الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
مقابلة خاصة: قيادي فلسطيني:الوضع بمخيم اليرموك "مأساوي" ونرفض حل الازمة عسكريا
دمشق 7 يناير 2014 (شينخوا) وصف أمين عام جبهة النضال الشعبي الفلسطيني خالد عبدالمجيد اليوم (الثلاثاء) الوضع الإنساني في مخيم اليرموك جنوب العاصمة السورية دمشق بأنه "مأساوي ومعقد"، حيث يحاصر 30 ألفا داخله منذ أشهر ، مؤكدا رفضه لأي حل عسكري لانهاء أزمة المخيم.
وقال عبدالمجيد ، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) ، إن " 30 فلسطينيا ماتوا خلال الربع الاخير من العام المنصرم بسبب الجوع والمرض وعدم القدرة على متابعة العلاج والحصار الجائر للمخيم " ، واصفا الوضع الإنساني في المخيم بأنه "مأساوي ومعقد".
وبين القيادي الفلسطيني أن حوالي 20 ألف فلسطيني محتجزين داخل المخيم الى جانب 10 الاف سوري نزحوا اليه من المناطق المجاورة كالسبينة والحسينية والذيابية بريف دمشق (جنوبا) ليصبح عدد المحاصرين داخل المخيم 30 ألفا.
وأشار الى ان قادة الفصائل الفلسطينية عملوا خلال الفترة الماضية مع السلطات السورية وقادة الكتائب المسلحة داخل المخيم من أجل معالجة الوضع الإنساني الا أن الجهود المبذولة لم تكلل بالنجاح.
ويشهد مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين منذ أكثر من عام معارك عنيفة بين فصائل فلسطينية موالية للنظام السوري ومجموعات مسلحة معارضة تنتمي للجيش الحر.
ويدور النزاع تحديدا بين ما يسمى باللجان الشعبية التابعة للجبهة الشعبيةـ القيادة العامةـ التي يترأسها أحمد جبريل، وهي موالية للنظام السوري من جهة، وبين فصائل مسلحة تابعة للجيش الحر وجبهة النصرة المعارضة للنظام.
ولا يشارك الجيش السوري في القتال الدائر بشكل مباشر، لكنه يحاصر مخيم اليرموك لمنع امتداد النزاع الدائر داخله إلى العاصمة دمشق.
وأدت الاشتباكات الى تهجير ما يقارب 200 الف فلسطيني من داخل المخيم.
وحمل عبد المجيد ، وهو أمين سر فصائل التحالف الفلسطيني في سوريا ، مسؤولية تدهور الوضع الإنساني في المخيم "للذين يحتلون المخيم من كتائب مسلحة"، مؤكدا أن الفصائل الفلسطينية تعمل على تذليل العقبات من خلال الحوار مع السلطات السورية والكتائب المسلحة في المخيم.
واعرب عن أمله في أن تتجاوب الدولة السورية وتضع آلية من أجل إيصال الإغاثة عبر مداخل اليرموك الى المحاصرين بداخله.
وحول ما اذا كان الجيش السوري يمنع وصول الغذاء والدواء الى داخل مخيم اليرموك قال عبد المجيد ان " الجيش يحاصر المخيم بناء على خطته بمنع دخول أي تموين للمجموعات المسلحة"،مؤكدا ان المحاصرين من الأهالي من الفلسطينيين والسوريين يدفعون ثمن هذه الإجراءات".
واستدرك " لكن الجيش السوري يعتبر أن المسؤول عن هذا الوضع هم من يرتهنوا المخيم " ، مطالبا أهالي المخيم المحاصرين بممارسة الضغط على المجموعات المسلحة ودفعهم للانسحاب منه.
واوضح القيادي الفلسطيني أن الجيش السوري اكد للفصائل الفلسطينية أنه بمجرد انسحاب المسلحين وفق مبادرة طرحتها الفصائل الفلسطينية لحل الأزمة سيتم إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية الى المخيم.
وأكد عبدالمجيد أن " المبادرة التي قدمتها قوى فصائل التحالف الفلسطينية في سوريا لم تفشل ، وإنما هناك عرقلة للمبادرة من قبل بعض المجموعات المسلحة داخل المخيم".
وأشار الى ان 10 مجموعات مسلحة وافقت على هذه المبادرة وأبدت استعدادها التام لتنفيذها ، متهما في المقابل مجموعات أخرى "مرتبطة بالخارج" بعرقلة المحاولات المبذولة مع الدولة السورية لايجاد تسوية وذلك "في اطار خدمة مخطط يستهدف محاولة تعطيل مؤتمر جنيف".
وتنص المبادرة لحل أزمة المخيم على خروج المسلحين الغرباء منه نهائيا وضمان عدم عودتهم ، وتموضع المسلحين الفلسطينيين والفصائل الفلسطينية الموافقة على المبادرة في محيط المخيم لمنع دخول السلاح والمسلحين.
كما تنص على عودة اهل المخيم الى منازلهم وممتلكاتهم وفتح الطرق لإمدادهم بالاغذية والمواد الاساسية ، وتسوية اوضاع من يرغب من المسلحين.
ونفى عبد المجيد اتهامات للفصائل الفلسطينية بأنها هي من عرقلت المبادرة ، مؤكدا أن جبهة النضال الشعبي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة ولجنة المصالحة الوطنية تقوم بجهود مضنية من أجل انجاح اي مبادرة ممكن ان تفضي الى وقف لاطلاق النار وانسحاب المسلحين وفك الحصار عن المخيم.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أصدر السبت تعليمات بإدخال مواد تموينية فورا إلى مخيم اليرموك في سوريا نتيجة الظروف الصعبة التي يتعرض لها سكان المخيم.
وحذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أخيرا من مواجهة الفلسطينيين في مخيم اليرموك خطر الموت جوعا بسبب محدودية الطعام والإمدادات الطبية.
ونفى القيادي الفلسطيني أن تكون السلطة الفلسطينية قد أرسلت أية مساعدات إغاثية إلى المخيم ، مؤكدا أن هناك 5 الاف سلة غذائية مقدمة من قبل وكالة (اونروا ) موجودة في مستودعاتها.
ولفت الى أن وكالة الاونروا تصر على إدخال المساعدات عبر آلية معينة عبر سياراتها ولجانها،الا ان السلطات لم توافق على ذلك خشية ان تذهب هذه المساعدات الى غير مستحقيها أو تصادر من قبل المجموعات المسلحة داخل المخيم.
وقال عبد المجيد ان الفصائل الفلسطينية تشجع على عملية تسوية اوضاع المسلحين الذين يسلمون اسلحتهم ، مشيرا الى ان حوالي 300 مسلح تم تسوية اوضاعهم بعد أن سلموا اسلحتهم الى الجيش السوري .
وأضاف "لا نريد حلا عسكريا لأزمة مخيم اليرموك لاننا نعتبر ان هذا الحل سيؤدي الى خسائر كبيرة في الأرواح وبالبنية التحتية للمخيم".
انقلها الى... : |
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |