العمق التاريخي والإستراتيجي للعلاقات الصينية الإيرانية

13 يناير 2016 / شبكة الصين / يعد العمق التاريخي للعلاقات الرابطة بين الدول، اللبنة الأولى لتأسيس التعاون ومد جسور التواصل في الحاضر والمستقبل، حيث تتشابك المصالح والأهداف وتتقارب الرؤى بين الأطراف. وحول العلاقات الصينية الإيرانية، فجذورها ضاربة في التاريخ، تعود إلى القرن الثاني قبل الميلاد، حيث وصل قان ينغ المسؤول الحكومي الرفيع في عهد أسرة هان الشرقية إلى منطقة الخليج العربي وشق طريقا للوصول إلى روما عبر إيران، عرف حينها بـ"طريق الحريق القديم".

وشهدت العلاقات الصينية الإيرانية تطورات ملحوظة توجت بتأسيس العلاقات الدبلوماسية الرسمية في 16 أغسطس 1971. وتعززت روابط الصداقة مع زيادة الزيارات المتبادلة بين قيادة البلدين، وارتقى التعاون الثنائي ليشمل جميع المجالات بعد تأسيس جمهورية إيران الإسلامية في عام 1979، كما شهد التعاون السياسي والتجاري والاقتصادي والثقافي نموا مستقرا خلال السنوات الأخيرة.

السياسة

في سبتمبر 2013، التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ بنظيره الإيراني حسن روحاني خلال قمة منظمة شنغهاي للتعاون، التي عقدت حينها في العاصمة التشيكية براغ. كما زار رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني الصين في أكتوبر 2013 والتقى خلال زيارته الرئيس شي جين بينغ، ورئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني تشانغ ده جيانغ، وعضو مجلس الدولة الصيني يانغ جيه تشي. وفي ديسمبر العام نفسه، أجرى عضو مجلس الدولة الصيني يانغ جيه تشي زيارة إلى إيران التقى خلالها الرئيس حسن روحاني، ورئيس البرلمان علي لاريجاني، وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني، ووزير الخارجية محمد جواد ظريف.

وفي مايو 2014، حضر الرئيس الإيراني حسن روحاني مؤتمر التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا، المنعقد في شانغهاي، والتقى على هامش الاجتماعات الرئيس الصيني شي جين بينغ. كما أجرى رئيس لجنة الشؤون السياسية والقانونية التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني منغ جيان تشو، زيارة إلى إيران في نوفمبر 2014، التقى خلالها بالنائب الأول للرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري، وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني.

وفي فبراير 2015، التقى وزير الخارجي الصيني وانغ يي خلال زيارته لإيران، الرئيس حسن روحاني، ورئيس البرلمان علي لاريجاني، والمستشار الدبلوماسي للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي أكبر ولايتي، ووزير الخارجية محمد جواد ظريف. وعلى هامش المؤتمر الدولي بين آسيا وأفريقيا المنعقد في مدينة باندونغ الإندونيسية في إبريل 2015، التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ نظيره الإيراني حسن روحاني.

الاقتصاد

شهد التعاون الاقتصادي بين الصين وإيران تطورا مستمرا، حيث بلغ حجم التجارة البينية 51.851 مليار دولار في عام 2014، بزيادة 31.5% على أساس سنوي، منها واردات صينية من إيران بحجم 27.506 مليار دولار، وصادرات صينية إلى إيران بنحو 24.345 مليار. وشكل النفط الخام والمعادن والبلاستيك الخام والمنتجات الزراعية وغيرها من إيران أهم الواردات الصينية، في حين كانت الأجهزة الكهربائية والميكانيكية والمنسوجات والكيماويات والمنتجات الحديدية والصلبة وغيرها أهم صادرات الصين لإيران.

وفي فبراير 2014، ترأس وزير التجارة الصيني قاو هو تشنغ ووزير المالية الإيراني علي طيب نيا، اجتماعات المؤتمر الـ15 للجنة الصينية الإيرانية المشتركة للاقتصاد والتجارة والعلوم والتكنولوجيا في العاصمة الإيرانية طهران.

الثقافة والعلوم

حقق التعاون الثنائي في قطاعات الثقافة والعلوم والرياضة نتائج ملحوظة، حيث زار رئيس الأكاديمية الصينية للعلوم الإجتماعية وانغ وي قوانغ إيران في يناير 2014. كما شارك نائب مدير الإدارة العامة للصحافة والنشر والإذاعة والسينما والتلفزيون تونغ قانغ، في افتتاح أسبوع الأفلام الصينية في إيران في سبتمبر العام نفسه.

وزار رئيس تحرير وكالة أنباء شينحوا خه بينغ، ونائبة رئيسة الجمعية الصينية للمرأة يو هونغ تشوي، ونائب رئيس جمعية الشعب الصيني للصداقة مع الدول الأجنبية فنغ تسوه كو، ونائب وزير التعليم خاو بينغ، جمهورية إيران خلال شهر أكتوبر 2014 على التوالي. وأجرى المستشار الدبلوماسي للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي أكبر ولايتي زيارة إلى الصين في يونيو 2015 لبحث سبل تعميق التعاون الثنائي.