خبير: زيارة شي للشرق الأوسط لها أهمية كبيرة arabic.china.org.cn / 09:59:00 2016-01-19
19 يناير 2016 / شبكة الصين / من المقرر أن يزور الرئيس الصيني شي جين بينغ المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران الإسلامية ومصر في يناير الجاري، وتعد هذه الزيارة هي أول زيارة يقوم بها الرئيس شي إلى الخارج في العام الجديد وكذلك أول زياراته الرسمية إلى منطقة الشرق الأوسط منذ توليه المنصب. قال الأستاذ وو بينغ بينغ، رئيس مؤسسة بحوث الحضارة الإسلامية بجامعة بكين، إن اختيار ثلاث دول بالشرق الأوسط كأول زيارة للرئيس شي جين بينغ في العام الجديد له أهمية كبيرة، وتتمثل هذه الأهمية في ستة مجالات. الأول، تحقيق الزعيم الصيني للتغطية الشاملة للعلاقات الديبلوماسية. فقد زار الرئيس شي جميع القارات منذ توليه المنصب، لكن بالنسبة إلى منطقة الشرق الأوسط، فلم تحظي بأي زيارات حقيقية سوى ذهاب شي الى تركيا في نوفمبر الماضي للمشاركة في قمة العشرين، ولا يمكن اعتبار هذه المشاركة في القمة زيارة حقيقية، لذلك يمكن القول بأن الزعيم الصيني لم يزر منطقة الشرق الأوسط بعد. الثاني، دفع مبادرة " الحزام والطريق". التي تشمل مبادرة " حزام طريق الحرير الاقتصادي وطريق الحرير البحري للقرن الـ 21" والتي تمثل خطا يعبر وسط آسيا والشرق الأوسط ليصل إلى أوربا، وقد بدأ تنفيذ كثير من المشاريع في بعض الدول على طول حزام المبادرة، بما فيها خط السكك الحديدية بين الصين وتايلاند والممر الاقتصادي الصيني الباكستاني ومشاريع السكك الحديدية بين الصين وروسيا وغيرها، لكن لم تحقق المبادرة اختراقا كبيرا في الشرق الأوسط حتى الآن، لذلك فهناك حاجة ملحة لزيارة الرئيس شي لدفع هذا التعاون. الثالث، دفع تعميق التعاون في مجال الاقتصاد بين الصين والشرق الأوسط. تقع منطقة الشرق الأوسط في قلب القضايا الدوليةالساخنة، وشهدت العديد من الاضطرابات والتحولات خلال السنوات الماضية، لذلك يعد طلبها على التنمية أمرا ملحا الى حد بعيد. فعلى سبيل المثال فإن مصر تحتاج إلى الاستثمارات والمساعدات خلال عملية التنمية، وعلى الجانب الإيراني، فإن التوصل إلى اتفاق تاريخي بشأن البرنامج النووي الإيراني يسرع من فرص إلغاء العقوبات على إيران، ما يعني وجود فرص جديدة للتنمية في مجالات مختلفة، وتحتاج هذه التنمية إلى الاستثمارات الأجنبية ونقل التكنولوجيا والتعاونات الأخرى، في نفس الوقت تواجه السعودية مشكلة الانخفاض الحاد في أسعار النفط ومشاكل اعتماد الاقتصاد على النفط كمصدر أساسي للدخل، فهي بالطبع في أمس الحاجة إلى ترقية التكنولوجيا لتحقيق تحولا من الطاقة التقليدية إلى الطاقة الجديدة. ونستخلص من ذلك أن هذه البلدان أضحي لديها فرصة كبيرة للتطوير وتحويل الهيكل الاقتصادي، وفي الوقت نفسه تملك الصين الأموال والتكنولوجيا المناسبة، لذلك يمكن للصين أن تصبح شريكا جديدا لهذه البلدان في إطار استراتيجية " الخروج إلى العالم " الوطنية. الرابع، ايضاح وجهة نظر الصين حول القضايا الساخنة الإقليمية. فمن المؤكد أن الرئيس شي سيعبر عن موقف ووجهة نظر الصين حول القضايا الاقليمية الساخنة وسيشرح سياسات الصين تجاه المنطقة من أجل دفع عملية أيجاد أفكار وطرق لحل المشاكل. الخامس، الرد على تهديدات التطرف والإرهاب. تدعو الصين الي مكافحة الارهاب بطرق مشتركة لمعالجة المشكلة جزئيا وجذريا. فإنعدم الاستقرار في المنطقة والتنمية غير المتوازنة ارض خصبة لتكاثر الإرهاب والانفصالية العرقية، والصراعات الدينية سبب لتصاعد نزعة التطرف.فمن الممكن حل كل المشاكل المؤدية الي انتشار الارهاب حلا جذريا بالتوصل الي معالجة صحيحة للصراعات الاقليمية واعادة استقرار الوضع في المنطقة وتقوية قدرة الدول على معالجة المشاكل وتسريع عجلة التنمية الاقتصادية وتحسين معيشة الشعب. السادس، التعبير عن احترام الصين لثقافة وتاريخ الشرق الأوسط. نلاحظ أنه يوجد كلام يربط دائما الإرهاب بالإسلام، وهذاليسعدلا. نعتقد أن الاحترام المتبادل بين الحضارات في ظل عالمنا اليوم شيء في غاية الأهمية، وتعكس زيارة الرئيس شي احترام الصين للثقافة والتاريخ والدين في المنطقة، ودعم استكشاف مسار التنمية بما يتماشى مع خصائص هذه البلدان. وتعد هذه الزيارة أول زيارة يقوم بها الرئيس الصيني لإيران منذ 14 سنة، وقال وو بيينغ بينغ إن الحكومة الصينية تدعو بشكل دائم إلى اجراء محادثات السلام لحل قضية إيران النووية، والصين مشاركة دائمة في ايجاد حل لقضية إيران النووية كم العبت دورا بناء في ابرام الاتفاقية الشاملة، وسينفد الجانب الصيني بعض نتائج الاتفاقية الشاملة خلال زيارة شي، ويشير ذلك إلى أن الصين ترغب في العمل سويا مع إيران لتنفيذ الاتفاق ومواصلة تعزيز التعاون الثنائي. وحول السياسات الصينية تجاه الشرق الأوسط، قال وو بينغ بينغ إن بعض الدول تبالغ في التركيز على الصراعات الطائفية والمنافسة الجيوسياسية بين القوى الكبرى في المنطقة، لكن الصين لا ترغب في انشاء التحالف في هذه المنطقة للمقامرة بين الحلفاءوالأعداء، بل تتخذ موقفا متوازن من أجل بناء جسر بين الدول والمحافظة على العلاقات الودية بين الدول، وهذه العلاقات الودية هي شرط مسبق للمفاوضات السياسية. وأشار وو إلى أن قضايا التنمية تصبح أكثر الحاحا عندما تكون مشاكل السلام أكثر خطورة، فإن وجهة النظر القائلة بأن السبل العسكرية هي الطريق الوحيد لحل المخاوف الأمنية ليست صحيحة. فعلى سبيل المثال فإن فشل الكثير من الشباب المتعلمين تعليما عاليا في العثور على العمل هو احدى عوامل الاضطرابات الاجتماعية في مصر، لذلك تعمل الصين بجد وصدق هناك للقيام بالاستثمار والبناء وتقديم الخبرات والتقنية لتكون وسيلة لرفع معدل عمالة الشباب المحليين ومن ثم زيادة عوامل الاستقرار الاجتماعي في البلاد. وأكد وو على أن التعاون أمر مهم للغاية في ظل الصراعات والتناقضات في منطقة الشرق الأوسط، لإن التعاونات الاقتصادية التجارية المتزايدة ستعزز العلاقات الوثيقة بين دول المنطقة، والتعاونات الاقتصادية التجارية المتزايدة ستبرز أهمية استقرار المجتمع، ومن ثم العلاقات الوثيقة واستقرار المجتمع ستزيد التوافق والمصالح المشتركة بين هذه الدول، وكل هذه التغييرات ستساهم في الأمن والسلام الإقليمي.وترغب الصين في تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي مع دول الشرق الأوسط على أساس المنفعة المتبادلة والفوز المشترك، وهذا التعاون يشمل إنشاء نظام إمدادات الطاقة والبنية التحتية ونقل التقنية الرائدة لزيادة معدل العمالة المحلية وزيادة الاستثمارات والتعاون في مجال التكنولوجيا المتقدمة وتدريب الكفاءات وغيرها.
|
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |