تقرير إخباري : مقتل 46 عراقيا وجرح 100 آخرين في أعمال عنف

بغداد 19 ديسمبر 2013 (شينخوا) ضربت سلسلة تفجيرات وأعمال عنف عدة مناطق عراقية مخلفة 46 قتيلا و100 جريح، وكان أعنفها ثلاثة تفجيرات انتحارية استهدفت الزوار الشيعة المتوجهين إلى مدينة كربلاء جنوب بغداد، للمشاركة في إحياء ذكرى استشهاد الامام الحسين، على الرغم من الاجراءات الامنية المشددة التي تطبقها القوات الامنية لحماية الزائرين.

وقال مصدر في الشرطة العراقية، لوكالة أنباء (شينخوا)، إن انتحاريا فجر نفسه بحزام ناسف وسط جموع الزوار الشيعة لدى مرروهم في منطقة الدورة جنوبي بغداد، مما أدى إلى مقتل 17 زائرا واصابة 35 آخرين.

وهاجم انتحاري ثان الزوار في منطقة اليوسفية جنوبي بغداد، موقعا 10 قتلى و 31 جريحا، تم نقلهم إلى المستشفيات القريبة لتلقي العلاج.

ومع حلول المساء، هاجم انتحاري ثالث جموع الزوار المتوجهين مشيا على الاقدام إلى مدينة كربلاء، لدى مرورهم في منطقة اللطيفية (25 كم) جنوب بغداد، مما أدى إلى مقتل 10 منهم واصابة 20 اخرين بجروح مختلفة.

يذكر أن الايام القليلة الماضية شهدت سلسلة تفجيرات استهدفت الزوار الشيعة في مناطق متفرقة من العراق واسفرت عن مقتل وجرح العشرات منهم، فيما لم تعلن اي جهة حتى الان مسئوليتها عن هذه الهجمات.

يشار إلى أن الاف الزوار الشيعة بدأوا منذ عدة ايام بالتوجه إلى مدينة كربلاء (110 كم) جنوب بغداد، من مختلف المدن العراقية، للمشاركة في إحياء ذكرى استشهاد الامام الحسين احد الائمة الـ 12 المقدسين لدى الشيعة التي تصادف الاسبوع المقبل، فيما تنتشر عشرات الخيم على الطرقات المؤدية إلى المدينة لتقديم الخدمات من طعام وشراب وخدمات طبية للزوار وهو ما يعرف محليا بـ (المواكب الحسينية).

وفي سياق العنف ايضا، اقتحم مسلحون يرتدون زي الجيش العراقي، منزل احد قادة قوات الصحوة في منطقة ابو غريب (25 كم) غرب بغداد، وقاموا باطلاق النار على افراد الاسرة من اسلحة كاتمة للصوت، مما ادى إلى مقتل القيادي وزوجته وثلاثة من ابنائه، وفروا إلى جهة مجهولة.

وقتل اثنان من المدنيين واصيب ثمانية اخرون بجروح مختلفة بانفجار عبوة ناسفة زرعت على جانب الطريق في منطقة الرضوانية جنوب غربي بغداد، فيما قتل مدني وحر خمسة اخرين بانفجار عبوة ناسفة في منطقة المشاهدة(30 كم) شمال بغداد.

وذكر مصدر في شرطة مدينة الموصل (400 كم) شمال بغداد، ان مسلحين مجهولين هاجموا السيارة التي يستقلها الرائد عويد الجبوري، أمر قوة حماية مديرية شرطة محافظة نينوى، لدى مرروه في منطقة الكورنيش وسط الموصل، مما ادى إلى اصابته بجروح خطيرة ومقتل سائقه.

وأضاف ان مسلحين مجهولين اطلقوا النار من اسلحة رشاشة على احد افراد الشرطة العراقية بالقرب من منزله في منطقة الشورة (40 كم) جنوب الموصل، مما ادى إلى مقتله في الحال.

إلى ذلك، اغتال مسلحون مجهولون احد افراد الشرطة العراقية بالقرب من منزله في قرية العيثة بمنطقة الشرقاط(110 كم) شمال تكريت (170 كم) شمال بغداد، وفقا لمصدر في شرطة المدينة.

وجاءت هذه التفجيرات واعمال العنف على الرغم من الاجراءات الامنية المشددة التي تطبقها السلطات العراقية في مختلف مدن البلاد، في محاولة لتوفير الحماية للزوار المشاركين في احياء ذكرى اربعينية الامام الحسين، والتي شملت نشر الاف الجنود المدججين بمختلف انواع الاسلحة على طول الطرق التي يسلكها الزائرين وزيادة اعدد نقاط التفتيش وتسيير دوريات مستمرة على هذه الطرق وتفتيش المارة والسيارات.

ويرى المراقبون ان الخلافات السياسية الحادة بين الكتل التي تدير دفة الحكم في العراق، تسهم بشكل او باخر في ارتفاع وتيرة العنف في البلاد، كما ان اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية قد زاد من حدة الازمة السياسية والامنية في العراق خصوصا وان معظم ساسة البلاد يعزفون على الوتر الطائفي للحفاظ على مناصبهم.

ويشهد العراق منذ عدة أشهر تدهورا أمنيا أدى إلى ارتفاع كبير في اعداد الضحايا من مدنيين عسكريين، وزاد من مخاوف العراقيين من تجدد العنف الطائفي الذي ذاقت البلاد ويلاته في الأعوام 2006 - 2008 .

ووفقا لاحصائيات بعثة الامم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) فان 7157 مدنيا عراقيا و 952 من افراد القوات الامنية قتلوا خلال الفترة من يناير وحتى نوفمبر 2013، فيما اصيب اكثر من 17 الف اخرين بجروح.