标题图片
Home
arabic.china.org.cn | 03. 09. 2015

"دبلوماسية العروض العسكرية" إبداع صيني جديد لحشد القوة المحبة للسلام لمنع تكرار مآسي الحرب العالمية الثانية

بقلم يحيي مصطفي

3 سبتمبر 2015/ شبكة الصين/ نظمت الصين اليوم الخميس استعراضاً عسكرياً ضخماً لإحياء الذكرى السبعين للإنتصار في حرب مقاومة العدوان الياباني وانتهاء الحرب العالمية الصينية وهزيمة الفاشية بحضور ومشاركة 23 من رؤساء الدول وممثلي حكومات أكثر من 50 دولة، يتقدمهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيسة جمهورية كوريا الجنوبية بارك جيون- هي وأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون.

 

وقد أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ في خطاب ألقاه قبيل بدء الاستعراض العسكري عن خفض حجم القوات الصينية بحوالي 300 ألف جندي، وأكد مجدداً التزام الصين بالسير على طريق التنمية السلمية مشيراً إلي أن الصين مهما بلغت من القوة فإنها لن تسعى للهيمنة ولن تكون لها أطماع توسعية لأنها خبرت الحرب ومآسيها وستظل قوة داعمة للسلم والاستقرار العالميين.

وقد بدأ الاستعراض باطلاق قوات المدفعية 70 قذيفة تحية لأرواح شهداء حرب المقاومة الصينيين البالغ عددهم أكثر من 35 مليون شهيد، ومن ثم قامت وحدة من حرس الشرف برفع العلم على سارية في ميدان تيان آن مين بوسط بكين وعقب ذلك استعرض الرئيس شي جين بينغ القوات المشاركة في الاستعراض من على متن سيارة محيياً هذه القوات.

وبدأ مرور التشكيلات المشاركة في الاستعراض أمام المنصة الرئيسية لأول مرة بقدامي المحاربين على متن سيارات مكشوفة والبالغ متوسط أعمارهم أكثر من 90 عاماً، وتوالى مرور التشكيلات البالغ عددها 70 تشكيلة من كافة وحدات الجيش الصيني من بينها مشاركة 17 تشكيلة من جيوش أجنبية. وتضمن الاستعراض العسكري عرض أحدث العتاد العسكري الصيني ومن بينه صواريخ عابرة للقارات ومدرعات ومدفعية مختلفة الأنواع. وعكس الاستعراض التطور الكبير للقوات البرية والبحرية والجوية الصينية. وشاركت في الاستعراض لأول مرة وحدة نسائية من حرس الشرف وأخرى طبية.

ويعد هذا الاستعراض العسكري الأول الذي تقيمه الصين في غير مناسبة العيد الوطني حيث سبق لها تنظيم 14 استعراضاً عسكرياً بمناسبة العيد الوطني. ويأتي احتفال اليوم كأول احتفال تقيمه الصين لأحياء ذكرى الانتصار في حرب المقاومة ضد العدوان الياباني وانتهاء الحرب العالمية الثانية. وقد أسهم هذا الاستعراض العسكري في تذكير العالم بالدور الهام الذي أدته الصين في هزيمة الفاشية حيث كانت الحرب في الجبهة الشرقية هي الأطول والأكثر شراسة والاكبر من حيث عدد الضحايا حيث استمرت حرب المقاومة للعدوان الياباني التي بدأت مبكراً في عام 1937 حوالي 14 عاماً وشارك فيها 260 مليون صيني لمقاومة قوات يابانية قوامها 1.86 مليون تفوقها في العتاد العسكري.

وتميز الاستعراض العسكري هذه المرة بعدة مزايا متفردة حيث يعتبر أول استعراض عسكري تقيمه الصين بمشاركة قوات أجنبية أغلبها من دول حليفة للصين إبان الحرب في رسالة بأن الصين لن تنسى دورها الهام في تحقيق النصر، وتشير إلى توجه الصين الانفتاحي واستعدادها للتعاون مع العالم من أجل الحفاظ على السلم العالمي.

وشكل العتاد العسكري الذي عرض لأول مرة أكثر من 48 في المائة من العتاد المشارك في الاستعراض مما دل على شفافية الصين بشأن تسليح قواتها المسلحة وأن هذا العتاد ليس تهديداً لأحد وانما قوة للحيلولة دون تكرار ما حدث خلال الحرب العالمية الثانية. وقاد جنرالات من الجيش لأول مرة التشكيلات المشاركة في الاستعراض.

ومثل هذا الاستعراض العسكري بالمشاركة العالمية غير المسبوقة فيه نجاحاً كبيراً لدبلوماسية الصين وسياستها الخارجية القائمة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وحل الخلافات عبر الحوار دون اللجوء لاستخدام القوة، وقد وجدت هذه السياسة قبولا عالمياً عكسته هذه المشاركة الواسعة لحوالي 50 دولة.

وشكل هذا الاستعراض إبداعاً صينياً جديداً لما يمكن أن نطلق عليه "دبلوماسية العروض العسكرية" حيث أرسلت الصين من خلال هذا الاستعراض عدة رسائل تمحورت حول أن التنمية السلمية الملتزمة بها لابد من صيناتها وحمايتها بقوة قادرة على منع تكرار ما حدث من مآسٍ خلال الحرب العالمية الثانية، وأن هذا الاستعراض العسكري ليس استعراضاً لعضلات الصين العسكرية لتهديد جيرانها كما تروج الدوائر الغربية المغرضة، حيث تؤكد مشاركة العديد من الدول الآسيوية أنها تدرك مرامي هذا الاستعراض العسكري وأهدافه الرامية لتذكير العالم بما حدث وحشد القوى المحبة للسلام لمنع تكراره.

وجاء إعلان الزعيم الصيني شي جين بينغ بخفض حجم القوات الصينية 300 ألف فرد كرسالة تطمين أخرى للمتشككين بأن الصين لا تسعى لبناء جيش ضخم للهيمنة على الصعيد الإقليمي أو العالمي، ومن جهة أخرى تعكس هذه الخطوة التطور والتحديث الذي طرأ على القوات المسلحة الصينية حيث أن قوتها لم تعد تعتمد على كبر حجم القوات وأنما التقنيات العسكرية الحديثة.

وتضمن الاستعراض مشاركة قوات الشرطة المسلحة وأحدث معداتها لمحاربة الارهاب في إشارة إلي الدور الكبير الذي تؤديه الصين في جبهة مكافحة والارهاب وإسهامها الكبير في قوات حفظ السلام في العديد من مناطق النزاع بالعالم.

ونجحت دبلوماسية العروض العسكرية اليوم في بعث رسالتها بأن ما حدث في الماضي لن يُنسى وأن الصين مصممة على المضي على طريق التنمية السلمية وفي الوقت نفسه عازمة على تأهيل قواتها بأحدث العتاد العسكري لحراسة هذا المسار وأن الصين مدركة أن السلام ليسود لابد أن تحرسه قوة فاعلة وقادرة.

 

-------------------------------------------------

الآراء الواردة في المقال تعكس آراء الكاتب فحسب، وليس الشبكة

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
1   2   3   4   5   الصفحة التالية  


 
انقلها الى... :

الترتيب للأخبار

تعليق

تعليق
مجهول
الاسم :
(0) مجموع التعليقات :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号