المسافة بين الصين والشرق الأوسط لم تعد بعيدة arabic.china.org.cn / 08:30:37 2016-01-24
بقلم وانغ تينغ يي *
22 يناير 2016 / شبكة الصين / حافظت الصين على الاتصال الجيد والوثيق مع دول الشرق الأوسط على المدى الطويل، ويرجع التبادل الثقافي الشعبي والتعاون التجاري بين الجانبين إلى ما قبل ألفي عام، حيث ترأس تشانغ تشيان المكتشف المشهور في عهد أسرة هان الغربية وفدا مكونا من 100 شخصية بارزة في جولة إلى منطقة الدول العربية في عام 138 قبل الميلاد، ونجح في شق طريق ينطلق من وسط الصين إلى المناطق الغربية، عرف وقتها بـ"طريق الحرير البري". وفي عام 97 ميلاديا وصل قان ينغ المسؤول الحكومي الرفيع في عهد أسرة هان الشرقية إلى منطقة الخليج العربي ممهدا مسارا يصل إلى روما عبر إيران، عرف بـ"طريق الحرير البحري". واختار الرئيس الصيني شي جين بينغ السعودية ومصر وإيران كوجهات زيارته الأولى في العام الجديد والأولى إلى الشرق الأوسط منذ توليه مهام منصبه قبل ثلاث سنوات عمل خلالها على تحقيق انجازات في التخطيط الدبلوماسي واستراتيجية الدولة الكبيرة، ولفتت سلسلة من الاجراءات والتدابير بما فيها "حزام طريق الحرير الاقتصادي وطريق الحرير البحري للقرن الـ21" و"البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية" و"صندوق طريق الحرير" أنظار العالم. وسياسيا، حافظت الصين على التمسك بمدأ احترام سيادة دول الشرق الأوسط ووحدة أراضيها ودعم تنميتها الاقتصادية على أساس المبادئ الخمسة للتعايش السلمي والمساواة والمنفعة المتبادلة، واتخذت الصين موقفا متوازنا لمد جسر التواصل مع دول المنطقة والحفاظ على العلاقات الودية التي تعد الشرط المسبق لانجاح أي مفاوضات سياسية. كما عززت التعاون الثنائي بشكل ملحوظ للمساهمة في توسيع نطاقها الاستراتيجي وسط اوضاع عالمية سريعة التغير. وتعد منطقة الشرق الأوسط محورا وجسرا يربط بين قارات العالم القديم (آسيا ـ أفريقيا ـ أوروبا)، ومنطقة مهمة لتفعيل مبادرة "حزام طريق الحرير الاقتصادي وطريق الحرير البحري للقرن الـ21" الرابطة بين وسط آسيا ومنطقة الشرق الأوسط وأوروبا. وعلى الصعيد الاقتصادي، ارتفع حجم التجارة البينية بين الصين والدول العربية من 36.7 مليار دولار في عام 2004 إلى نحو 251.2 مليار دولار في عام 2014، بزيادة 9 أضعاف خلال العقد الماضي، ويشكل نفط الشرق الأوسط أكثر من نصف واردات الصين من الخام، الأمر الذي يرفع من أهمية المنطقة في تأمين مصادر الطاقة للصين. وتعد السعودية ومصر وإيران أكبر دول المنطقة تأثيرا، وحافظت الصين على تعاون تجاري وثيق معها على مدى طويل، حيث أصبحت الصين أكبر شريك تجاري للسعودية لأول مرة في عام 2013، وارتفع حجم التجارة الثنائي إلى أكثر من 69 مليار دولار في عام 2014 بزيادة أكثر من 230 ضعفا مقارنة بعام 1990. كما تجاوز حجم التجارة بين الصين وإيران 51.851 مليار دولار في عام 2014، بزيادة 31.5% على أساس سنوي، وأصبحت الصين كذلك أكبر شريك تجاري لمصر على مدى سنوات عديدة وارتفع حجم التجارة الثنائي بنسبة 10.3% خلال الأشهر الـ11 الأولى من عام 2015 لتسجل 11.62 مليار دولار رغم ضعف انتعاش الاقتصاد العالمي. وبالإضافة إلى ذلك شاركت السعودية ومصر وإيرن في تفعيل مبادرت "الحزام والطريق" وتأسيس "البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية". وتواجه الصين حاليا تحديات كبيرة متمثلة في تباطؤ معدل نمو الاقتصاد المحلي واعادة هيكلة الصناعة وغيرها من الصعوبات، في حين تشهد دول الشرق الأوسط العديد من الاضطرابات والتحولات وضعف البنية التحتية وتباطؤ النمو وخطر الإرهاب وغيرها من المشاكل، لذلك أطلقت بعض دول المنطقة سياسة "التوجه شرقا" في وقت تبنت فيه الصين مبادرة "الحزام والطريق" والانفتاح على الغرب، الأمر الذي يساعد في توفير امكانات وفرص هائلة لتعزيز التعاون الثنائي وتحقيق الأهداف المخطط لها. ويجب الإشارة إلى أن محاربة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار قضية لا تجذب اهتمام دول الشرق الأوسط فحسب، بل تمتد لتشمل جمع دول العالم وكذلك الصين، ما يزيد من أهمية التعاون في هذا المجال.
* طالب دكتوراة في كلية علوم العلاقات الدولية بجامعة تشيغهوا
--------------------------------------
الآراء الواردة في المقال تعكس آراء الكاتب فحسب، وليس الشبكة
2016年伊始,中国国家主席习近平将本年度的首次出访选择为中东地区的伊朗、沙特和埃及三国。这也是他2013年就任国家主席后,首次访问中东国家。习近平上任以来,力图在外交布局和大国战略上有所作为,提出共建“一带一路”、创建亚投行、设立丝路基金等一系列重大举措,引人瞩目。 此次习近平主席的年度首访选择了中东地区,受访的伊朗、沙特和埃及三国也对此抱有强烈的期待。 中东的重要战略意义 “中东”地区位于亚非欧三大洲的交汇地带,即我们所说的西亚北非地区。这一地域概念源于“欧洲中心论”,用以区分距离欧洲的远近,指介于近东和远东之间的地区。中东地区的地缘政治地位极为重要。 过去十年间,中国与阿拉伯国家的双边贸易额增长了近9倍,从2004年的367亿美元增长到2014年的2512亿美元。而我国能源进口的一半以上来自于中东地区,中东局势对我国的能源安全影响深远。 当前,恐怖主义日益国际化、网络化、国家化,国内的反恐形势也面临严峻挑战。中东作为伊斯兰教和基督教的发源地,对于防范恐怖主义和宗教极端势力,具有举足轻重的作用。开展与中东国家的反恐合作,具有重要意义。 除此之外,我国还有大量的华侨、华商和工作人员长期居住和工作在中东地区。自2011年中东局势动荡以来,我国先后从利比亚撤侨36590人、也门撤侨571人。 中东是连接亚非欧的枢纽和桥梁,目前我国所推行的“一带一路”战略,无论是21世纪海上丝绸之路还是陆路的丝绸之路经济带均须经过中东或其周边地区。中东连接欧亚非三洲,这一地区对于一带一路的成功至关重要。 中东对于我国,已经不再遥不可及,而是紧密相关。 我国与中东国家的友好交往历史 长期以来,我国与中东国家均保持了良好、密切的联系。双方悠久的人文往来和商贸合作,可以追溯到2000多年前。 西方世界与中东国家存在久远的矛盾,双方曾在1096-1291年爆发了长达两个世纪的宗教战争——“十字军东征”,近现代以来,双方在西方国家殖民和军事介入问题上,又产生了多次强烈的对抗。 我国则一直与中东国家保持良好的双边关系,双方往来源远流长。阿拉伯国家有句著名的谚语:“求知,哪怕远在中国”。中国一词在波斯语中的发音与“秦”相似,在阿拉伯语中的发音与“隋”相似。公元前139年和公元前119年,西汉张骞两次出使西域,曾到过现在的阿拉伯地区。公元97年,东汉班超出使西域,其副使甘英抵达了现在的海湾地区。他们开辟的陆路上的“丝绸之路”和海上的“香料之路”,不仅使中国和广大中亚、西亚国家受益,更成为历史上不同文化、不同国家间相互合作的典范。 中国一直尊重广大中东国家的主权和领土完整,支持它们的经济发展和国家建设,秉持“和平共处五项原则”和互不干涉内政的平等互利精神与它们和谐共处。这是我国面对中东动荡的局势和内部复杂的矛盾,仍能够与各个国家建立良好关系的关键因素。这在世界各大国中是非常难得的,也是我们继往开来的宝贵财富。 在世界局势急剧变化的今天,加强与广大中东国家的密切合作,有利于我们拓宽自身的战略空间,寻求合作伙伴。 双方广阔的合作前景 当前,中国和中东国家都面临重大的挑战。中国面临国内经济增速放缓、产业调整任务艰巨、周边战略形势严峻、美国重返亚太等种种挑战。而中东国家则面临地区局势动荡、基础设施落后、资金匮乏、发展缓慢和恐怖主义威胁等问题。因此在中国推行“一带一路”,向西看的同时,中东国家也不约而同地推出了它们的“向东看”政策,力图摆脱西方国家的经济和政治影响,寻求与中国的合作,促进国家发展。 当前,面对中东动荡的局势和全球经济不景气,中东国家亟需中国的资金和技术支持来促进本国的发展。而中国则面临产能过剩和产业结构升级等挑战,双方经济互补明显,有利于双方开展进一步的经济合作。 选择伊朗、沙特和埃及三国的原因 伊朗、沙特和埃及是中东地区最具影响力的三个地区大国:埃及是北非地区的文明古国、人口大国和政治军事大国;沙特是伊斯兰教的发源地,伊斯兰教两圣地(麦加和麦地那)的所在国;伊朗是最大的伊斯兰教什叶派国家,对中东的什叶派民众和地缘政治具有重要影响。 中国与这三个国家长期保持密切的经济和战略合作。目前,中国是伊朗和沙特的第一大贸易伙伴,埃及的第一大贸易进口国。伊朗、沙特和埃及作为中东国家的代表,还积极参与中国的一带一路建设,参与亚投行的筹建。 习主席选择伊朗、沙特和埃及三国,不仅着眼于促进中国同这些国家的战略合作和经济合作,也在一定程度上会强化同这些国家的人文交流和安全合作。毕竟面临中东局势的动荡,不利于中国“一带一路”战略的推进,而这些国家也需要域外大国的协调来缓和本地区的激烈冲突,这符合各方的利益。 目前,中东地区安全局势恶化,叙利亚内战、伊斯兰国等威胁地区安全。但无论是地区大国还是地区外的世界大国,都无力单独主导局势,因此需要多方的密切合作。中国作为为数不多的能与本地区各国均保持友好关系的国家,应当发挥积极的建设性作用,促进各国为维护本地区安全进行合作。 面对中东急剧变幻的局势,在保持一定战略定力的同时,既不应能守成不变,也不能急于求成,应当谦虚谨慎,有所作为。避免重蹈美、苏在中东地区失败的覆辙,也要顺应时事,维护我们在这一区域的利益。期待习近平的首访能促进我们与中东国家的合作。中国《论语》有云:和为贵,而中东恰恰需要久违的和谐与和平。 作者: 王霆懿 清华大学国际关系学系博士研究生(12-)
|
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |