تقرير إخباري: كيري يبدأ جولة جديدة في المنطقة لبحث تعثر مفاوضات السلام

رام الله 4 ديسمبر 2013 (شينخوا) يبدأ وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم (الأربعاء) زيارة جديدة إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية لبحث مفاوضات السلام المتعثرة في المنطقة.

ومن المقرر أن يلتقي كيري خلال زيارته التي تستمر ثلاثة أيام، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس كلا على حدة، لبحث تطورات محادثات وفدي التفاوض من الجانبين.

وتأتي جولة كيري الجديدة في المنطقة بعد أربعة أشهر من استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل بفضل جهود قادها الوزير الأمريكي استمرت عدة أسابيع.

وأثار إقرار إسرائيل بناء أكثر من 6 آلاف وحدة استيطانية في الضفة الغربية والقدس الشرقية غضب الفلسطينيين الذين يتهمون الدولة العبرية بإفراغ المفاوضات من مضمونها.

وستكون زيارة كيري الأولى منذ تقديم الوفد الفلسطيني المفاوض استقالته احتجاجا على الاستيطان إلى الرئيس الفلسطيني الذي كلفه بتسيير أعمال المفاوضات.

وقال رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض صائب عريقات، لإذاعة (صوت فلسطين) الرسمية، إنه يأمل من زيارة كيري أن تعمل على إنقاذ المفاوضات ووقف التدهور الحاصل فيها نتيجة تصعيد إسرائيل البناء الاستيطاني، وممارساتها العدوانية ضد الفلسطينيين.

واعتبر عريقات أن المفاوضات "تمر بعقبات حقيقة"، محملا إسرائيل المسؤولية عن ذلك "لإصرارها على سياسات الاستيطان والإجراءات أحادية الجانب ورفض المرجعيات الدولية لعملية السلام ".

في الوقت ذاته، نفى عريقات أي علم فلسطيني بتقارير إسرائيلية تحدثت عن إعداد الإدارة الأمريكية خطة بشأن الترتيبات الأمنية في إطار الحل النهائي للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.

وقال إنه يستبعد أن يعرض كيري خلال زيارته الجديدة أي خطط تتعلق بالمفاوضات.

وأوردت صحيفة ((هآرتس)) الإسرائيلية في عددها الصادر اليوم، أن الإدارة الأمريكية أعدت خطة بشأن الترتيبات الأمنية المنوي إتباعها في الضفة الغربية في إطار التسوية الدائمة بين إسرائيل والفلسطينيين.

وذكرت الصحيفة أن الجنرال المتقاعد جون الان الذي عين مؤخرا في منصب المستشار الخاص لوزيري الدفاع والخارجية الأمريكيين، سيعرض الخطة الأمنية على نتنياهو خلال لقائه كيري غدا الخميس.

وفي إطار منصبه يعمل جون الان مبعوثا من قبل الإدارة الأمريكية في قضية الترتيبات الأمنية في المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

وكان لافتا عشية جولة كيري الجديدة لبحث مستجدات المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، إعلان الموفد الأوروبي لعملية السلام أندرياس راينيكه في بروكسل أمس، أن الاتحاد الأوروبي يدرس احتمال التوقف عن تقديم مساعداته للسلطة الفلسطينية.

وقال راينيكه، بجسب ما نقلت عنه الإذاعة الإسرائيلية، إن هذه الخطوة ستتم في حال فشل المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين أوروبيين، أن هدف المساعدات التي يقدمها الاتحاد الأوروبي هو التأسيس لإقامة دولة فلسطينية وليس لتثبيت الوضع القائم.

من جهته، قال عريقات إن الجانب الفلسطيني لم يتلق أي موقف أوروبي بشأن وقف المساعدات، مشددا على أن أوروبا "ملتزمة بعملية السلام وحل الدولتين وهي مسؤولة عن استقرار المنطقة جغرافيا وسياسيا".

ويقدم الاتحاد الأوروبي للسلطة الفلسطينية نحو نصف مليار يورو سنويا لتغطية أجور موظفيها ولتمويل مشاريع مختلفة.

يشار إلى أنه كان مقررا أن يزور كيري المنطقة قبل أسبوعين، إلا أنه تم الإعلان عن تأجيلها إلى مطلع الشهر الجاري.

وجاء تأجيل الزيارة وسط إعلان إسرائيل معارضتها الشديدة لاتفاق الدول الكبرى الذي أعلن في جنيف قبل أسبوعين بشأن الملف النووي الإيراني.

ومن المنتظر أن يتناول كل من نتنياهو وعباس مع كيري تداعيات الاتفاق.

وبهذا الصدد، قال عريقات إن الجانب الفلسطيني يطالب بأن يتم تطبيق النموذج الذي اتبع في الاتفاق مع إيران على ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي باعتباره "نموذجا يحتذي به".

وأعرب كبير المفاوضين الفلسطينيين عن أمله "بأن يكف المجتمع الدولي عن التعامل مع إسرائيل دولة فوق القانون، وأن يمكن الفلسطينيين من حقوقهم".