زيارة الرئيس شي الي مصر..لقاء الحضارات القديمة على طريق الحرير

بقلم علي ثابت

21 يناير 2016 / شبكة الصين / وصل الرئيس الصيني شي جين بينغ الي مصر مساء أمس الأربعاء 20 يناير في محطته الثانية من الزيارة الاولي للشرق الأوسط منذ تولية حكم البلاد والتي تتضمن كل من السعودية ومصر وإيران. ومن المخطط أن يحضر الرئيس شي فعاليات تدشين المرحلة الثانية من مشروع منطقة التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر وأيضا سوف يشهد فعاليات الاحتفال بالعام الثقافي المصري-الصيني التي ستقام في مدينة الأقصر. بالإضافة الي ان الرئيس الصيني سيلقي خطابا في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة ليوضح سياسة الصين ومواقفها في دعم السلام والتنمية في الشرق الأوسط، وسيطرح اقتراحات لتعميق التعاون العملي بين الصين وبلدان الشرق الأوسط.

تعد زيارة الرئيس الصيني لمصر تاريخية ومرتقبة على كل المستويات، فعلي المستوى السياسي تأتي هذه الزيارة في توقيت حرج للغاية، حيث تشهد المنطقة العديد من الاضطرابات والنزاعات، ومصر تعد هي الدولة الأكثر سكانا وتملك أكبر جيش في المنطقة ولها ثقلها التاريخي في منطقة الشرق الاوسط.

أما على المستوى الاقتصادي، والذي يعد من أهم محاور الزيارة فأن مصر تعتبر أرض خصبة للاستثمارات الصينية المباشرة الباحثة عن أرض جديدة للاستثمار في إطار سياسة "الخروج الي العالم" التشجيعية التي انتهجتها الصين منذ سنوات لتشجيع الشركات والمؤسسات الصينية على ضخ الاستثمارات المباشرة في السوق الدولية. فمصر سوق مفتوح به 90 مليون نسمة ويصل متوسط نصيب الفرد من الإنتاج المحلي أكثر من 6000 دولار سنويا، موقعها متوسط بين ثلاث قارات وتملك واحد من أهم الطرق الملاحية في العالم، ولدي مصر عشرات من اتفاقيات التبادل التجاري والاعفاء الضريبي بينها وبين دول ومنظمات افريقية وعربية، مما يجعلها ليست سوقا للبضائع والاستثمارات الصينية فحسب، بل يمكن لها أن تكون بوابة عبور الصين ومنصة تصنيع وتصدير الي افريقيا وأروبا، إضافة الي توافر الكفاءات في مصر والبنية التحتية الصناعية.

ومن المتوقع أن خلال هذه الزيارة ستفعّل الاتفاقات الاطارية التي وقّعت بين الجانبين اثناء زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الى بكين العام الماضي، التي تتضمن التعاون في مجالات متعددة منها القطار فائق السرعة، والقطار المكهرب، والعاصمة الإدارية الجديدة وغيرها من مشروعات البنية التحتية والصناعات كثيفة العمالة. ومصر كعضو مؤسس في البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية الذي دعت الي انشاءه الصين نهاية عام 2013 وتم افتتاحه خلال هذه الشهر (يناير)، تنتظر الكثير من مشاريع التنمية والبنية التحتية التي بدورها ستساهم في حل مشكلة البطالة وتحقيق الاستقرار في البلاد، وتضع "تمساح النيل" على عتبات قرن جديد من النهضة والانطلاق الي مستقبل أكثر اشراقا.

أما على المستوي الثقافي والتعليمي، فهذا العام يصادف العام الثقافي المصري-الصيني الذي بدأت فعالياته بسلسلة من الأنشطة الثقافية المصرية في الصين، والأنشطة الثقافية الصينية في مصر. وعلي المستوي التعليمي فتبادل البعثات التعليمية بين مصر والصين في تزايد مستمر وتبذل الصين قصار جهدها لتعريف المصريين بثقافتها ولغتها من خلال قنواتها التعليمية والثقافية في مصر مثل المركز الثقافي الصيني بالقاهرة ومراكز كونفوشيوس، أيضا لعب المكتب الثقافي والتعليمي المصري في الصين دورا هاما في تعريف الصين بالثقافة المصرية.

ويذكر أيضا انه في هذه الشهر حضر لفيف من الكتّاب الصينين المعروفين معرض القاهرة الدولي للكتاب، لعقد ندواتهم بخصوص أعمالهم المترجمة الي العربية، وأقيم على هامش المعرض "أسبوع ترويج الكتاب الصيني في مصر" في المركز الدولي للكتاب بحضور رئيس مكتب الإعلام التابع لمجلس الدولة الصيني جيانغ جيان قوه والدكتور هيثم الحاج علي ونائب سفير الصين لدي مصر.

 

-------------------------------------

الآراء الواردة في المقال تعكس آراء الكاتب فحسب، و ليس الشبكة