مسيرة مميزة للعلاقات الصينية المصرية

15 يناير 2016 / شبكة الصين / تأسست العلاقات الدبلوماسية بين الحكومتين الصينية والمصرية في 30 مايو 1956، ومثل هذا التاريخ منعطفا مهما في مسار العلاقات الثنائية، وشهدت العلاقات بين البلدين الصديقين خلال العقود الأخيرة تطورا ملحوظا في كافة المجالات، وأثبتت قدرتها على مواكبة التحولات الدولية والإقليمية والداخلية.

وتميزت تلك العلاقات منذ إقامتها بتقارب الأهداف والرؤى، والسعى المشترك لتحقيق السلام العادل والدائم واحترام خصوصية كل دولة، وبناء نظام سياسي واقتصادي دولي جديد على نحو عادل ومنطقي، وتعزيز التضامن والتعاون.

السياسة

في ستينات القرن الماضي أجرى تشو أن لاي رئيس مجلس الدولة الراحل (1954 ـ 1976) ثلاث زيارات إلى مصر، وتبعها لي شيان نيان رئيس جمهورية الصين الشعبية (1983 ـ 1988)، والسيد يانغ شانغ كون رئيس جمهورية الصين الشعبية (1988 ـ 1993)، والسيد لي بونغ رئيس مجلس الدولة الأسبق (1987 ـ 1998)، والسيد لي روي هوان رئيس اللجنة الدائمة الأسبق للمجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري للشعب الصيني (1993 ـ 2003)، والسيد تشياو شي رئيس اللجنة الدائمة الأسبق للمجلس الوطني لنواب الشعب (1993 ـ 1998)، والسيد جيانغ زيمين رئيس جمهورية الصين الأسبق (1993 ـ 2003)، والسيد جو رونغ جي رئيس مجلس الدولة الأسبق (1998 ـ 2003)، والسيد ون جيا باو رئيس مجلس الدولة السابق (2003 ـ 2013)، والسيد لي كه تشيانغ نائب مجلس الدولة الصيني السابق (2008 ـ 2013) على التوالي.

ومن الجانب المصري زار الرئيس الأسبق حسني مبارك (1981 ـ 2011)، والسيد كمال جنزوري رئيس الوزراء المصري الأسبق (2011 ـ 2012)، والسيد أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب المصري الأسبق (1990 ـ 2011). وفى عام 1999 وقع الرئيس الصيني جيانغ تسه مين ونظيره المصري محمد حسني مبارك البيان المشترك حول إقامة علاقات التعاون الإستراتيجي بين البلدين، خلال زيارة مبارك للصين. وفي إبريل 2000 التقى جيانغ تسه مين ومبارك في مدينة الاسكندرية. وفي سبتمبر 2001 أجرى جيانغ تسه مين اتصالا هاتفيا بنظيره المصري حسني مبارك، للتشاور حول تنسيق الجهود بشأن مكافحة الإرهاب.

وفي يناير 2001، وصل مبارك إلى الصين في زيارة رسمية تعتبر الثامنة له إلى جمهورية الصين. وفي إبريل العام نفسه، سجل رئيس مجلس الدولة جو رونغ جي (1998 ـ 2003) بزيارته إلى مصر أكبر عدد من الزيارات الرسمية بين قادة البلدين خلال عام واحد. وحققت هاتان الزيارتان ثمارا وافرة وأضافتا الكثير لمحتوى علاقة التعاون الاستراتيجي بين الجانبين في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والسياحية والثقافية والتكنولوجية، مما أرسى أساسا ثابتا للتطور الشامل الذي تشهده العلاقات الصينية المصرية.

وفي 29 يناير 2004، اجرى الرئيس الصيني السابق هو جين تاو (2003 ـ 2013) زيارة دولة ناجحة إلى مصر، توصل خلالها إلى توافقات لتعزيز وتعميق التعاون بين البلدين في جميع المجالات وبخاصة التكنولوجية، وحققت دفعة جديدة في العلاقات بين الصين والدول العربية لترتقي إلى التطور الشامل.

وفي ديسمبر 2014، أتفق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال زيارته للصين مع الرئيس شي جين بينغ على الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة.

الاقتصاد

اعترفت جمهورية مصر العربية في نوفمبر 2006 بمكانة اقتصاد السوق الكامل للصين، وعملت الحكومتان على دفع التعاون الاقتصادي التجاري الثنائي خلال السنوات الأخيرة. وفي عام 2013 حقق حجم التجارة البينية نموا سريعا، ليتجاوز للمرة الأولى حاجز 10 مليارات دولار.

وفي عام 2014، سجل حجم التجارة البينية رقما جديدا ليصل إلى 11.62 مليار دولار، بزيادة نسبتها 13.8%، منها واردات صينية من مصر بحجم 1.16 مليار دولار، وصادرات صينية بواقع 10.46 مليار دولار. وشكل النفط الخام والغاز المسال والرخام وغيرها أهم الواردات الصينية، في حين كانت الأجهزة الكهربائية والميكانيكية والمنسوجات والملابس وغيرها أهم صادرات الصين إلى مصر.

الثقافة والعلوم

حققت التبادل الثنائي في قطاعات الثقافة والتعليم والإعلام والتكنولوجيا نقلة ملحوظة خلال السنوات الأخيرة، وكان البلدان قد وقعا رسميا اتفاق تعاون ثقافي في عام 1956، تبعتها تسع مذكرات تفاهم لتعزيز ودفع التعاون الثقافي. كما افتتحت الصين المركز الثقافي الصيني في العاصمة المصرية القاهرة في عام 2002.

وكان الجانبان قد استهلا برنامج التبادل الطلابي بينهما منذ عام 1955، بعد توقيع مذكرة تفاهم حول التعاون في مجال التعليم نفس العام، وحقق عدد الطلاب المنتسبين للبرنامج من الجانبين زيادة سنوية. وتوجت العلاقات التعليمية الثنائية بتوقيع اتفاقية اعتراف متبادلة بالدرجات والشهادات العلمية في عام 1997.

وحتى الآن افتتحت أربع جامعات مصرية كليات في تخصص اللغة الصينية، ووقعت جامعتا القاهرة وبكين اتفاقا في عام 2007 لافتتاح أول معهد كونفوشيوس في شمال أفريقيا، لتتبعها جامعة قناة السويس بافتتاح ثاني معهد كونفوشيوس بالتعاون مع جامعة شمال الصين للقوة الكهربائية.