الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

تحليل اخبارى : أفق السلام ما يزال مسدودا فى جنوب السودان

arabic.china.org.cn / 17:07:58 2013-12-28

الخرطوم 28 ديسمبر 2013 (شينخوا) رغم اعلان حكومة جنوب السودان موافقتها على اعلان وقف اطلاق النار وايقاف القتال ضد المجموعات المنشقة التابعة لرياك مشار النائب السابق لرئيس الجنوب ، الا ان أفق السلام مايزال مسدودا.

وقالت حكومة جنوب السودان في رسالة على حسابها الرسمي عبر موقع (تويتر) " نوافق من حيث المبدأ على بدء سريان وقف إطلاق النار على الفور لكن قواتنا مستعدة للدفاع عن نفسها إذا تعرضت للهجوم".

وردا على اعلان حكومة الرئيس سلفاكير ميارديت بالوقف الفورى لاطلاق النار، قال رياك مشار فى تصريحات نقلتها وسائل اعلام دولية " إن الشروط اللازمة للالتزام بهدنة في جنوب السودان لم تتحقق بعد ".

وجدد مشار دعوته لاطلاق سراح 11 قياديا بالحركة الشعبية الحاكمة فى جنوب السودان جرى اعتقالهم بتهمة التدبير لانقلاب عسكرى كشرط اساسى للدخول فى اى حوار مع خصمه سلفاكير ميارديت رئيس جنوب السودان.

ويشير تضارب المواقف حول وقف اطلاق النار الى الصعوبة الكبيرة التى تواجه الوسطاء الاقليميين والدوليين الذين يسعون الى نزع فتيل الازمة فى جنوب السودان ، وهو أمر من شأنه ابطاء جهود السلام فى الوقت الراهن وفقا لمحللين سودانيين.

وقال المحلل السياسي السوداني الدكتور ربيع عبد العاطى لوكالة انباء ((شينخوا)) اليوم (السبت) " فى تقديرى ان الشروط التى وضعها رياك مشار ، قد تؤخرعملية التفاوض التى تقودها دول المنظمة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا (ايقاد) من اجل الوصول الى حل الازمة بشكل سريع".

واضاف " ان مطلب مشار بالتقاء الطرفين مرحلة سابقة للجهود التى تقودها دول الايقاد ، ويجب على اطراف الصراع وقف العدائيات والعودة الى الحوار من اجل الوصول الى حل الازمة وتجنيب البلاد ويلات الحرب ".

وأكد عبد العاطى أهمية الدور الذى تضطلع به دول منظمة (ايقاد) ، وقال " التحركات التى تقودها دول الايقاد بشأن حل الازمة الناشبة فى دولة جنوب السودان، تعبر عن مرحلة مهمة فى عملية التفاوض بين اطراف الصراع ، وهى مرحلة ما قبل التفاوض وهذه التحركات ساهمت كثيرا فى تخفيف وتيرة الازمة ".

وهددت منظمة الايقاد باتخاذ اجراءات صارمة ضد اى طرف يعرقل مسعى التوصل الى انهاء القتال الذى حصد ارواح الاف فى جنوب السودان ، ومن شأن ذلك زيادة الضغط على طرفى النزاع لتقديم تنازلات جوهرية.

وقال المحلل السياسى ورئيس تحرير صحيفة (القرار) السودانية عبدالحميد عوض لـ ((شينخوا)) ان " اطراف الصراع فى جنوب السودان تتعرض لضغوط على المستوى الاقليمى والدولى ، وهذه الضغوط كلها تطالب بوقف الحرب ، ورئيس الدولة نفسه قد اعترف بهذه الضغوط واستجاب لها من خلال الاعلان عن استعداده لاطلاق سراح المعتقلين".

واضاف " كذلك فان الاطراف المتصارعة فى جنوب السودان لم تكن تتوقع انتشار الازمة الى خارج مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان ، وهذا ما يدفع الاطراف الى التراجع عن العمل العدائى والوصول الى سلام".

عمليا ، لايبدو ان وقف اطلاق النار الذى اعلنته جوبا قد دخل حيز التنفيذ على الارض ، وقال المتحدث الرسمى باسم جيش جنوب السودان فيليب اجوير اليوم (السبت) ان الجيش لم يتلق اية تعليمات بوقف اطلاق النار وايقاف القتال ضد القوات التابعة لرياك مشار النائب السابق لرئيس جنوب السودان.

وأبلغ اجوير ((شينخوا)) عبر الهاتف من جوبا ان الجيش يواصل عملياته العسكرية ضد المتمردين ، وقال " لم تصلنا حتى الآن اية تعليمات بوقف اطلاق النار".

وأضاف " من المعلوم ان وقف اطلاق النار قرار سياسى له طرقه والياته ، ويمثل الجيش المرحلة الاخيرة فى هذه العملية ، لا نعلم شيئا حول الموضوع".

ومع التأكيد على الدور المحورى الذى تلعبه منظمة الايقاد ، الا ان مراقبين يخشون من تأثر مبادرة المنظمة بموقفها الذى اعلنته امس برفضها لازاحة الرئيس سلفاكير عن الطريق العمل المسلح.

وقال المحلل السياسى السودانى عاطف الطيب لـ (شينخوا) " لقد قدمت الايقاد دعما قويا لسلفاكير ومن شأن ذلك ان يدفع رياك مشار الى تجاهل مبادرتها ، او التشكيك فى حياديتها او المطالبة بمنبر آخر".

واضاف " لقد كان رد مشار على وقف اطلاق النار الذى اعلن اولا عبر البيان الختامى لقمة الايقاد ، مؤشرا على عدم الحماس من قبل زعيم المتمردين للتعاطى مع مخرجات القمة ومبادرتها".

وكان قادة الدول الاعضاء في منظمة (ايقاد) قد عقدوا اجتماعا استثنائيا في نيروبي امس الجمعة، وقالوا فى بيان ختامى " إنهم يرفضون الاطاحة بحكومة جنوب السودان بالقوة "، ودعوا الحكومة والمتمردين الى الشروع في مفاوضات في غضون اربعة ايام.

واندلعت معارك بين القوات الموالية للرئيس سلفا كير والمؤيدة لنائبه السابق رياك مشار قبل نحو أسبوعين وأدت الى مقتل الالاف ، وفقا لمنظمة الامم المتحدة.

واضطر اكثر من 121,600 من المدنيين الى النزوح من مساكنهم، ولجأ 63 الفا منهم الى المعسكرات التابعة للأمم المتحدة المنتشرة في شتى ارجاء البلاد حسبما جاء في بيان اصدرته المنظمة الدولية.




 
انقلها الى... :

تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :