الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
تحليل إخباري: محللون: بيان قطر يكشف بوضوح انحيازها للاخوان ويؤشر لاستمرار التوتر فى العلاقات مع مصر
القاهرة 4 يناير 2014 (شينخوا) اعتبر محللون مصريون وعرب اليوم (السبت) أن بيان وزارة خارجية قطر حول الاوضاع فى القاهرة يكشف بوضوح انحياز الدوحة لجماعة (الاخوان المسلمين)، بما يؤشر إلى أن التوتر فى العلاقات الثنائية سوف يستمر.
وبينما دعا بعضهم قطر إلى مراجعات سياسية لاخطاء ادارتها للعلاقات مع مصر، نبه آخرون إلى أن الصبر المصري على مواقف وتصرفات الدوحة له حدود.
وأعربت وزارة الخارجية القطرية، فى بيان أصدرته أمس الجمعة، عن " القلق من تزايد أعداد ضحايا قمع المظاهرات، وسقوط عدد كبير من القتلى فى كافة أرجاء مصر "، بحسب وكالة الأنباء القطرية (قنا).
واعتبرت " ان قرار تحويل حركات سياسية شعبية إلى منظمات ارهابية وتحويل التظاهر إلى عمل ارهابي لم يجد نفعا فى وقف المظاهرات السلمية، بل كان فقط مقدمة لسياسة تكثيف اطلاق النار على المتظاهرين بهدف القتل".
وصنفت الحكومة المصرية فى 25 ديسمبر الماضي الاخوان المسلمين "تنظيما ارهابيا"، وابلغت الدول العربية بالقرار، بهدف تطبيق الاتفاقية العربية لمكافحة الارهاب، والاتفاقية العربية لمكافحة غسل الاموال وتمويل الارهاب على الجماعة.
ورأت الخارجية القطرية أن " ما جرى ويجرى فى مصر ليقدم الدليل تلو الدليل على ان طريق المواجهة والخيار الامني والتجييش لا تؤدي إلى الاستقرار"، وأكدت " أن الحل هو الحوار بين المكونات السياسية للمجتمع والدولة فى مصر من دون اقصاء او اجتثاث".
واثار البيان القطري غضب مصر التى استدعت وزارة خارجيتها فى وقت سابق اليوم سفير الدوحة بالقاهرة سيف بن مقدم البوعينين، وابلغته "رفضها شكلا وموضوعا" للبيان، وشددت على انها " لن تسمح على الاطلاق لاى طرف خارجي بالتدخل فى شئونها الداخلية تحت اى مسمى او تبرير، وانها تحمل اية دولة او طرف خارجي يشرع او يقدم على ذلك مسئولية ما يترتب عليه من تداعيات".
وصدر البيان القطري عقب انتهاء مظاهرات لعناصر جماعة الاخوان المسلمين، تخللها اشتباكات دامية مع الشرطة أسفرت عن اكثر من 14 قتيلا و 60 مصابا، حيث استخدم المتظاهرون اسلحة نارية وخرطوش وزجاجات مولوتوف، وحرقوا سيارة شرطة ومكتب لادارة المرور، بحسب وكالة أنباء (الشرق الأوسط).
وعقب انتهاء مظاهرات أمس، وجه التحالف الوطني لدعم الشرعية، الذى تقوده جماعة الاخوان ويضم قوى اسلامية مؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسي، فى بيان التحية للمتظاهرين، ودعاهم إلى مواصلة التظاهر.
وقال الدكتور عمر الحسن رئيس مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية إن " التصريحات القطرية لا تبشر بانفراجة فى العلاقات مع مصر، وتجعل التوتر مستمرا، وواضح انحياز قطر لجماعة الاخوان المسلمين".
وأضاف الحسن، فى تصريحات لوكالة أنباء (شينخوا)، إن هناك اجماعا بين اربع دول خليجية (هى السعودية، والكويت، والامارات، والبحرين) على دعم مصر وتأييد ما حدث بعد 30 يونيو الماضي، بينما قطر تنحاز للاخوان المسلمين، وتصريحاتها لا تصب فى اطار التوافق الخليجي على سياسة خارجية.
وتابع ان انحياز قطر للاخوان واضح من خلال تحركها السياسي والاعلامي عبر قناة (الجزيرة)، ولا انفراجة تلوح فى الافق فى العلاقات بين البلدين، لاسيما ان مصر تتشدد فى التعامل مع الاخوان، وتؤكد انه لا مجال للتفاوض مع قادة الجماعة الذين يطالبون بعودة مرسي وهو مطلب شبه مستحيل.
واعتبر ان " مطالب الاخوان غير قائمة، وتصريحات قطر تدخل فى الشئون الداخلية لمصر ".
وعن كيفية احتواء الازمة فى العلاقات بين البلدين، قال الحسن " لو قطر تبدأ فى تطبيع العلاقات، ووقف هذا الحشد الاعلامي على مدار الساعة ضد القيادة المصرية، قد يكون بداية انفراجة للازمة مع مصر".
وطالب الحكومة المصرية بادارة الازمة مع جماعة الاخوان بحكمة، مضيفا " ليس كل الاخوان بديع (قاصدا المرشد العام للجماعة محمد بديع)، ولابد من محاولة اعادتهم للصف ."
واردف ان الاخوان جزء لا يتجزأ من تركيبة المجتمع المصري ولابد من احتوائهم حتى لا يتدخل الغير، لاسيما ان مصر مستهدفة من كثير من دول المنطقة .
وختم ان "استقرار مصر هو استقرار لدول المنطقة والخليج العربي، ومن هنا فدول الخليج فى معظمها ترى ضرورة خروج مصر من أزمتها، لان قوة وأمن مصر من قوة وأمن دول المنطقة".
من جهته، قال الدكتور محمد السعيد ادريس رئيس وحدة الدراسات العربية بمركز الاهرام إن مصر كانت حريصة خلال الشهور التى اعقبت 30 يونيو على الابقاء بقدر ما على العلاقات مع قطر باعتبارها دولة شقيقة، على ان " تحترم قطر خصوصية العلاقات مع مصر، وعدم التدخل فى الشئون الداخلية ".
وأضاف " لكن قطر للاسف لم تعط اعتبار لهذه العلاقات، بل انحازت لجماعة الاخوان، وبيان قطر يقول إنها مستمرة فى مخططها وفى تدخلها فى الشئون المصرية".
ورأى أن " البيان القطري مؤشر مهم ليس لسياسة قطر فقط لكن لمشروع جماعة الاخوان المسلمين، والتصعيد هو المبدأ الحاكم لتنظيم الاخوان".
وعد قيام وزارة الخارجية المصرية باستدعاء سفير قطر خطوة أقل مما يستدعيه الموقف، ودعا قطر إلى اجراء "مراجعات سياسية" لاخطاء ادارتها للعلاقات مع مصر.
كما نبه الحكومة المصرية إلى أن تعى ان ما هو قادم اصعب، وأن اى تراخ قانوني او دبلوماسي من جانبها سينعكس على الاوضاع داخل مصر.
وأشار إلى أن المطلوب ان يستجيب المجتمع الدولي لقرار مصر اعتبار الاخوان جماعة ارهابية، وحذر من ان فشل القاهرة فى اقناع المجتمع الدولي بذلك سيزيد من ثقة الاخوان، وسيجعل هناك طرفين داخل البلاد، بما يؤدى إلى تدخل دولي وهو ما يريده الاخوان.
لكن الدبلوماسي السيد امين شلبي مدير المجلس المصري للشئون الخارجية رأى ان الموقف القطري ليس فقط تدخلا فى الشأن المصري بل عده تطاولا على مصر، مشيرا بلهجة استنكار إلى أن الدوحة " تتصرف كأنها وصية على الشعب المصري".
وأضاف شلبي ان قطر تسمح لنفسها ان تكون صاحبة رأى لما يحدث فى مصر، بينما دول عظمى كثيرة تقول إن ذلك شأن داخلي، واوضح ان موقف الاولى " لا يقبله منطق، ولا تقبله العلاقات الدولية، ولا اصول العلاقات السياسية او العلاقات العربية".
ودعا قطر إلى الاعتراف بالواقع الجديد فى مصر كما حسمه الشعب، ونبه إلى أن وزارة الخارجية المصرية حذرت من قبل ان صبرها على تصرفات ومواقف قطر له حدود، وهذا يعكس احتمالات موقف القاهرة، فى إشارة إلى احتمال أن تتخذ مصر لاحقا موقفا أبعد من مجرد استدعاء سفير الدوحة.
انقلها الى... : |
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |