الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
تحقيق إخباري: الصحوة تستخدم الكلاب لحماية أسرها من هجمات القاعدة الليلية شرقي العراق
بعقوبة، العراق17 نوفمبر (شينخوا) دفع تنامي معدلات الهجمات الليلية التي تستهدف منازل أسر قادة وعناصر قوات الصحوة في ريف محافظة "ديالى" شرق العراق من قبل عناصر تنظيم القاعدة، إلى تربية كلاب الحراسة كونها تمثل أجهزة إنذار مبكرة تنبه بوجود غرباء ما يسهم في الاستعداد لأي طاريء وتفادي الغفلة التي ذهب ضحيتها العديد من الضحايا في الأشهر القليلة الماضية.
وقال محمد عزيز المجمعي، القيادي في صحوة جنوب بعقوبة، مركز المحافظة، لوكالة أنباء (شينخوا) إن "معدلات استهداف منازل أسر قادة وعناصر قوات الصحوة، ارتفعت في الأشهر الماضية قياسا بالفترة ذاتها من العام الماضي لوجود نشاط ملحوظ لفلول التنظيمات المسلحة وفي مقدمتها القاعدة وأعوانها".
وأضاف المجمعي أن"90 بالمائة من هجمات القاعدة المباشرة ضد منازل قادة وعناصر الصحوة تتم ليلا وفي ساعات متأخرة لتحقيق عنصر المباغتة"، لافتا إلى أن أغلب الهجمات استهدفت منازل سكنية تقع في الريف.
وأشار المجمعي إلى أن قادة وعناصر الصحوة اعتمدوا سياسة مفيدة تتضمن تربية كلاب وتدريبها واطلاقها عند المساء لتكون اشبه بجهاز إنذار مبكر عند حضور أي غريب على بعد عشرات الأمتار لتنبيه من في الدار للاستعداد والتأكد من القادم هل هو ضيف أم مسلح ينوي الشر.
وكشف المجمعي انه قبل شهرين قام بتجربة مفيدة زادت من يقينه بأهمية الكلاب في مواجهة مخاطر غارات القاعدة، عندما سمع نباح كلابه بقوة في أطراف بستان زراعي يملكه يقع على بعد نحو 100 متر عن منزله وظن في البداية، أن الأمر طبيعي قد يكون هناك حيوان في البستان تحاول الكلاب إبعاده لكنه تفاجأ بعد دقائق بإطلاق نار كثيف على منزله دفعه للرد عليه.
وأكد المجمعي أن نباح الكلاب كان تحذيرا له من وجود غرباء، وهم عناصر من تنظيم القاعدة، لذا عمد إلى زيادة طاقم كلاب الحراسة وأصبح لديه ثمانية كلاب حاليا. أما حسن عزيز الخيلاني عنصر في قوات الصحوة يبلغ من العمر 30 عاما الذي يسكن في منزل يتوسط أرض زراعية في منطقة "المرادية" (15كم) جنوب بعقوبة وأقرب منزل عليه يبعد نحو كليومتر واحد فقد عمد على تربية خمسة كلاب لحماية أسرته ليلا.
وقال الخيلاني إن" أسرته لم ترب الكلاب منذ 10 سنوات لكن تكرار مسلسل استهداف منازل عناصر الصحوات ليلا من قبل المسلحين ومحاولتهم قتل الأطفال والنساء دفعني إلى تربية الكلاب لتصبح بالنسبة لي جهاز استشعارعن بعد كما يقال في المصطلح العسكري لإتخاذ التدابير الوقائية والاستعداد لمواجهة أي خطر".
وتابع أن" نباح الكلاب بصوت عال بعد الساعة العاشرة ليلا بالنسبة لي علامة على الاستعداد ومسك السلاح لمواجهة أي طاريء"، لافتا إلى أنه من الغريب أن يأتي ضيف في وقت متأخر خاصة وهو يسكن في منطقة بعيدة نوعا ما عن مركز المدينة.
بدوره أكد باسم علاء عمر، عنصر في قوات الصحوة يسكن قرية "عرب جبار" (20 كم) جنوب غرب بعقوبة أن اغلب عناصر قوات الصحوة ممن يسكنون في مناطق زراعية وتحيط بهم البساتين عمدوا إلى تربية الكلاب كاسلوب للوقاية والتهيئة إذا هاجم منزلهم مسلحون .
ومضى عمر يقول إن" الكلاب لايمكنها الخيانة وهي جهاز انذار طبيعي لايعطل إلا بالقتل"، مضيفا "أن تنظيم القاعدة يعمد دوما إلى الغدر، وخوفنا على الأطفال والنساء دفعنا إلى تربية الكلاب للاستعداد لأي طاريء خاصة إننا نسكن منطقة مكشوفة فيها مساحات شاسعة من البساتين يمكن أن تؤمن طرق ومسارات لدخول وانسحاب خلايا القاعدة".
إلى ذلك اكد سامي الخزرجي مسؤول قوات الصحوة في محافظة ديالى أن إجمالي عدد ضحايا أعمال العنف التي استهدفت قادة وعناصر الصحوات للعام الجاري بلغ أكثر من 50 قتيلا وضعف هذا العدد من الجرحى.
وأضاف الخزرجي أن نشاط تنظيم القاعدة تنامى خلال العام الجاري في بعض المناطق، وباتت قوات الصحوة، أحد أهم اهدافها لذا جرى التوجيه لكافة العناصر بضرورة الحيطة والحذر والانتباه واتخاذ أطر الوقاية الشخصية وخاصة في محيط المنازل السكنية لتفادي أية هجمات.
وأشار الخزرجي إلى أن تربية الكلاب اسلوب طبيعي متعارف عليه في الأرياف والقرى ولها فوائد كبيرة من ناحية التحذير من الغرباء خاصة في الليل، لافتا إلى أن بعض العناصر اعتمدوا هذا الاسلوب من باب الأنتباه وهو اسلوب يعزز من موقف أمنهم الشخصي.
على صعيد متصل أقر جهاد البكري، الخبير في الشؤون الأمنية، بأهمية خطوة قادة وعناصر الصحوات بتربية كلاب الحراسة باعتبارها جهاز إنذار طبيعي ضد الغرباء وخاصة في الليل ويكسب أهمية في المناطق الزراعية.
وأضاف البكري أن" الكلاب يمكنها الاستشعار بقدوم الغرباء على مسافة تصل إلى أكثر من 300 مترمن خلال حاسة الشم القوية لديها ما يعني أنها تعطي الوقت الكافي أمام عناصر الصحوات للاستعداد والتهيئة إذا ما كان الغريب يحاول الفتك بهم.
وأوضح البكري أن تربية كلاب الحراسة لم تعد صفة تميز الريف فحسب بل سعت الكثير من الأسر الميسورة إلى تربيتها في إطار سعيها لتعزيز أمنها الشخصي وخاصة في الليل.
يذكر أن اجمالي عدد قوات الصحوة في محافظة ديالى يبلغ حاليا زهاء 7 آلاف عنصر بينهم 50 من القيادات الميدانية المنتشرة في مدن وبلدات وقرى وارياف المحافظة، وكان للصحوة دور كبير في التصدي لتنظيم القاعدة واستتباب الأمن في مدن محافظة ديالى، التي تعد من المحافظات العراقية الساخنة، والتي سيطرت عليها الجماعات المسلحة خلال عامي 2006 و2007 .
انقلها الى... : |
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |