الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

تقرير أخباري: اعياد الميلاد في سوريا تقتصر على الطقوس الدينية ويدعون ان تزال الغمة عن البلاد

arabic.china.org.cn / 07:39:12 2013-12-25

دمشق 24 ديسمبر 2013 ( شينخوا ) اقتصرت الاحتفالات بعيد الميلاد المجيد يوم الثلاثاء على الصلوات دون معايدات نظرا لما تمر به سوريا من أحداث وإكراما للقتلى الذين سقطوا مؤخرا نتيجة العنف الذي استهدف المناطق المسيحية بقذائف الهاون او السيارات المفخخة، مع غياب شبه كامل لمظاهر العيد في اسواق دمشق التي يقطنها غالبية مسيحية.

وكانت الاسواق على غير عاداتها في مثل هذه الايام قبل سنوات ماضية، حيث خلت واجهات المحلات التجارية من شجرة عيد الميلاد والاجراس التي تزينها، ومن الاضواء التي تنير الازقة والشوارع في قلب العاصمة دمشق، ومن الحركة الكثيفة للمواطنين وهم يشترون حاجيات العيد وهدايا الاطفال، عدا عن غياب شخصية بابا نويل وهو يلبس ثوبه الاحمر وعلى ظهره كيس الهدايا، ويجوب شوارع دمشق، يدق بجرسه على وقع الموسيقى الصاخبة، بحسب مراسل وكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق.

والشيء اللافت في عيد الميلاد هذه السنة وضع صور الضحايا بداخل المغارة الى جانب الايقوانيات التي توضع في هذا المكان، وإضاءة الشموع .

وقال البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم في تصريحات خاصة لوكالة ((شينخوا)) بدمشق الثلاثا أن اعياد الميلاد هذا العام ستقتصر على الصلوات والادعية في الكنائس، مشيرا إلى انه سيتم توزيع الهدايا الى الاطفال داخل الكنائس، في محاولة لإدخال البهجة الى نفوس الاطفال.

وأضاف البطريرك لحام إنه "تم إضاءة شجرة عيد الميلاد في أحد الفنادق بدمشق ايذانا بحلول اعياد الميلاد دون طقوس احتفالية.

وأكدت المواطنة أم سامر (56 عاما) من دمشق أن عيد الميلاد هذه السنة يخيم عليه الحزن، ولا يوجد مظاهر احتفال في معظم الاحياء المسيحية، مشيرة الى ان الازمة السورية القت بظلالها على طقوس العيد.

وقالت ام سامر لوكالة ((شينخوا)) بدمشق إنها "ستذهب الى الكنسية مع افراد اسرتها لاداء الصلاة والدعاء من أجل ان يعم السلام في ارجاء العالم عموما وفي سوريا خصوصا، وتزول هذه الغمية السواء التي تلف سوريا منذ قرابة الثلاث سنوات".

واشارت انها لن تصنع حلوى العيد والكعك المخصص بهذه المناسبة، مبينا انه قبل عدة اسابيع استشهد عدة اطفال مسيحيين بسقوط قذائف على الباص الذي يقلهم، وتدمير جزء كبير من مدارسهم.

ومن جانبها تأمل يارا حنا أن يبشر السوريون بسلام يطول كل أرض الوطن وأن تعود البسمة والفرحة ترتسم على وجوههم وتضيف قائلة "إن صلواتنا اليوم تتجه للسماء بطلب واحد وهم واحد هو ان يحفظ الاله هذه الأرض وأهلها وان يبعد عنها الشر والظلم".

بينما يقول انطوان طعمة "إن انظارنا تتجه هذا العام إلى أطفال سوريا الذين يعانون أشد أنواع القهر بسبب الإرهاب الذي غزا وطننا وسعى إلى تشتيتهم وتهجيرهم لذلك تتوحد صلاتنا في طلب الأمان لهؤلاء الأطفال الذين من حقهم ان يعيشوا بسلام وطمأنينة ويستمتعوا بفرحة العيد".

ففي الكاتدرائية المريمية للروم الأرثوذوكس بدمشق أقيم قداس كبير ترأسه غبطة البطريرك يوحنا العاشر يازجي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس.

وأكد البطريرك يازجي على المعاني السامية لعيد الميلاد المجيد مشيرا إلى المآسي التي يعانيها الشعب السوري من آثار الهجمة الوحشية التي يتعرض لها ، وفقا لوكالة ((سانا)).

وتوجه يازجي خطبته إلى أن يعم السلام في سوريا وأن تكفكف دموع الطفولة التي قصفت مدارسها في دمشق وأن يحمي أطفال سوريا والعالم وأن يرد الأذى عنها وأن يكتنف أبناءها بظله.

وفي كاتدرائية سيدة النياح للروم الملكيين الكاثوليك في حارة الزيتون بدمشق أقيم قداس ديني كبير ترأسه المطران جوزيف العبسي النائب البطريركي العام لبطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك.

ودعا المطران العبسي إلى المصالحة في سوريا وإلى تغيير التفكير والشعور ثم السلوك وقال نحن بحاجة لأن نكون سوريين لأن سوريتنا هي طبيعتنا وأصالتنا وأن سوريتنا هي التي تؤالف بيننا ومن العبث أن نتكلم عن لم شملنا إن لم تكن الفتنا السورية رائدتنا.

ويشار الى ان المسيحيين في سوريا يشكلون حوالي 10 بالمئة من سكان سوريا البالغ عددهم 23 مليون سوري حسب الاحصائية الرسمية الاخيرة .

وكان المسلحون قد سيطروا أواخر الشهر الماضي على مدينة معلولا المعروفة بآثارها المسيحية القديمة ومغاورها المحفورة في الصخر، وتقع على بعد حوالي 55 كيلومترا شمال دمشق، وهي من أقدم المناطق المسيحية في العالم وقاموا بخطف 12 راهبة من دير مار تقلا .

كان المسيحيون ومنذ انطلاق الحراك في سوريا يحاولون النأي بأنفسهم عن مجريات الأمور، كذلك فعل رجال دينهم إلى أن تحول الحراك إلى حرب أهلية وطائفية وباتوا هدفا لعدد من الفصائل الجهادية المتشددة. فهم كما باقي الأقليات الدينية السورية من دروز واسماعيليين أصبحوا يعتبرون كجماعة أو طائفة من مؤيدي النظام القائم على غرار الشيعة والعلويين.




 
انقلها الى... :

تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :