تقرير اخباري : خبراء سوريون : تحديد موعد مؤتمر جنيف 2 يعني نصرا ومكسبا حقيقيا لتسوية الأزمة السورية سياسيا

دمشق 25 نوفمبر 2013 ( شينخوا) أكد مجموعة من الخبراء والمحللين السياسيين والمعارضة السورية في الداخل يوم الاثنين أن تحديد موعد مؤتمر السلام من أجل سوريا، والذي اصطلح على تسميته ( مؤتمر جنيف 2 ) في 22 يناير المقبل هو نصر ومكسب حقيقي لتسوية الأزمة السورية سياسيا، مؤكدين أن التوافق الدولي والإقليمي سيقطع الطريق على كل من يقاطع المؤتمر وقرر عزل نفسه عن المشاركة في الحل السياسي للأزمة السورية.

وأعتبر الباحث والكاتب السوري سليمان سليمان أن تحديد موعد انعقاد مؤتمر جنيف 2 خطوة نحو إعادة التوازن في العلاقات الدولية والحد من الهيمنة الامريكية على القرار الدولي.

وقال سليمان في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) بدمشق في تعليقه على تحديد موعد نهائي لمؤتمر جنيف 2 إن " هذا الشيء هو نصر ومكسب حقيقي لتسوية الأزمة السورية سياسيا"، مشيرا إلى أن هذا الشيء مرتبط أيضا بالتقدم الذي أحزره الجيش السوري على أرض الميدان من خلال استعادة السيطرة على بعض المناطق الاستراتيجية التي كانت تسيطر عليها المعارضة المسلحة في عموم المحافظات السورية.

وأشار سليمان إلى أن تحديد الموعد يعني "استعادة التوازن وعدم الهيمنة من قبل الولايات المتحدة الامريكية على القرار الدولي وفي المحافل الدولية"، مبينا أن تحديد موعد انعقاده" يعني أن هناك مؤتمر جنيف سوري سوري سيعقد، والشعب السوري وحده من يقرر مصير بلاده ومستقبله ورئيسه وليس الدول التي كانت تدعم المجموعات المسلحة" .

ومن جانبه، رأى حسن عبد العظيم المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية المعارضة أن النقطة الايجابية في هذه المرة ، بعد تأجيله إلى 22 يناير المقبل كموعد نهائي "هو توجيه الدعوة من قبل الامم المتحدة إلى الأطراف المعنية بالأزمة "، مؤكدا ان التوافق الدولي سيقطع الطريق على كل من قرر أن يعزل نفسه عن المشاركة في الحل السياسي للازمة السورية.

وقال المعارض السوري في تصريحات مماثلة لـ (شينخوا) بدمشق إن " تحديد الموعد النهائي للمؤتمر يعني أن الازمة السورية وضعت على سكة الحل السياسي، وباتجاه التهدئة والتخفيف من حدة العنف الذي وصل إلى مستويات غير مسبوقة " مؤكدا أن النقطة الايجابية هذه المرة هو توجيه الدعوة من قبل الامم المتحدة إلى الأطراف المعنية بالأزمة.

واعتبر عبد العظيم أن تأجيل انعقاد المؤتمر الذي كان مقررا يوم 12 ديسمبر المقبل إلى 22 يناير في العام المقبل بطلب من السعودية يعني إطالة الأزمة السورية، واستمرار للعنف والقتل، وازدياد لاعداد النازحين ومعاناة السوريين، معربا عن أسفه بأن هناك بعض الاطراف ما تزال تراهن على الحل العسكري أو الحسم العسكري ، مبينا أن هذا الامر بات "مستحيلا " .

وردا على سؤال فيما كان بعض أطراف المعارضة الخارجية ستعمل على تأجيله مرة أخرى، قال عبد العظيم إن " قسما من الائتلاف المعارض سيشارك في مؤتمر جنيف 2 ، والتوافق الدولي والإقليمي سيقطع الطريق على كل من يقاطع مؤتمر جنيف، وقرر عزل نفسه عن الحل السياسي " .

وكشف أن وفدا من هيئة التنسيق الوطنية والهيئة الكردية العليا موجود حاليا في جنيف للتدريب على التفاوض وطرق المفاوضات.

وبدوره قال المحلل السياسي السوري حسام شعيب إن " خطوة تحديد موعد جنيف 2 ينصب في مصلحة التسوية السياسية، ليس السورية فحسب وإنما على المنطقة بشكل عام "، مشيرا إلى أن هناك قناعة تشكلت لدى أغلب الدول ، وخاصة بعد تسوية الملف النووي الايراني، بأن الحل السياسي هو الاكثر نفعا من القتال الدائر على الارض السورية.

وأضاف شعيب لـ (شينخوا) بدمشق إن " تحديد الموعد يعني ان عجلة حل الازمة السورية سياسيا بدأت ، خاصة بعد ان حقق الجيش السوري تقدما ملموسا على الارض ، وبعد ان فقدت بعض الدول ثقتها بالمعارضة المسلحة بتحقيق اي نجاح ميداني" ، موضحا ان الولايات المتحدة الامريكية شعرت بأنها ستخسر، بدأت تضغط على الائتلاف المعارض وتهدد بإلغائه أن لم يشارك في مؤتمر جنيف .

كان مارتن نسيركي المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة قد أعلن أن مؤتمر "جنيف 2" الدولي حول سوريا سيعقد في 22 يناير العام المقبل.

وكتب نسيركي في حسابه على موقع "توتير" للتواصل الاجتماعي يوم الاثنين ، أن "بان كي مون يعلن أنه يدعو إلى عقد المؤتمر حول سوريا في جنيف في 22 يناير عام 2014".

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن شكره لروسيا والولايات المتحدة على جهود البلدين من أجل عقد "جنيف 2" وأعلنت سوريا مرارا استعدادها للمشاركة في المؤتمر دون شروط مسبقة إلا أن المحاولات المتكررة لعقد المؤتمر المشار إليه اصطدمت بموقف المعارضة الخارجية المنضوية داخل الائتلاف الوطني السوري التي تجاوزت الإجماع الدولي وأرادت وضع شروط مسبقة لأنها لم تستطع الخروج من عباءة بعض الدول التي تمولها في الغرب والمنطقة وبقيت مرتهنة له .