الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
تقرير سنوي: 2013 ... عام حافل بتطوير العلاقات الصينية - العربية ودفعها نحو آفاق أرحب
فقد شهد عام 2013 تبادلات رفيعة المستوي بين الصين والدول العربية حيث شرفت بكين باستقبال زيارات من أربعة من القادة العرب ومن بينهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة والرئيس اليمني عبد ربه منصور، تكللت بتوقيع العديد من اتفاقيات التعاون في المجالين الاقتصادي والتقني وغيرهما من المجالات.
كما قام إجمالي 24 مسؤولا عربيا رفيع المستوى من شمال إفريقيا والشرق الأوسط بزيارة الصين ومن بينهم ستة وزراء خارجية من مصر والسعودية وسوريا والسودان والصومال واليمن، ووزراء استثمار أو تجارة ومن بينهم وزيرا الاستثمار والنفط السودانيين ووزير التجارة والصناعة الكويتي ومدير عام جمارك دبي، علاوة على العديد من كبار المسؤولين العسكريين ومن بينهم رئيس الأركان العامة للجيش الوطني الموريتاني ووزير الدفاع اليمني والقائد العام لسلاح البحرية العماني، ما يدل علي عمق مشاركة الصين في القضايا العربية وسعيها لتوسيع مجالات التعاون مع هذا الجزء الهام من العالم.
وفي الوقت نفسه، قام العديد من المسؤولين الصينيين بزيارات لمنطقة الشرق الأوسط حيث توجه وو سي كه إلى هناك في أربع جولات مكوكية شملت جميع الدول العربية تقريبا، وتوجت مؤخرا بجولة وزير الخارجية وانغ يي التى أجرى خلالها لقاءات مكثفة مع القادة العرب للتأكيد علي موقف الصين وسياستها تجاه الدول العربية في ظل الأوضاع الجديدة، ولخصها في أربع "دعائم رئيسية ألا وهي: دعم الدول العربية بثبات للمضى قدما على الطريق الذي تختاره بنفسها، ومساندة الدول العربية في حل القضايا الساخنة عبر الطرق السياسية، والتمسك بإزالة الخلافات عبر الحوار وحل النزاعات عبر المفاوضات، وتوطيد التعاون بين الصين والدول العربية وتحقيق التنمية المشتركة، ودعم الدول العربية في الحفاظ على حقوقها العادلة.
وأكد وانغ يي أن الصين ظلت وستظل تنظر إلى علاقاتها مع الدول العربية من منظور استراتيجي بعيد المدى وتعمل على تعزيزها إنطلاقا من هذا المنظور.
-- دعم الصين الثابت والراسخ للقضية الفلسطينية
ومع كون القضية الفلسطينية محور القضايا العربية، ظلت الصين تبذل جهودا للاسهام في إيجاد حل لها ودعم القضية العادلة للشعب الفلسطيني سياسيا واقتصاديا وإعلاميا ، وبلغت هذه الجهود ذروتها هذا العام حيث استضافت الصين عدة مناسبات في هذا الصدد.
ففي مايو، وجه شي جين بينغ بعد شهر واحد فقط علي توليه السلطة الدعوة إلي كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو لزيارة بكين علي التولي لإجراء محادثات منفصلة ومعمقة معهما، ويبرز طرح الرئيس شي بنفسه للرؤية الصينية ذات الأربع نقاط حول تسوية القضية الفلسطينية مدى اهتمام الصين بهذه القضية الجوهرية.
وفي يومي 18 و 19 يونيو، استضافت بكين للمرة الأولي المؤتمر الدولي لدعم عملية السلام الفلسطينية - الإسرائيلية الذي حضره ممثلون من أكثر من 40 دولة ومنظمة دولية وقدمت الصين خلاله أربعة اقتراحات بشأن حل هذه القضية وأكدت مجددا دعمها الثابت للقضية العادلة للشعب الفلسطيني.
إضافة إلى ذلك، اختار وزير الخارجية الصيني وانغ يي فلسطين كمحطة أولى في جولته بالشرق الأوسط، ما يدل على الاهتمام الكبير الذي توليه الحكومة الصينية بهذه القضية، على حسب قول وو سي كه.
وقال وزير الشؤون الخارجية في السلطة الفلسطينية رياض المالكي إن زيارة وانغ يي إلى فلسطين "تمثل تأكيدا جديدا على موقف الصين الداعم للقضية الفلسطينية خصوصا بعد إعلانها قبل أشهر عن رؤيتها للسلام في المنطقة واستعدادها للعب دور فعال في هذا السياق استنادا إلى الحقوق الفلسطينية وقرارات الأمم المتحدة"، معربا في الوقت نفسه عن الترحيب الفلسطيني بدور أكثر فاعلية للصين في عملية السلام بالمنطقة.
-- اسهامات إيجابية لايجاد حل سلمي للأزمة السورية
منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011، تتمسك الصين بموقف مسؤول إزاء الشعب السوري، وتلتزم بإتجاه حل سياسي، وتعمل على حماية مصلحة الشعب السوري الأساسية وحفظ السلم والاستقرار في سوريا، ودعت الصين مرارا إلي ضرورة تضافر جهود جميع الأطراف والعمل معا لعقد اجتماع جنيف الثاني وبدء عملية انتقال سياسي شامل.
وإنطلاقا من هذا الموقف، اضطلعت الصين بدور الوساطة بين الحكومة السورية والمعارضة حيث دعت الصين "اتحاد الحوار الوطني" السوري المعارض لزيارة بكين في سبتمبر وأجرى المبعوث وو سى كه عدة لقاءات مع جماعات المعارضة السورية أثناء زيارته للشرق الأوسط للوساطة بين الحكومة السورية والمعارضة وتقريب وجهات النظر بينهما.
كما شاركت الصين بنشاط في مشاورات مع مجلس الأمن الدولي والمجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وساهمت في التوصل إلى إتفاق بين سوريا والمجتمع الدولي لتدمير الأسلحة الكيميائية السورية، مما بدد شبح ضربة عسكرية غربية محتملة كانت تخيم على سوريا، وجعل الأزمة السورية تعود إلى طريق التسوية السلمية.
بعد ذلك، أرسلت الصين خبراء عسكريين للانضمام إلى عملية التفتيش الدولية عن الأسلحة الكيماوية السورية وتدميرها، كما قررت الصين بتوفير حراسة بحرية للمساعدة في نقل هذه الأسلحة من ميناء سوري وتدميرها في المياه الدولية، إضافة إلى ذلك، قدمت الصين معونات إنسانية طارئة للاجئين السوريين في الأردن وتحويلات نقدية إلى المنظمات الانسانية الدولية بلغت إجمالي قيمتهما 40 مليون يوان (حوالي سبعة ملايين دولار أمريكى) لتخفيف معاناة الشعب السوري.
تعليقا علي هذا، أكد السفير السوري لدي بكين الدكتور عماد مصطفي في تصريح لـ ((شينخوا)) أن موقف الصين مشرف تجاه جميع قضايا الدول العربية دون استثناء، وأن الشعب السوري لن ينسى أبدا موقف الصين تجاه سوريا، وسيثبت التاريخ أن الصين إتخذت موقفا صحيحا تجاه سوريا.
-- تعميق التعاون في مجالي الاقتصاد والثقافة
ورغم الركود الاقتصادي العالمي والاضطرابات التي شهدتها منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا، إلا أن التجارة بين الصين والدول العربية حافظت على نمو قوي. ووفقا لإحصاءات صادرة عن وزارة التجارة الصينية، وصل حجم التجارة الثنائية بين الجانبين في عام 2012 إلى 222.4 مليار دولار أمريكي، وأصبحت الدول العربية سادس أكبر شريك تجاري للصين.
ومن أجل دفع هذا التطور، استضافت منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي المسلمة المعرض الأول بين الصين والدول العربية تحت شعار "الصين والبلدان العربية يدا بيد أمام العالم"، وشارك في المعرض ممثلون من أكثر من 20 دولة عربية وإسلامية ، علي رأسهم العاهلان الأردني والبحريني حيث وصفاه بأنه منصة رئيسية لتشجيع العلاقات بين الجانبين.
ووُقع خلال المعرض 158 عقدا بقيمة 260 مليار يوان تقريبا (نحو 42 مليار دولار أمريكي)، وتغطي هذه العقود التعاون في مجالات الطاقة والكيماويات والمواد الجديدة وتصنيع المعدات والأطعمة الحلال والبنية التحتية واللوجستيات والثقافة والسياحة.
وعلي الصعيد الثقافي، افتتح منتدى مدراء متاحف الصين والدول العربية في المتحف الوطني الصيني ببكين في أكتوبر وشارك فيه نحو30 مدير متحف من الصين و13 دولة عربية بهدف بناء "طريق حرير جديد" يربط بين الحضارة الصينية والحضارة العربية الإسلامية .
وفي ديسمبر، استضافت جامعة الدراسات الأجنبية ببكين ندوة "الإعلام الصيني الموجه للعالم العربي" بمشاركة عدد كبير من الخبراء والصحفيين والمسؤولين الحكوميين الصينيين والعرب، وهي الأولى من نوعها حيث أكد المشاركون أن تعزيز التعاون الإعلامي هو مطلب العصر لدفع الصداقة التقليدية بين الشعب الصيني والشعوب العربية.
-- آفاق رحبة لتطوير العلاقات في العام المقبل
وأبرز وزير الخارجية الصيني وانغ يي أهمية تطوير العلاقات مع الدول العربية في عدة مناسبات وقال إن القيادة الصينية الجديدة طرحت فكرة إنشاء طريق حرير بري جديد يعبر قارتي آسيا وأوروبا وكذلك طريق حرير بحري يربط المحيط الهادئ بالمحيطين الهندي والأطلنطي، بحيث يلتقي الطريقان عند منطقة الشرق الأوسط ، الأمر الذي يمنح الدول العربية أهمية خاصة بالنسبة لاستراتيجية الانفتاح والتنمية التي تنتهجها الصين.
وأكد وانغ يي أن الصين ستوسع علاقاتها الودية مع الدول العربية وستبذل جهودا لاستضافة المؤتمر الوزاري السادس تحت إطار منتدي التعاون العربي- الصيني، كما ستلعب دورا أكثر فاعلية ونشاطا في إيجاد حل للقضايا الإقليمية الشائكة.
وشاطره الرأى المبعوث وو سي كه قائلا إن عام 2014 يصادف الذكرى السنوية العاشرة لتأسيس منتدي التعاون الصيني العربي، ويعكف الجانبان العربي والصيني على استكشاف طرق وسبل لحسن استثمار هذه الفرصة حتى ترتقى العلاقات الصينية - العربية إلى مستوي جديد.
وذكر "لاحظت من خلال تعاملى مع المسؤولين والمواطنين العرب خلال جولاتى هذا العام للمنطقة، لاحظت ثمة رغبة شديدة منهم في تطوير العلاقات مع الصين والتعلم منها بحثا عن طرق لإخراج بلدانهم من الاضطرابات السياسية والاجتماعية التي أعقبت "الربيع العربي" وتحقيق ما ينشدونه من استقرار وتنمية.
ومضى يقول إن الصين تتمسك دوما بموقفها الثابت المتمثل في عدم التدخل في شؤون الآخرين واحترام خيارات الشعب، وحل المشكلة من خلال الحوار والطرق السلمية، وقوبل هذا الموقف شيئا فشيئا بتفاهم وترحيب واسع وأثبتت آخر التطورات فى بعض الدول العربية المضطربة صحته، مشددا على أن العلاقات بين الصين والدول العربية ستغدو أكثر حيوية في العام المقبل طالما أصر الجانبان على النظر إلى الآفاق ومواكبة الزمن والعمل دون كلل والاجتهاد في إبداع الجديد.
انقلها الى... : |
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |