الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
تحليل إخباري: لا مؤشرات على اقتراب المصالحة بين مصر وقطر والتوتر قد يخف بإنهاء خريطة الطريق
القاهرة 17 ديسمبر 2013 (شينخوا) رأى محللون سياسيون اليوم (الثلاثاء) أنه لا مؤشرات على أرض الواقع باقتراب المصالحة بين مصر وقطر اللتين توترت علاقتهما منذ عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي فى الثالث من يوليو الماضى، الذى كانت تدعمه بشدة الدوحة.
لكنهم توقعوا ان تخف حدة التوتر بين البلدين فى حال استطاعت مصر استكمال مؤسساتها، وكسر شوكة جماعة (الاخوان المسلمين) التى ينتمى اليها مرسي، بإنهاء خريطة الطريق التى تنص على إجراء استفتاء على تعديل الدستور، وانتخابات برلمانية ورئاسية.
ونظم مصريون قبل أيام أكثر من مظاهرة امام سفارة قطر بالقاهرة، طالبوا خلالها بطرد السفير، ووقف قناة (الجزيرة)، وحرقوا العلم القطري.
كما خرج أعضاء بالجالية المصرية فى فرنسا أمس الأول الأحد فى مظاهرة بالقرب من مقر سفارة الدوحة بباريس، أكدوا خلالها رفضهم لما اعتبروه " تدخلا قطريا سافرا فى الشئون السيادية لمصر"، و "اظهار الحقائق بمنطق مغلوط عبر قنوات الجزيرة".
وانتقد وزير الخارجية المصري نبيل فهمي أكثر من مرة موقف الدوحة من بلاده، وقال إن " قطر تجمعنا بها الهوية العربية ما يدفعنا للتعامل معها بأكبر قدر من الصبر، ونعطى فرصة أكبر لمحاولة تدارك الخلافات التى تعد قناة الجزيرة أحد وليس كل أسبابها"، لكنه عاد محذرا " ان هناك حدودا للصبر حتى مع الدول ذات الهوية المشتركة".
وانعكست العلاقات السياسية المتوترة بين مصر وقطر على العلاقات الاقتصادية، حيث ردت القاهرة على مراحل ودائع قيمتها نحو ثلاثة مليارات دولار إلى الدوحة، فيما اتجهت مصر لبعض الدول الخليجية الأخرى للحصول على مساعدات اقتصادية مثل السعودية والكويت والإمارات، خلافا لما حدث فى عهد مرسي الذى حصلت القاهرة أثناء حكمه على حوالي سبعة مليارات دولار من قطر فى صورة ودائع ومنح وسندات.
إلا ان الدكتور خالد بن محمد العطية وزير خارجية قطر شدد قبل أيام خلال كلمته امام المعهد الملكي للشئون الدولية بلندن على ان استقرار مصر يخدم جميع الدول العربية، وان بلاده تتعامل مع القاهرة منذ ثورة 25 يناير 2011 من منطلق التعامل مع حكومات وليس حزبا أو فصيلا بعينه، بحسب وسائل إعلام محلية.
وعقب ذلك، نشرت صحيفة (الوطن) المصرية تقريرا أعده البرلماني السابق مصطفى بكري ورئيس تحرير جريدة اسبوعية، أوضح فيه ان العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني وقعا على وثيقة بحضور أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، تنص على بدء اجراءات للمصالحة بين الدوحة والقاهرة.
وبحسب التقرير فان الوثيقة تتضمن ان تتوقف قطر عن دعم جماعة (الاخوان المسلمين)، وان تراجع سياستها الخارجية مع مصر وتتوقف عن اى تحركات دولية معادية للنظام المصري الجديد، وان تراجع سياسة قناة الجزيرة وتوقف دورها التحريضي ضد القاهرة.
وأوضح بكرى، الذى يمتلك علاقات متشعبة مع سلطات الدولة، نقلا عن مصادره التى وصفها بالعليمة، أن الوثيقة جاءت بعد ضغوط السعودية ووساطة الامارات اللتين لعبتا دورا بارزا فى مساعدة النظام المصري الجديد، مشيرا إلى أن اجراءات تنفيذ الوثيقة بدأت فى 23 نوفمبر الماضى على ان "تجرى المصالحة النهائية بين مصر وقطر فى مدة لا تزيد على ستة اشهر" بحضور عدد من قادة مجلس التعاون الخليجي.
وفى هذا الصدد، قال وزير الخارجية المصري نبيل فهمي " ليس سرا ان العلاقات بين مصر وقطر صعبة، وهناك قلق حيال الممارسات القطرية"، وذلك ردا على سؤال لوكالة أنباء (شينخوا) خلال مؤتمر صحفى.
وأضاف فهمي " نحن نتابع التطورات فى العلاقات مع قطر باهتمام شديد، لكن مستقبل العلاقات يعتمد على الافعال وليس فقط على التصريحات".
وعلق على الوثيقة التى وقع عليها العاهل السعودي وأمير قطر حول المصالحة مع مصر، قائلا " وصلتنى تقارير بما حدث ولا استطيع التعليق على اجتماع لم اكن حاضرا فيه".
من جانبه، قال الدكتور سمير غطاس مدير مركز (مقدس للدراسات الاستراتيجية) إنه " لا يوجد اى مؤشر للمصالحة بين مصر وقطر حاليا او لتخفيف الحملات العدائية التى تشنها قناة الجزيرة ضد القاهرة، مشيرا إلى أن الدعم القطري للاخوان اتضح جليا بعد ثورة 30 يونيو التى اطاحت بالرئيس محمد مرسي.
وأضاف، بحسب ما ذكر لوكالة أنباء (شينخوا)، ان قناة الجزيرة تستضيف كوادر الاخوان مثل محمود حسين وغيره لتشويه صورة مصر عقب الثورة، بينما تستضيف الدوحة على اراضيها بعض قيادات التحالف الوطني لدعم الشرعية المؤيد لمرسي مثل عاصم عبدالماجد القيادي بالجماعة الاسلامية.
ورأى ان المصالحة بين مصر وقطر تتطلب تنفيذ عدة شروط ابرزها وقف دعم الاخيرة لجماعة الاخوان ووقف ممارسات قناة الجزيرة ضد القاهرة، وإلى الان لا توجد اى مؤشرات توحى بتنفيذ اى من الشرطين.
ورد على سؤال حول ما اذا كان موقف غالبية دول الخليج المؤيدة لمصر قد يحد من سياسة قطر تجاه القاهرة، بقوله لن يحد لكنه اثر فقط على موافقتها على البيان الختامي لقمة مجلس التعاون الخليجي التى عقدت أخيرا ونص على دعم الشعب المصري حتى تستعيد مصر مكانتها.
وعن الاسباب الحقيقية لتوتر العلاقات بين مصر وقطر، قال غطاس إن هذا التوتر ليس جديدا، لكنه امتدادا لما كانت عليه العلاقات فى عهد الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك وأمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثان.
وواصل " وستظل العلاقات ليست فى افضل حالاتها، وينطبق عليها السلام البارد "، عازيا ذلك إلى أن قطر لديها طموح للعب دور اقليمي رائد مدعومة بوجود فائض مالي ضخم لديها، وامتلاك علاقات وثيقة بالغرب، ووجود قاعدة امريكية على اراضيها، وذلك رغم ضآلة عدد سكانها ومساحتها.
وتابع ان قطر تحاول انقاذ الاخوان المسلمين، واذا كانت المشكلة تتعلق فقط بقناة الجزيرة لاستطاعت مصر التعامل معها ببساطة لكن الامر يتجاوز ذلك لدعم الاخوان، وهو أمر يتعلق بالأمن القومي المصري.
وعن افاق العلاقات مع قطر، قال " يجب مراقبة التغييرات السياسية فى مصر، و التى تنعكس على علاقاتها مع قطر، فعلى ما يبدو الان ان الدعم القطري للاخوان ما زال قائما الا انه عندما تستكمل الدولة المصرية جميع مؤسساتها، وتنكسر شوكة الاخوان مع انتهاء الفترة الانتقالية، لن يكون امام قطر فى هذه المرحلة الا ان تراجع سياستها وتخفف حدة التوتر (مع القاهرة) حتى لا تكون دولة معزولة".
شاطره الرأى، الدكتور سعيد اللاوندي الباحث فى العلاقات الدولية بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بقوله إن الحديث عن مصالحة بين مصر وقطر غير صحيح لانه لا توجد على ارض الواقع اى مؤشرات لذلك.
وأضاف، لـ(شينخوا)، أن قطر ما زالت مستمرة فى دعم جماعة الاخوان المسلمين ضد الدولة المصرية.
وأوضح أن دول الخليج العربي المؤيدة لمصر لن تستطيع ان توقف سياسة قطر تجاه القاهرة لان العلاقات بين الاخيرة والدولة المصرية متجذرة فى التوتر منذ عصر مبارك.
انقلها الى... : |
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |