الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

تعليق: الصين تشارك في حراسة النقل البحري للأسلحة الكيميائية السورية حرصا منها على السلام العالمي

arabic.china.org.cn / 17:59:54 2013-12-19

بقلم سحر وو

بكين 19 ديسمبر 2013 (شينخوا) دقت الساعة إيذانا ببدء عملية تدمير الأسلحة الكيميائية السورية بمساعدة الصين وروسيا والنرويج والدنمارك والولايات المتحدة اليوم (الخميس) وسط متابعة العالم من أدناه إلى أقصاه لكيفية تطبيق الإتفاق الذي توصلت إليه دمشق مع المجتمع الدولي في سبتمبر المنصرم بشأن التعامل مع هذه الأسلحة تمهيدا لإيجاد الحل السياسي المنشود للأزمة السورية.

وقد رحبت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، المكلفة بالإشراف على الخطة الدولية لتدمير الترسانة الكيميائية السورية، بمشاركة وتعاون الدول الخمس السالف ذكرها في هذه العملية.

ويعد الظهور الأول لسفن سلاح البحرية التابع لجيش التحرير الشعبي الصيني في البحر المتوسط لتنفيذ عملية من هذا القبيل بمثابة تجسيد لقدرة البحرية الصينية وشجاعتها في الاضطلاع بمهام حفظ السلام ولكنه يضع في الوقت نفسه هذا السلاح القوي أمام اختبار صعب إذا أخذنا في الاعتبار الطبيعة الشاقة للمهمة، وعدم الاعتياد على هذه البيئة فضلا عن الأوضاع الأمنية المتدهورة هناك.

فالنجاح في تدمير الأسلحة الكيميائية السورية لن يقرر مستقبل حل الأزمة السورية سياسيا فحسب، وإنما سيعكس أيضا قدرة المجتمع الدولي على تنفيذ الاتفاقات الدولية وحفظ السلام العالمي.

وفي ظل استمرار المعارك في أرجاء سوريا وعدم توافر الأموال والتكنولوجيا اللازمة، سمح لدمشق باتمام عملية التدمير خارج البلاد، وبذلك أصبحت عملية نقل الأسلحة الكيميائية الخطيرة من أحد الموانيء السورية إلى خارج البلاد عبر البحر المتوسط حلقة هامة في عملية التدمير، لكن النقل البحري تكتنفه مخاطر جسيمة تقتضى التعاون الدولي الشامل في التأمين والنقل.

وفي معرض حديثه عن التعاون الوثيق بين عدة دول في إنجاز هذه المهمة، قال أمين عام المنظمة الصينية للحد من التسلح ونزح السلاح تشن كاي إنه من المزمع أن تقوم الشاحنات العسكرية الروسية أولا بجمع الأسلحة الكيميائية في 12 موقعا داخل سوريا ونقلها إلي ميناء طرطوس، وفي أثناء هذه العملية، ستقدم الصين عشر عربات إسعاف ومعدات مراقبة فيما توفر الولايات المتحدة أنظمة الملاحة الأرضية عبر الأقمار الصناعية ، وبعدها تتولى سفن نرويجية ودنماركية نقل هذه الأسلحة إلي سلاح البحرية الأمريكي في ميناء إيطالي عبر البحر المتوسط استعدادا لتدميرها في المياه الدولية في نهاية المطاف.

وبموجب الموعد المحدد من قبل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، لا بد من تدمير وسائل إنتاج الأسلحة الكيميائية في سوريا قبل حلول مارس 2014، والانتهاء من تدمير جميع الأسلحة الكيميائية السورية قبل حلول يونيو. لكن مدير عام منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أحمد أوزومكو تحدث عن احتمال تأجيل هذه الموعد نتيجة الوضع الأمني وإجراءات التصاريح الجمركية الدولية المعقدة.

وعزا تشن كاي اختيار الصين للمشاركة في عملية التأمين البحري إلي سببين: أولهما أن سلاح البحرية الصيني يتمتع بقدر عال من القدرة والكفاءة على الحراسة البحرية، وثانيهما أن هذا السلاح اكتسب خبرات وافرة في مجال الحراسة في المياه الدولية من خلال اضطلاعه بمهام حراسة في خليج عدن لمكافحة القراصنة الصوماليين، والأكثر من ذلك، أن المشاركة في مثل هذه العملية تبين جليا مكانة الصين العالمية وروحها في تحمل مسؤوليات دولية.

وذكر تشن أن الصين لم تحدد بعد عدد وطرز السفن الحربية التي ستشارك بها، لافتا إلى أن مشاركة الصين في هذه المهمة الدولية تؤكد مجددا صلابة المفهوم الأمني الصيني الجديد المتمثل في حل القضايا الدولية والمشكلات الشائكة عبر التعاون والطرق السلمية, إذ أن عملية الحراسة هذه متعددة الأطراف وتتم بتفويض أممى وتحت إشراف منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

ولا شك في أن التوصل إلي إتفاق بشأن تدمير الأسلحة الكيميائية السورية حال دون إنزلاق الأزمة السورية نحو مزيد من التدهور ودفعها نحو الطريق السليم لإيجاد تسوية سياسية، ومن المؤكد أن تضافر جهود الدول لتدمير هذه الأسلحة وإتاحة الفرصة للسلام غدا نموذجا ناجحا يمكن الإحتذاء به في حل القضايا الإقليمية عبر التعاون الدولي.




 
انقلها الى... :

تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :