الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
مقابلة خاصة: مسيحيو سوريا يهددون بالقتال دفاعا عن انفسهم وعن بلدهم بعد خطف راهبات
دمشق 4 ديسمبر 2013 (شينخوا) هدد المطران لوقا الخوري المعاون البطريركي في بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس اليوم (الاربعاء) بأن المسيحيين في سوريا مستعدون للقتال دفاعا عن أنفسهم وعن سوريا، وذلك بعد خطف راهبات من بلدة معلولا الأثرية في ريف دمشق.
وأكد الخوري أن الراهبات المختطفات اتصلن بهم، لافتا إلى أنهن موجودات في بلدة يبرود بريف دمشق "وهن بخير".
وقال المطران لوقا في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق " نحن أولا بدأنا بالصلاة من أجل إطلاق سراح الراهبات، وأقول الآن نحن لن نقف مكتوفي الأيدي لأننا لسنا مكسر عصا كما يقال"، في إشارة إلى عدم ضعفهم وقدرتهم على المقاومة.
وتابع " نحن لدينا شباب يطالبنا، وهناك من يطالبنا بالتحرك الفوري للدفاع عن كنائسنا ومنازلنا".
وأضاف " ننتظر التعليمات من البطريركية، وسننتظر يومين لا أكثر حتى نبدأ التحرك وبعدها سنتخذ إجراءاتنا الخاصة لأن شبابنا حاضرون وأيديهم على الزناد ومستعدون أن يقاتلوا من أجل سوريا والدفاع عنها ومن أجل الدفاع عن النفس ثانيا ومن أجل الناس التي خطفت وقتلت ودمرت منازلها ".
ومضى رجل الدين المسيحي قائلا في مقابلته بمقر البطريركية المريمية بدمشق القديمة " إن المسيحيين كانوا شعب صلاة وسلام لكن يبدو مع هكذا بشر لا ينفع لا الصلاة ولا السلام "، في إشارة على ما يبدو إلى مقاتلي المعارضة المتهمين بخطف الراهبات.
وكانت دمشق قد اتهمت الاثنين "ارهابيين" باقتحام أحد الأديرة في بلدة معلولا ذات الغالبية المسيحية بريف دمشق واحتجاز رئيسته وعدد من الراهبات، لم تحدده، فيما قالت إذاعة الفاتيكان " إنهن 12 راهبة أرثوذكسية سورية ولبنانية".
وقالت وكالة الانباء السورية ((سانا)) إن " إرهابيين اقتحموا دير مارتقلا في بلدة معلولا الأثرية بريف دمشق وقاموا باحتجاز رئيسة الدير بلاجيا سياف وعدد من الراهبات اللواتي يعملن في الدير والميتم التابع له".
وأشارت الى أن ذلك جاء "بعد الهزائم الكبيرة التي لحقت بالمجموعات الإرهابية التكفيرية على أيدي الجيش السوري في دير عطية وقارة بريف دمشق".
وتطلق السلطات السورية وصف "الارهابيين" على المسلحين الذين يقاتلون القوات النظامية منذ اندلاع الأزمة في البلاد في مارس 2011.
لكن مصادر معارضة تقول إن البلدة، وهي الوحيدة في العالم التي لا يزال سكانها يتكلمون لغة السيد المسيح ، تعرضت لقصف مدفعي من الجيش النظامي أدى لاندلاع حرائق وتضرر دور عبادة، وأنه تم إخراج الراهبات من البلدة حفاظا على سلامتهن.
وفي هذا الصدد، أكد المطران " أن الراهبات بخير، لكنهن يعانين من ظروف الاحتجاز"، مضيفا "أنهن اتصلن بنا وهن الان في بلدة يبرود بريف دمشق ".
وقال "إن المسلحين أجبروهن على الخروج من الدير بقوة السلاح"، مبينا أن هناك مساعي حثيثة لإعادتهن آملا في أن تثمر تلك الجهود.
لكن صحيفة ((الوطن)) المقربة من السلطات السورية قالت اليوم إن مقاتلي المعارضة يريدون استخدام الراهبات "دورعا بشرية".
ووجه بابا الفاتيكان فرنسيس الأول الاربعاء "نداء" من أجل 12 راهبة احتجزهم مسلحون في بلدة معلولا، وأيضا من أجل كل الأشخاص الذين خطفوا بسبب النزاع في سوريا.
وحول ما إذا كان الهجوم على بلدة معلولا والاحياء السكنية المسيحية بدمشق تهدف إلى إفراغ المنطقة من المسيحيين، قال المطران لوقا " إن المسيحي لا يخرج من سوريا بغير إرادته ولن يخرج منها إطلاقا".
وتابع " ليعلم المسلحين ومن يدعهم ويرسلهم الى سوريا بأننا مستعدون للموت على أرض سوريا دفاعا عنها ".
وأردف قائلا إن " المسيحي متمسك بأرضه ومتمسك بالتعايش المشترك الموجود في سوريا".
وأوضح " أن المسيحية والاسلام عاشا مع بعضهما البعض منذ 1600 سنة تقريبا ولم يكن هناك ثقافة العنف الموجود حاليا لدى المسلحين"، مبينا " أن الهدف والمخطط من وراء ذلك هو طمس كل المعالم المسيحية الحضارية السلامية التي نشرت للعالم السلام والمحبة ".
ومضى قائلا إن " المسلحين يريدون إفراغ سوريا ليس من المسيحيين وإنما من كل الناس، هم هدفهم قتل الانسان وطمس المعالم الاثرية والحضارية والدينية، وبالتالي هم يقتلون كل شخص لا يؤيدهم ولا يساندهم".
ودعا المطران لوقا كل المنظمات الدولية والانسانية لممارسة الضغط على الدول التي ترسل مسلحين الى سوريا ، ومساعدة سوريا لكي تعيش بسلام.
وأشار إلى تعرض نحو 40 كنيسة على مستوى سوريا للخراب والدمار.
وتضررت كنائس ومساجد في مناطق عدة في سوريا خلال مواجهات وعمليات عسكرية بين الجيش ومسلحي المعارضة، وسط تبادل للاتهامات بين الطرفين بالمسؤولية عن ذلك.
واختطف مسلحون مجهولون في ابريل الماضي رئيس طائفة السريان الأرثوذكس في محافظة حلب شمال سوريا وتوابعها المطران يوحنا إبراهيم، ورئيس طائفة الروم الأرثوذكس في حلب وتوابعها المطران بولس يازجي، قرب الحدود السورية التركية، واقتادتهما إلى جهة مجهولة.
ويشكل المسيحيون في سوريا حوالي 10 بالمئة من السكان البالغ عددهم 23 مليون سوري، حسب اخر احصائية رسمية.
انقلها الى... : |
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |