن البضائع حيث تشير الدراسات الى ان تكلفة نقل حاوية من ميناء بورتسودان الى الخرطوم عبر الشاحنات البرية تصل لنحو 200 دولار مقابل نحو 40 دولار للنقل عبر السكك الحديدية.

وهو ما سينعكس بشكل إيجابي على حركة الاستثمارات سواء في مجال الصادرات والواردات.

وفيما يتعلق بمشاريع الطاقة فقد بدأ السودان فعليا في الاستفادة من مبادرة طريق الحرير في إنفاذ اول محطة نووية للاغراض السلمية بالتعاون مع شركات صينية، ويسعى حاليا لبحث فرص تمويل واحدة من اكبر محطات الطاقة الشمسية، فضلا عن بناء عدد من السدود لمشاريع الري والكهرباء.

كما يخطط السودان حاليا لإقامة واحدة من اكبر المناطق الحرة على البحر الاحمر بشرق السودان لتكون محطة رئيسية لخط التجارة الناشئ بموجب مبادرة الحزام والطريق، كما ان السودان يسعى للاستفادة من المبادرة ككل عبر تطوير البنية الاقتصادية من خلال تحديث مشاريع البنية التحتية.

وللسودان تاريخ جيد من العلاقات والتعاون مع الصين التي أشرفت على إنتاجه النفطي خلال العقدين الماضيين، كما ان التعاون الاستراتيجي بين البلدين استمر للعديد من مشروعات الطاقة والبنى التحتية، والزراعة، اخرها التوصل لتفاهمات لتنفيذ المسلخ المتكامل لتصدير اللحوم السودانية، وما يمكن أن يدخله من قيمة مضافة للثروة الحيوانية ومخلّفات الذبيح، فضلا لحديقة النسيج التي من شانها ان تجعل السودان رائدا في الشرق الاوسط في مجال صناعات الغزل والنسيج في شراكة مع الصين تقوم على زراعة مليون فدان قطن.

في ذات الوقت وصلت الخرطوم لتفاهمات كبيرة مع بكين للاستفادة من اتفاقية «فائض الإنتاج» عبر نقل مصانع للحديد والإسمنت والزجاج.

وسيسعى السودان للاستفادة من المشاريع التي طرحها الرئيس الصيني عبر المبادرة فيما يتعلق بالامن الغذائي مستفيدا من موارده الضخمة باعتباره واحد من اكبر دول العالم في مجال الموارد الزراعية، بجانب استثمار الفرص في مجال الابتكار والبحوث العلمية حيث ستنشئ المبادرة 50 مختبرا مشتركا، بهدف تعزيز التعاون في مجال الابتكار، وستقدم للباحثين الأجانب الشباب خلال السنوات الخمس القادمة 2500 فرصة زيارة بحثية قصيرة المدى إلى الصين، ووستدرب 5000 من العلماء والمهندسين والمديرين الأجانب.

الامر المهم ايضا في مبادرة الحزام والطريق والذي من المتوقع ان يلعب السودان ادوار فعالة في مجال ارساء دعائم الاستقرار والسلام على طريق الحرير بشكل يسهم في تحقيق المقاصد الكلية للمبادرة، لا سيما وان الرئيس الصيني أكد على أهمية ان تتوفر بيئة سلمية ومستقرة على طول دول الحزام والطريق، وهو ما سيسهم في ازدهار المبادرة الخاصة ان طريق الحرير القديم لم يشهد ازدهارا الا في أوقات السلم.

 

-----------------------------------------------

الآراء الواردة في المقال تعكس آراء الكاتب فحسب، وليس الشبكة

 



   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号