الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
تقرير إخباري: الجزائر وفرنسا توقعان اتفاقيات تعاون تفتح أمامهما علاقات أكثر عمقا
الجزائر 16 ديسمبر 2013 (شينخوا) أفضى الإجتماع الأول للجنة الجزائرية الفرنسية عالية المستوى المنعقد اليوم (الإثنين) بالعاصمة الجزائر إلى التوقيع على 9 اتفاقيات تعاون في عدة مجالات بما يفتح عهدا جديدا من التعاون والثقة المتبادلة بين البلدين.
وقال رئيس الوزراء الجزائري عبدالمالك سلال في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي جون مارك أيرولت عقب التوقيع على هذه الإتفاقيات "لقد تجاوزنا تقلبات الزمن ونحن ننظر اليوم إلى المستقبل وسنظل على هذا النسق من خلال إقامة شراكات جديدة".
وأكد سلال أن "الجزائر بحاجة إلى فرنسا وفرنسا بحاجة أيضا إلى الجزائر، وسنسير وفق هذا الإتجاه وسنعمل كل ما في وسعنا لتنمية المحاور الإقتصادية".
ووصف سلال نتائج الإجتماع بأنها "نتائج جيدة لتعزيز التعاون بين بلدينا والمضي به إلى الأمام وفقا لما أقره رئيسا البلدين...أؤكد لكم نحن مرتاحون لاجتماع لجنتنا الحكومية المشتركة رفيعة المستوى وتربطنا علاقات جوار حسنة وقد قمنا بعملنا".
وأشار سلال إلى أن وفدي البلدين " قاما خلال هذا الإجتماع الأول بتقييم شامل لمجالات التعاون الثنائي والمسائل التي ينبغي تسويتها والمشاريع التي سيتم إنجازها"، موضحا بأنه "تقرر إقامة مناخ للعمل بين الحكومتين يتميز بتبادل الزيارات بين وزراء البلدين".
وقال " ستكون هناك علاقات أكثر عمقا لإدخال المزيد من المرونة على العلاقة الجزائرية الفرنسية، نحن جيران، وليس في وسع لا الجزائر ولا فرنسا أن تغير موقعيهما، وعلينا أن نتفاهم".
وأكد سلال أنه"علاوة على المحور الاقتصادي فإن المحور الإنساني هو القضية الأهم التي تنتظر الجزائر، حيث لدينا 1.4 مليون طالب ونحن في حاجة إلى فتح مجال التكوين وإننا عاكفون اليوم على إقامة جسور مع الجامعات الفرنسية".
وقد وقع البلدان على 9 اتفاقيات تعاون في عدة مجالات.
ويتعلق الأمر باتفاقية حول الحوار السياسي وعمل اللجنة الحكومية المشتركة واتفاقية حول الإلغاء المتبادل للتأشيرات لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخدمات، واتفاقية شراكة حول المساعدة التقنية في مجال النقل وإعلان نية في مجال العمران واتفاق حول برنامج للمبادلات الثقافية للفترة 2014-2016.
كما وقع البلدان على اتفاقية في مجال الاتصال ومذكرة تفاهم وتعاون بين المؤسسة العمومية للإذاعة الجزائرية وفرانس-ميديا موند وبرتوكول تعاون بين التلفزيون الجزائري و فرانس-ميديا موند وإعلان نية حول إنشاء مركز امتياز لمهن الطاقة والكهرباء.
بدوره، قال رئيس الوزراء الفرنسي "إن علاقات الثقة القائمة بين الجزائر وفرنسا منذ سنة تسمح لنا بفتح آفاق جديدة في جو هادئ من أجل شراكة طموحة تكون في مستوى الروابط التي تجمع بلدينا وشعبينا".
واعتبر أيرولت أن اجتماع الجزائر انعقد ضمن "ديناميكية" أطلقها رئيسا البلدين منذ ديسمبر 2012 أثناء زيارة الرئيس فرانسوا أولاند إلى الجزائر والتي توجت بالتوقيع على إعلان الجزائر الذي أسس اللجنة الحكومية المشتركة رفيعة المستوى.
وقال "إن فرنسا كانت قد أعربت بهذه المناسبة عن رغبتها في فتح عهد جديد من الصداقة بين البلدين" وأن "الهدف تم بلوغه".
ولفت أيرولت إلى "إعادة بعث الحوار حول العديد من المواضيع" بين البلدين، مشيرا إلى أن العلاقات الثنائية سجلت "تقدما حقيقيا"، مؤكدا أنها "تجسدت بالتوقيع على العديد من الاتفاقات وإنشاء الكثير من المؤسسات الاقتصادية إضافة إلى تسهيل تنقل الأشخاص".
واعتبر أن "هذه المشاريع تؤكد الإنتعاش الجديد لعلاقاتنا الإقتصادية"، مشددا على "الإلتزام الكامل لحكومة بلاده حتى تحقق هذه المرحلة الجديدة من تاريخ البلدين دفعا جديدا".
وقال "إن حكومتينا عازمتان على إعطاء زخم جديد للعلاقات الاقتصادية الفرنسية الجزائرية، وقد قّررتا تعزيز الإنعاش المتوازن لمبادلاتنا التجارية وتشجيع تطوير الاستثمارات بين المنشآت".
وأضاف "تدرك السلطات الجزائرية أن مناخ الأعمال، سواء في الجزائر أو في أي مكان آخر، هو العنصر الأساسي لتطوير الاستثمارات الأجنبية والشراكات الصناعية، وقد قدمت عدة قوانين مالية تسهيلات في مجال الضرائب والإجراءات، وإننا نرحب بهذه التدابير".
وبشأن مجال الإستثمار، قال أيرولت "إلتزمت فرنسا بالنهوض بمشروعات تتعلق بالشراكة الصناعية والإنتاجية التي تتوافق والأولوية التي توليها السلطات الجزائرية للتصنيع ولتنويع الاقتصاد".
وتابع "تم تحويل هذه الإرادة إلى أفعال، عبر الاستثمارات التي تجعل من فرنسا أول بلد مستثمر في الجزائر، دون احتساب القطاع النفطي، فهناك 450 منشأة ورجال أعمال فرنسيين مستقرين في الجزائر، يوفرون 40 ألف وظيفة مباشرة و100 ألف وظيفة غير مباشرة".
ومضى يقول "من ثمّ، ليس هناك أي تناقض في قيام جهات فاعلة اقتصادية جزائرية بالاستثمار في فرنسا، بالعكس، فإن الاستثمارات في الإتجاهين هي طريقة لإنشاء أوجه تضامن ملموسة تساهم في تعزيز العلاقات بين الدول وبين الشعوب، فبعض الجهات الفاعلة الإقتصادية الجزائرية تبدي رغبة في الاستثمار في فرنسا، والرسالة التي أرغب في إيصالها لها، هي أننا نرحب بها، فتطوير الاستثمارات الجزائرية في فرنسا يمثل إشارة سياسية قوية".
ويرافق أيرولت في زيارته التي بدأها أمس الأحد وتستمر ثلاثة أيام 9 وزراء.
انقلها الى... : |
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |