الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
مقابلة خاصة: سفير جنوب السودان ببكين: تنازل الحكومة قبل وقف إطلاق النار مستبعد
بكين 4 يناير 2014 (شينخوا) استبعد سفير جمهورية جنوب السودان لدى الصين ألوزاي موجا يوكوي أن تقدم حكومة بلاده أية تنازلات قبل وقف إطلاق النار، مشيرا الى أن المخرج الوحيد من الأزمة هو "عودة الانقلابيين إلى عقولهم" والاحتكام إلى صندوق الانتخاب.
جاء ذلك في حوار خاص أجرته وكالة ((شينخوا)) مع يوكوي يوم الجمعة على خلفية اطلاق الحوار بين طرفي الاقتتال الدائر في أحدث دولة في العالم منذ 15 ديسمبر الماضي اثر خلاف بين الرئيس سيلفا كير ميارديت ونائبه السابق رياك مشار.
واتهم كير المدعوم من قبيلة (الدنكا) نائبه السابق مشار المدعوم من قبيلة (النوير) بتدبير محاولة انقلابية ضده ردا على إقالة الأخير من منصبه، بيد أن مشار نفي ذلك. وخلفت الاشتباكات المسلحة بين الطرفين آلاف القتلى وشردت 190 ألف مدني لجأ نحو 10 آلاف منهم إلى دول مجاورة, وفق الامم المتحدة.
وقال يوكوي ان "الصراع في جنوب السودان ليس عرقيا إنما هو محاولة انقلاب من قبل مجموعة أشخاص تريد الإطاحة برئيس منتخب من السلطة".
وتابع يقول إن " الأشخاص الـ11 الذين ألقي القبض عليهم هم خليط من قبائل عدة من الدنكا والنوير والشلك وغيرهما، ولا يعني وجود واحد أو اثنين من النوير مثلا أن كل النوير مع هؤلاء".
وشدد يوكوي على أن الانقلاب في جنوب السودان ذات طبيعة مختلفة عن الانقلابات في دول إفريقيا، موضحا أن" العادة جرت أن يقوم الجيش بانقلاب ضد الحكومة لكن ما حدث في جنوب السودان أمر مختلف إذ يقف وراء الانقلاب شخصية سياسية في الأساس".
وحول توقعاته لمحادثات السلام الجارية في إثيوبيا لتسوية الأزمة، قال سفير جنوب السودان إن" التوقعات يجب أن تكون نتائج إيجابية وهي وقف إطلاق النار أولا من أجل أن يعود الناس الى ديارهم وأعمالهم وتعود الحياة اليومية الى طبيعتها. وبعد ذلك تبدأ محادثات من أجل التوصل إلى تسوية بين الطرفين. فبدون وقف اطلاق النار لا أعرف كيف يمكن أن نجلس والقتال مستمر".
ورغم أن الطرفين المتصارعين أرسلا فرقا للتفاوض إلى العاصمة الإثيوبية، إلا إن تقارير تشير الى تواصل القتال بلا هوادة في جنوب السودان، في الوقت الذي تحاول فيه هيئة التنمية الحكومية لدول شرق إفريقيا (إيغاد) التوسط بين الطرفين بمساعدة الاتحاد الافريقي وقوي عالمية مثل الصين والولايات المتحدة لمنع تفشي العنف في منطقة هشة بالفعل.
وقال يوكوي إن "الحكومة أعلنت بالفعل وقف إطلاق النار والجميع ينتظرون من المتمردين وقف إطلاق النار أيضا والالتزام بذلك، حتى يتم الانتقال إلى الخطوات التالية لحل النزاع".
وبسؤاله عما إذا كانت الحكومة من الممكن أن تقدم تنازلات في سبيل وضع نهاية للصراع ، رد السفير" الحكومة لا يمكن أن تقدم أي شيء قبل أن يتم وقف إطلاق النار أولا، ثم تأتي بعد ذلك الخطوة الثانية ويوضح المتمردون ماذا يريدون على وجه التحديد، هل يريدون السلطة بالقوة، إذا كان الأمر كذلك لماذا لا ينتظرون أقل من عامين على الانتخابات القادمة في 2015".
وشدد السفير على أن "المخرج الوحيد من الأزمة هو عودة هؤلاء إلى عقولهم وإعداد أنفسهم للتنافس عبر صندوق الانتخاب . نحن دولة ديمقراطية. والديمقراطية تضع قواعد محددة للوصول إلى السلطة".
وقال يوكوي إن حكومة جنوب السودان تحظي بدعم شعب جنوب السودان وبتأييد دولي وإقليمي كبير لأنها حكومة منتخبة لم تأت إلى السلطة بالقوة، مشيرا إلى أن الانقلابيين يشعرون الآن بالعزلة.
واستبعد السفير انزلاق بلاده إلى إبادة جماعية على غرار ما حدث في رواندا حيث شن المتطرفون في جماعة الهوتو التي تمثل الأغلبية في رواندا في عام 1994 حملة إبادة ضد الأقلية من توتسي قُتل فيها ما يربو على 800 ألف شخص في 100 يوم، قائلا إن "هذا لن يحدث. لأن هؤلاء هُزموا بالفعل.. الآن ما نشاهده هو حالة فرار.. لا يوجد قتال في جوبا، القتال يتركز فقط في ولايتين، وبقية الولايات آمنة ".
وأضاف سببا آخر قائلا "بعد 30 عاما من الاقتتال لا يريد شعب جنوب السودان الدخول في حرب جديدة خاصة بين أنفسنا".
وبسؤاله حول إمكانية تبني النموذج الكيني من حيث تقاسم السلطة بين رئيس من (الدنكا) ورئيس حكومة من (النوير) كمخرج من الأزمة الراهنة، استبعد سفير جنوب السودان حدوث ذلك، نظرا لاختلاف الظروف وأسباب الأزمة في البلدين.
وقال ان " فكرة تقاسم السلطة على أساس قبلي ليست فكرة وجيهة لأنها قد تؤدي الى انقسام الشعب"، مشددا على أن "ما حدث في جنوب السودان هو محاولة انقلابية فاشلة على سلطة منتخبة، بيد أن ما حدث في كينيا أمر أخر كان مرتبطا بخلاف حول نتيجة الانتخابات".
وكانت كينيا قد شهدت في أعقاب انتخابات ديسمبر 2007 انتشار موجات من العنف الإثني بعد إخفاق زعيم حزب الحركة الديمقراطية رايلا أودينغا فى الفوز برئاسة البلاد، وأدى ذلك إلى مقتل 1200 شخص وتشريد ما يزيد على 350 ألفا آخرين. ولم يهدأ الصراع إلا بعد التوصل إلى اتفاق لتقاسم السلطة بين الرئيس المنتهية ولايته مواى كيباكى وزعيم المعارضة رايلا أودينغا، حيث استمر الأول في تولى منصب رئيس الجمهورية أما الثاني فقد تولى منصب رئيس الوزراء.
وأشاد يوكوي في نهاية اللقاء بجهود الصين ودعمها لجنوب السودان كي تتجاوز الأزمة سواء داخل أورقة مجلس الأمن للأمم المتحدة أو من خلال مبعوثها الخاص لجنوب السودان، وأضاف " نأمل أن تستمر الصين بهذه الروح".
وأرسلت الصين مبعوثها الخاص تشونغ جيان هوا الى جنوب السودان والدول المجاورة في الوقت الراهن ويبذل بنشاط جهود وساطة للمساعدة في استعادة الاستقرار في جنوب السودان في أسرع وقت ممكن
ودعا تشونغ جيان هوا جميع الدول الهامة فى هذه المنطقة الى المشاركة فى دفع الجهود من أجل التوصل إلى حل سلمي للصراع، مؤكدا على أن المشكلة الافريقية يجب ان يتم حلها من جانب الشعب الافريقي.
انقلها الى... : |
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |