زيارة شي للسعودية تتوّج 25 عاما من العلاقات الوثيقة arabic.china.org.cn / 09:07:41 2016-01-19
بقلم حسام المغربي 19 يناير 2016 / شبكة الصين / يبدأ الرئيس الصيني شي جين بينغ، اليوم الثلاثاء، زيارة للمملكة العربية السعودية، تلبية لدعوة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وهي الزيارة الأولى الرسمية لشي إلى المملكة منذ توليه مهام منصبه، في ظل أوضاع متسارعة تشهدها المنطقة، الأمر الذي يؤكد على الأهمية الخاصة التي تشهدها الزيارة واهتمام القيادة الصينية البالغ بتعزيز علاقات الصداقة والتعاون الإستراتيجية مع المملكة. وبعد 25 عاما من العلاقات المتطورة التي تزداد متانة منذ تأسيسها في عام 1990، يستعد الجانبان لاستشراق آفاق التعاون والانتقال بها إلى مرحلة أكثر تقدما واستدامة، بما يخدم المصالح الحيوية للدولتين الصديقتين. وكان تبرع الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله، بنحو 50 مليون دولار وجزء كبير من مواد الاغاثة إلى المنطقة المنكوبة بعد الزلزال الكارثي الذي وقع في منطقة سيتشوان الصينية عام 2008، قد دلل على عمق مشاعر الصداقة بين البلدين. ومع تولي الرئيس شي مهام منصبه في عام 2013، سارع إلى تعزيز دور الصين في المشاركة بفاعلية في المؤسسات متعددة الأطراف وعلى رأسها الأمم المتحدة للعب دور أكبر في الشؤون الدولية، والعمل على زيادة نشاطها الدولي على الصعيد الاقتصادي والسياسي من خلال مبادرة "الحزام والطريق" و"البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية" و"الخطة الخمسية الثالثة عشرة"، بما يفتح آفاقا مشرقة للتعاون الودي بين الصين ودول العالم بشكل عام والمملكة بشكل خاص. وتعول الصين على دور محوري للسعودية في تفعيل مبادرتها لإعادة إحياء طريق الحرير، انطلاقا من الثقل الذي تمثله المملكة في محيطها الاقليمي والدولي وعلاقتها المتميزة مع الصين في المجالات الدينية والثقافية والسياسية والاقتصادية والتعليمية والحوار بين الحضارات. وتعتبر المملكة الشريك الاقتصادي الأول للصين في غرب آسيا ومنطقة الشرق الأوسط، حيث سجل التبادل التجاري البيني في نهاية عام 2014 أكثر من 69 مليار دولار. كما سجل مجموع الشركات الصينية العاملة في المملكة نحو 160 شركة كبيرة. وارتفعت واردات الصين من النفط السعودي إلى 49.67 مليون طن بنهاية عام 2014، لتصبح من أكبر موردي النفط للصين. وتولي قيادة البلدين اهتماما كبيرا بتطوير علاقات الصداقة والتعاون الثنائي وبذل جهود مشتركة في سبيل تحقيق المزيد من الانجازات وتوسيع التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والطاقة بالإضافة إلى مجالات الثقافة والتعليم والصحة، وتعزيز التبادل الحضاري بين شعبي البلدين. وشهد التعاون بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي تطورا شاملا، وتوطيدا للصداقة والثقة المتبادلة بين الجانبين توج بتوقيع مذكرة تفاهم بشأن الحوار الإستراتيجي بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجمهورية الصين الشعبية في يونيو 2010، وأحرز التعاون الاقتصادي والتجاري إنجازات مثمرة على مدى السنوات الماضية ما ساهم في تعزيز التنسيق والتعاون في الشؤون الدولية يوما بعد آخر. ويرى مراقبون وخبراء أن المملكة تعد من أكثر دول الشرق الأوسط تكاملا في النواحي الاقتصادية والتجارية مع الصين الأمر الذي يتيح الفرصة للمؤسسات الصينية لتصبح شريكا استثماريا في السعودية خاصة في مجالات البتروكيماويات والغازات وتحلية مياه البحر والبنية التحتية والطاقة. وتتيح الزيارة فرصة حقيقية لضخ مزيد من الدم في شرايين العلاقة التاريخية بين البلدين الصديقين التي تحولت لشراكة إستراتيجية في مارس 2014، وتوجه البلدين للاستفادة من قدراتهما وإمكانياتهما الضخمة، استغلال القواسم المشتركة لنقل العلاقات الثنائية إلى آفاق أكبر تتسع لمزيد من المشروعات التي تصب في مصلحة البلدين. ----------------------------------------------- الآراء الواردة في المقال تعكس آراء الكاتب فحسب، و ليس الشبكة
|
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |