الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

تحليل إخباري:الأراضي الفلسطينية مرشحة للتصعيد مع دخول المفاوضات مع إسرائيل أشهرها الحاسمة

arabic.china.org.cn / 23:44:52 2013-12-30

رام الله 30 ديسمبر 2013 (شينخوا) يرى مراقبون ومحللون فلسطينيون، أن الأوضاع في الأراضي الفلسطينية مرشحة للتصعيد أمنيا مع دخول مفاوضات السلام مع إسرائيل أشهرها الحاسمة.

ولم تحرز المحادثات التي استؤنفت نهاية يوليو الماضي برعاية أمريكية وحدد سقفها الزمني بتسعة أشهر بعد توقف لثلاثة أعوام، تقدما ملموسا حتى الآن من شأنه التفاؤل بالتوصل لاتفاق سلام ينهي الصراع الممتد منذ عقود.

ومع تزايد حوادث التوتر الميدانية منذ بدء مفاوضات السلام ، فإن المراقبين يعتقدون أن الأشهر المقبلة مرشحة لتصاعد المواجهات في ظل حالة الاحتقان السائدة، لكنهم يستبعدون في الوقت ذاته أن يمثل ذلك تفجرا كليا للأوضاع.

ويقول مدير مؤسسة الدراسات الديمقراطية في رام الله بالضفة الغربية جورج جقمان لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن تزايد حوادث التوتر الميدانية "يظهر بوضوح وجود احتقان كبير رغم أن طبيعة هذه الأعمال فردية".

ويضيف جقمان، أنه "من غير المستغرب أن تتصاعد حوادث من هذا النوع في ظل استمرار الاستيطان وسرقة الأرض الفلسطينية، وعربدة المستوطنين ، وبالتالي استمرار وضع كهذا في غياب حل عادل للصراع سيؤدي إلى صراع ميداني بغض النظر عن توقيته".

وتظهر معطيات عسكرية إسرائيلية تسجيل 65 عملية ضد أهداف إسرائيلية في الضفة الغربية خلال العام المنقضي أغلبها في الأشهر الستة الأخيرة، مشيرة إلى أنه تم احباط عدد منها.

وحسب المصادر الإسرائيلية، فإن هذه العمليات تنوعت بين حوادث طعن، وصدم بسيارة، وإطلاق نار، ووضع شحنات ناسفة، واختطاف جندي وقتله، لكنها جميعها تمت دون تبنى من جهة محددة.

وتتهم السلطة الفلسطينية إسرائيل، بالعمل على جر الأوضاع الميدانية لمربع التوتر.

ويقول اللواء عدنان الضميري الناطق باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية لـ ((شينخوا))، إن إسرائيل ووسائل إعلامها "تروج دائما للفوضى وتصعيد الأوضاع الميدانية لأهداف سياسية".

ويضيف الضميري "هم (الإسرائيليون) يحاولون أن يبعثوا رسائل إلى العالم بأن الوضع الأمني الفلسطيني الداخلي وضع غير مستقر والادعاء بأن بقاء الاحتلال ضرورة للحفاظ على الأمن".

ويشير الضميري، إلى "أن ما يجري على أرض الواقع هو محاولات يومية لاستفزاز الفلسطينيين من أجل المواجهة من خلال الاقتحامات اليومية للمدن الفلسطينية ، ودعم المستوطنين في الاعتداء على مواطنينا، وفي الاستيطان، والاعتداء على المقدسات".

وقتل 30 فلسطينيا في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ استئناف مفاوضات السلام في أسوأ تدهور أمني حدث منذ أعوام، بالتزامن مع ارتفاع حدة المواجهات والتوترات الأمنية.

يأتي ذلك في وقت تكثف فيه الإدارة الأمريكية جهودها لدفع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى التقدم للتوصل لاتفاق سلام.

ومن المقرر أن يصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى المنطقة نهاية الأسبوع الجاري في عاشر زيارة له منذ مارس الماضي عند بدء جهوده لاستئناف المفاوضات.

ويتردد على نطاق واسع، أن كيري يسعى لاتفاق الطرفين على إطار اتفاق مؤقت يمهد لمفاوضات تستمر لمدة عام آخر بهدف إبرام اتفاق نهائي للسلام.

وتنتهي المهلة التي حددتها واشنطن للمفاوضات الجارية في نهاية أبريل المقبل، وسط خلافات جوهرية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تعتري بحثهما لقضايا الصراع النهائي.

ويرى مراقبون فلسطينيون، أن هناك مخاوف من أن ينعكس احتمال فشل الجهود الأمريكية سلبا على الواقع الأمني خصوصا في ظل "اليأس" الشعبي الفلسطيني من مسيرة المفاوضات وسوء الأوضاع المعيشية تحت الاحتلال.

إلا أن أستاذ الإعلام والعلوم السياسية في جامعة القدس في رام الله أحمد رفيق عوض يستبعد ل(شينخوا)، تطور الموقف في الضفة الغربية في الوقت الراهن على الأقل إلى اندلاع انتفاضة ثالثة.

ويدلل عوض على استنتاجه بعدة عوامل، أبرزها غياب الدعم السياسي الفلسطيني الرسمي لفكرة الانتفاضة وافتقادها للحشد والتعبئة الشعبية، عدا عن استمرار الانقسام الداخلي بين الضفة الغربية وقطاع غزة.

كما يعتبر عوض، أن واشنطن "لن تسمح في هذه المرحلة بتفجر الوضع على الساحة الفلسطينية- الإسرائيلية لرغبتها في التركيز على ملفات إقليمية أكثر أهمية مثل سوريا وإيران".

وحذر مسئولون فلسطينيون مرارا، من شدة الضغط على الفلسطينيين بعد أن أعطوا للسلام كل الفرص، وفتحوا له كل البوابات دون أن يصلوا حتى الآن لهدفهم المنشود بإقامة دولة مستقلة.

ويرى المحلل السياسي من نابلس في الضفة الغربية سامي عنبتاوي، ل(شينخوا)، أن "تراكم الضغط على الشعب الفلسطيني يأخذ أبعادا خطيرة وقد يتحول إلى انفجار أو تمرد شامل".

ويعتبر عنبتاوي، أن الحكومة الإسرائيلية "تبدو معنية بتصعيد الأمور والهروب من استحقاقات السلام مستغلة بذلك الحالة الدولية والإقليمية للانفراد بالفلسطينيين وجرهم لمواجهة غير محسوبة".

وبالنسبة لعنبتاوي، فإنه "من المنطقي توقع هبات شعبية فلسطينية متعددة الأشكال بالنظر إلى اليأس من حالة استمرار الاحتلال والحاجة إلى مواجهة المخططات الإسرائيلية".

وفيما تتسم حوادث التوتر الأمني بالطابع الفردي حتى الآن بالنسبة للفلسطينيين، فإنه يمكن توقع أن يؤدي تراكم الضغط على الجهات المعارضة لمسيرة السلام إلى التحرك في زيادة حدة الهجمات المضادة.

ويرى المحلل السياسي عبد الستار قاسم ل(شينخوا)، أن قوة الدفع لدى الفلسطينيين للانخراط في انتفاضة ثالثة شاملة "ضعيفة" رغم امتلاكهم "كل الأسباب" لذلك، في ظل ما وصفه "موانع قوة الدفع الرسمية" من السلطة الفلسطينية.

ويشير قاسم، إلى أن الاحتمالات مفتوحة بقوة على تزايد العمل الأمني الفردي ضد الجيش الإسرائيلي وهو ما سيزيد الضغوط الشعبية على حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي للقيام بتحرك من جانبهما.

في الوقت ذاته يرى قاسم، أن إسرائيل لن تكون معنية لجر الفلسطينيين إلى مواجهة مفتوحة "لأنها تخسر سياسيا وإعلاميا من ذلك"، مشيرا مع ذلك إلى أن المعيار الأساسي لحدوث ذلك من عدمه سيكون الحوادث الأمنية على الأرض.

وللفلسطينيين تجربتان مع الانتفاضة كانت الأولى في العام 1987 قبل قيام السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة عام 1994 واتسمت بطابع شعبي بحت يعتمد على الحجارة، فيما كانت الانتفاضة الثانية في العام 2000 في ظل حكمها وتم اللجوء فيها إلى السلاح والمتفجرات داخل مدن إسرائيل.

وفشلت الانتفاضتان في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية والقدس الشرقية الذي بدأ عام 1967 وتمكين الفلسطينيين من إقامة دولة مستقلة لهم.

وقتل أكثر من 5 آلاف فلسطيني بين عامي 2000 و2007، فيما قتل أكثر من 500 إسرائيلي في نحو 140 هجوما فلسطينيا.




 
انقلها الى... :

تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :