تقرير إخباري: مصر تؤكد "رفضها الكامل" للتدخل الإيراني القطري فى شئونها

القاهرة 6 يناير 2014 (شينخوا) استدعت مصر اليوم (الاثنين) رئيس بعثة رعاية المصالح الايرانية بالقاهرة، وقررت فى ذات الوقت استدعاء سفيرها فى قطر بعد الاستفتاء على مسودة الدستور يومي 14 و 15 يناير الجاري للتشاور، مؤكدة "الاستياء الشديد" و "الرفض الكامل" لتدخل البلدين فى شئونها.

وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية السفير بدر عبدالعاطي أن السفير خالد عمران نائب مساعد وزير الخارجية لشئون غرب ووسط آسيا قام، بناء على تعليمات من الوزير نبيل فهمي، باستدعاء رئيس بعثة رعاية المصالح الايرانية بالقاهرة مجتبي اماني إلى مقر وزارة الخارجية " للاعراب عن ادانتنا الكاملة للتصريحات التى ادلى بها أخيرا، وكذلك لتصريحات المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الايرانية حول الشأن المصري".

ونقلت وكالة الانباء الايرانية (ارنا) السبت الماضى عن المتحدثة باسم الخارجية الايرانية مرضية افخم " قلق الجمهورية الاسلامية الايرانية من تصاعد حدة المواجهات بين القوات العسكرية والامنية وبين المتظاهرين فى مصر".

وقالت افخم إن بلادها " تراقب وبقلق التطورات الأخيرة فى مصر، التى أدت إلى مقتل واصابة العديد من المواطنين المصريين وتعبر عن أسفها لتصاعد حدة المواجهات"، و " تناشد الاطراف المتنازعة بضبط النفس وضرورة الحفاظ على الأمن والاستقرار فى مصر".

وأوضحت أن " ايران تدعو إلى تسوية الخلافات عن طريق الحوار الوطني وبشكل سلمي، وتعتقد ان خيار الحوار السلمى هو الانسب والاكثر عقلانية امام هذا البلد".

وصدرت التصريحات الايرانية غداة مظاهرات لعناصر جماعة الاخوان المسلمين، تخللها اشتباكات دامية مع الشرطة أسفرت عن أكثر من 14 قتيلا، وذلك بعد ان استخدم المتظاهرون اسلحة نارية وخرطوش وزجاجات مولوتوف، وحرقوا سيارة شرطة ومكتب لادارة المرور، بحسب وكالة أنباء (الشرق الاوسط).

وقال عبدالعاطي إن عمران شدد خلال اللقاء مع الدبلوماسي الايراني على ان هذه التصريحات " مرفوضة شكلا وموضوعا، وتعبر عن عدم المام او تغافل متعمد عن حقيقة الاوضاع فى مصر".

وأضاف إن عمران نقل " رفض مصر الكامل لتدخل ايران فى الشأن الداخلي المصري، واكد على ضرورة احترام سيادة الدول وقرارات شعوبها لاسيما ان مصر لا تتدخل فى الشأن الداخلي الايراني".

واشار الى ان وزير الخارجية نبيل فهمي وجه ايضا رئيس بعثة رعاية المصالح المصرية فى طهران بنقل رسالة احتجاج مماثلة الى الجانب الايراني.

وتقتصر العلاقات بين مصر وايران على مستوى بعثة لرعاية المصالح، وذلك منذ قطعها فى عام 1979.وشهدت العلاقات الثنائية تطورا غير مسبوق خلال عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، الذى ينتمى لجماعة الاخوان المسلمين، الذى زار ايران التى زار رئيسها آنذاك احمدي نجاد القاهرة.

وجاء استدعاء وزارة الخارجية المصرية للدبلوماسي الايراني بعد يومين فقط من خطوة مماثلة مع السفير القطري بالقاهرة، الذى جرى استدعاؤه السبت احتجاجا على بيان اصدرته بلاده اثار استياء القاهرة.

وجاء فى البيان الذى اصدرته الجمعة وزارة الخارجية القطرية انها تعرب " القلق من تزايد اعداد ضحايا قمع المظاهرات، وسقوط عدد كبير من القتلى فى كافة ارجاء مصر "، بحسب وكالة الأنباء القطرية (قنا).

واعتبرت الخارجية القطرية " ان قرار تحويل حركات سياسية شعبية الى منظمات ارهابية وتحويل التظاهر الى عمل ارهابي لم يجد نفعا فى وقف المظاهرات السلمية، بل كان فقط مقدمة لسياسة تكثيف اطلاق النار على المتظاهرين بهدف القتل".

وصنفت الحكومة المصرية فى 25 ديسمبر الماضي الاخوان المسلمين "تنظيما ارهابيا"، وابلغت الدول العربية بالقرار، بهدف تطبيق الاتفاقية العربية لمكافحة الارهاب على الجماعة، التى جمدت الحكومة ممتلكات 562 من قياداتها وكوادرها.

ورأت الخارجية القطرية أن " ما جرى ويجرى فى مصر ليقدم الدليل تلو الدليل على ان طريق المواجهة والخيار الامني والتجييش لا تؤدي الى الاستقرار"، واكدت " ان الحل هو الحوار بين المكونات السياسية للمجتمع والدولة فى مصر من دون اقصاء او اجتثاث".

وذكرت الوكالة الرسمية اليوم نقلا عن مصدر مطلع ان وزير الخارجية المصري نبيل فهمي كلف سفير بلاده بالدوحة محمد مرسي بنقل "رسالة احتجاج إلى الحكومة القطرية تعكس الاستياء الشديد، والرفض الكامل لمضمون بيان وزارة الخارجية القطرية الأخير بشأن الوضع السياسي بمصر"، وذلك رغم استدعاء وزارته لسفير قطر بالقاهرة.

وأوضحت أن السفير المصري بالدوحة أكد أن بيان الخارجية القطرية "مرفوض شكلا وموضوعا ويمثل تدخلا مرفوضا في الشأن الداخلي المصري"، وأن القاهرة لن تسمح لأية دولة بالتدخل في الشأن الداخلي لها حتى لو كانت دولة عربية.

لكن الوكالة عادت لاحقا، مؤكدة على لسان مصادر مطلعة أن " الحكومة المصرية قررت استدعاء السفير المصري في الدوحة للتشاور بعد إجراء الاستفتاء المقرر على الدستور ردا على التدخل القطري المرفوض في الشأن الداخلي للبلاد"، فى مؤشر على تصاعد الخلافات بين البلدين اللذين يشوب التوتر علاقاتهما منذ عزل الرئيس محمد مرسي، الذى كانت قطر من أبرز داعميه.