الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

تحقيق أخباري : دمشق والمنطقة الجنوبية تشهد أزمة بنزين خانقة بسبب الاشتباكات العنيفة في الريف الشمالي لدمشق

arabic.china.org.cn / 08:04:09 2013-11-29

دمشق 28 نوفمبر 2013 ( شينخوا ) تشهد محطات البنزين في العاصمة دمشق والمنطقة الجنوبية السويداء والقنيطرة يوم الخميس ازدحاما كثيفا على محطات الوقود، على خلفية قلة المعروض منها، وذلك بعد قطع الطريق الدولي بين العاصمة دمشق ومدينة حمص وسط سوريا بسبب الاشتباكات العنيفة التي تدور في ريف دمشق الشمالي في دير عطية والنبك ، ما أثر على حركة صهاريج نقل المادة .

السيارات تصطف على بعد مئات من الامتار وعلى نسقين في معظم المحطات الموجودة في دمشق والسويداء جنوبا ، أملا في الحصول على بضع ليرات من البنزين ، توضع في سياراتهم لتقلهم في تنقلاتهم بين العمل والمنزل ، بحسب مراسل وكالة انباء ((شينخوا)) بدمشق .

المشهد لم يكن مؤلفا في دمشق هذه المرة ، على عكس محافظة السويداء التي كانت تعاني من ازدحام شديد ونقص في مادة البنزين طيلة الاشهر الماضية بسبب انقطاع الطريق تارة ، وطلب سائقي الصهاريج اجورا عالية لنقل المادة وايصالها الى السويداء ، ما جعل الازمة تطول لعدة اشهر .

ونقلت بعض وسائل الإعلام السورية المحلية عن مصدر مسئول في مديرية محروقات دمشق قوله , إن "السبب الرئيسي لأزمة هو عدم تمكن الصهاريج الناقلة لمادة البنزين من المرور على الطريق الدولي الواصل بين دمشق وحمص".

وأضاف المصدر أن "سائقي الصهاريج المخصصة لنقل البنزين يشعرون بالخوف من السير على الطريق الدولي حالياً بسبب الوضع الأمني والاشتباكات على الطريق", مضيفاً أن" المديرية تشعر بخطورة نقل مادة البنزين حالياً لأنها مادة سريعة الاشتعال وممكن أن تسبب كارثة إذا أصيب الصهريج بأي عيار ناري".

وتشهد منطقة القلمون في ريف دمشق الواقعة على طريق دمشق حمص, منذ أكثر من أسبوع, عمليات عسكرية واشتباكات بين مقاتلي المعارضة والجيش, بدأت في قارة ومازالت مستمرة في النبك ويبرود ودير عطية، بالإضافة لقرى أخرى, حيث تم قطع الطريق عدة مرات أمام حركة السيارات, بحسب معلومات متطابقة من مصادر عدة.

وأردف المصدر "لكن مادة البنزين متوفرة وبكميات كبيرة في مدينة دمشق, حيث أن المديرية وزعت, يوم الاثنين الماضي, مليون ومائتي ألف ليتر من مادة البنزين", مؤكداً انه يوجد احتياطي جيد في الخزانات حول مدينة دمشق, بالإضافة لوجود كميات كبيرة من مادة البنزين في سوريا بشكل عام".

وحول المدة المتوقعة لاستمرار الأزمة, أكد المصدر أن "المدة لا يمكن التكهن بها بالضبط, وهي مرتبطة مع الإعلان عن انتهاء العمليات العسكرية على طريق دمشق - حمص الدولي".

ومن جانبه أكد ابو كرم ، 65 عاما، سائق تكسي أجرة بدمشق لوكالة ((شينخوا)) بدمشق أنه امضى اكثر من يومين أمام محطة البنزين ينتظر قدوم الصهريج ، مشيرا إلى أن الكمية التي وصلت لم تكن كافية ما جعل معظم السائقين يعودون خائبين الى منازلهم دون الحصول على بنزين .

وشرح ابو كرم بكثير من الألم المعاناة التي حصلت معه ، والوقت الطويل الذي انتظره كي يحصل على 20 ليتر بنزين لا تكفيه للعمل أكثر من يوم في دمشق بسبب كثرة الحواجز وخروج عدد كبير من الشوراع من الخدمة .

وبدوره طالب المواطن أحمد 34 عاما الجهات الرسمية بمراقبة المحطات ، لأنها تقوم بالغش ، وزيادة في اسعار البنزين ، مؤكدا أن بعض المحطات تقوم ببيع المادة بالسوق السوداء وباسعار خيالية قد تصل الى 5000 ليرة سورية ( الدولار الواحد يساوي 144 ليرة ) ، لكل 20 ليتر بنزين ، علما أن الحكومة السورية قامت بتحديد سعره بـ 100 ليرة سورية لكل ليتر .

وقال لوكالة ((شينخوا)) بدمشق إن " السيارة التي اعمل عليها تطعم عائلة مؤلفة من 6 اشخاص ، وأذا لم أحصل على بنزين اليوم بالتأكيد ، اطفالي سينامون بلا طعام " .

المئات من السائقين الذين يقفون اليوم منذ ساعات الصباح الباكر امام محطات البنزين في السويداء على أمل أن يأتي ، بحيث أن حركة المرور في المحافظة قد انعدمت بسبب انقطاع المادة وعدم وصولها الى السويداء منذ اكثر من اسبوع .

أحد السائقين الذي رفض الكشف عن اسمه قال لوكالة ((شينخوا)) بدمشق إن " لم يأت اليوم بنزين الى السويداء حتما سيكون هناك نتائج سلبية ، ومنها عدم قدرتنا على ايصال الطلاب الى المدارس يوم الاحد القادم ، لان اليومين القادمين عطلة رسمية ، ما يعني أضراب عن العمل قسري " ، داعيا الجهات المعنية الى ايجاد طرق بديلة لإيصال المادة الى المحطات بسرعة .

والازمة لم تقف عند البنزين بل شملت كذلك الغاز المنزلي ، ومادة المازوت (الديزل) ، ولكن أن لم يتم فتح الطريق فسيكون الوضع في الايام المقبلة سيء للغاية .

ويعد الطريق الدولي الواصل بين العاصمة دمشق ومحافظات المنطقة الوسطى والساحلية والشمالية والشرقية, من أهم الطرقات في سوريا, حيث أنه الشريان الرئيسي الوحيد الذي يصل المناطق الجنوبية من سوريا, مع باقي المناطق السورية.

وشهدت دمشق عدة أزمات في توفر المحروقات والمشتقات النفطية منذ بدء الأحداث في سوريا، قبل أن يتم توفره إلى درجة ما مؤخرا، بعدما طرأ عدة ارتفاعات على أسعار المازوت والبنزين، ليصل إلى 65 ليرة للمازوت، و100 ليرة للبنزين.




 
انقلها الى... :

تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :