الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

تحقيق : النازحون السوريون فى لبنان يخشون من تكرار مآسي الشتاء

arabic.china.org.cn / 21:04:44 2013-11-06

راشيا (البقاع) 6 نوفمبر 2013 (شينخوا) تزداد مخاوف النازحين السوريين في سهل البقاع شرقي لبنان من تكرار مآسي الشتاء الذي اقترب فصله مع قلة ذات اليد والاقامة في مساكن ضعيفة أمام الصقيع وقسوته .

وفي خيمة قماشية صغيرة مركزة بالقرب من مجرى نهر الليطاني ، يستذكر النازح عمر المعلوف طوفان سهل البقاع في شتاء العام المنصرم بمياه الأمطار التي دخلت الى الخيم وكذلك الى عشرات غرف النازحين موقعة أضرارا فادحة خاصة في المواد التموينية والفرش .

وقال المعلوف لوكالة أنباء ((شينخوا)) " ليس لدينا ما نفعله لتجاوز الخطر القادم والذي بات قريبا " .

وتعج بلدات البقاع اللبناني القريب من الحدود السورية الشرقية بأعداد كبيرة من النازحين السوريين الذين فروا من بلدهم هربا من صراع عسكري مستمر منذ أكثر من عامين ونصف العام .

وغمرت مياه الأمطار في العام الماضي خيام اللاجئين في البقاع بلبنان الذي شهد في العام الماضي عاصفة ثلجية اشتدت في الجنوب وتدنت معها درجات الحرارة الى ما دون الصفر.

ومع اقتراب الشتاء ، تواصل جهات حكومية لبنانية ودولية مساعيها لتوفير المأوى للنازحين السوريين الذين لايزالون يتوافدون بالآلاف على لبنان الذي يؤكد مسؤولوه أن بلدهم لم يعد بامكانه تحمل تداعيات تدفق المزيد من اللاجئين.

وقال تقرير أخير للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين ان نحو أربعة آلاف شخص استفادوا خلال الأسبوع الماضي من المساعدات في مجال الايواء والاستعداد لفصل الشتاء.

ووفقا للتقرير ، فانه منذ اندلاع الأزمة تلقى أكثر من 185 ألف شخص أنواعا مختلفة من الدعم في مجال الايواء بالاضافة الى تقديم المساعدات النقدية للأسر المحتاجة غير القادرة على تسديد بدلات الايجار.

ورغم هذه الجهود لا يخفي المعلوف خشيته من ان تتكرر مأساة الشتاء الماضي مشيرا الى ان الخيم التي تؤويهم هزيلة ولا يمكنها مقاومة الريح أوصقيع الشتاء وطوفان المطر .

ويغلب الشعور نفسه على النازح من ريف دمشق فادي السامح القاطن في خيمة مجاورة لخيمة المعلوف بجانب اكثر من 20 خيمة مماثلة .

وبلهجة كئيبة نظر السامح الى خيمته الصغيرة متسائلا وهو يتحدث لـ (شينخوا) "هل ستصمد هكذا خيمة في وجه رياح الشتاء القادم ؟".

ولم يجزم السامح اذا كان سيتمكن من جمع الحطب اللازم لتدفئة اطفاله الخمسة في مواجهة غضب وبرد الشتاء القادم.

بدوره ، قال النازح من ريف دمشق الى بلدة راشيا الوادي في البقاع علي الفارس " اننا قادمون على شتاء قاس من الصعب مواجهته ".

ويعيش الفارس مع عائلته التي تضم ثمانية اشخاص في غرفة صغيرة مشرعة للريح والبرد ويغطي شباكها الوحيد قطعة من النايلون.

ويعبر عن خوفه على اطفاله من صقيع الشتاء في راشيا التي ترتفع 1700 متر عن سطح البحر،مشيرا الى أن لاقدرة له على تأمين محروقات التدفئة من مازوت وحطب .

ويقول انه يتقاضى من عمله في احدى مزارع الدجاج راتبا لا يتعدى 200 دولار أمريكي "تخصص للمواد الغذائية ولا نعرف كيف سنؤمن حاجتنا من المحروقات خلال الشتاء ".

المعاناة نفسها تواجهها النازحة فادية ابو العزي من حلب التي قتل زوجها العام الماضي خلال الحرب الدائرة في سوريا تاركا لها أربعة أطفال .

وتقول ابو العزي " تقلصت تقديمات معظم الهيئات المانحة ونحن بالكاد نتمكن من تأمين قوتنا وحليب اطفالنا مما يصعب علينا شراء مادة المازوت للتدفئة او الحطب والذي تقدر قيمته يوميا بين 5 و 8 دولارات على مدى طيلة أيام فصل الشتاء ".

أما النازح فارس الذبيان الذي يعمل وثلاثة من افراد عائلته في قطف الزيتون فيقول ان موسم قطاف الزيتون بات فرصة للنازحين لتحصيل بعض المال الذي يدخره لشراء المازوت.

لكنه يوضح ان فرصة العمل في قطف الزيتون محدودة بسبب ضعف الموسم لهذا العام وهو الأمر الذي يقلص زمن القطاف لفترة لا تتجاوز الأسبوعين كحد اقصى .

وفي ظل الامكانات المالية المحدودة ، اضطر نازحون للبحث عن بدائل أخرى للمازوت بعضها لا يخلو من آثار سلبية على الصحة.

فالنازح عبودي الفيحان وجد في معصرة زيتون فرصة للعمل بأجر يومي وهو عبارة عن كيس من بقايا بذور الزيتون بعد عصره القابلة للإشتعال والتي ستكون بديلا مؤقتا عن المازوت .

ويشير الفيحان الى أن ما يجمعه من عمله لا يكفي سوى للتدفئة لمدة شهر واحد في الشتاء،لافتا الى أنه غير قادر على شراء المحروقات للتدفئة " ونحن بالكاد نتمكن من دفع اجرة المنزل البالغة 200 دولار أمريكي ومن تأمين مصروف العائلة المؤلفة من ستة أشخاص ".

من جهته ، يعمل النازح عبد المجيد حميدان على جمع البلاستيك من النفايات اضافة الى اطارات السيارات المستعملة ليشعلها بدلا من المازوت في مواقد التدفئة .

لكنه يخشى ان تكون لهذه المواد ورائحتها انعكاسات سلبية على صحة اطفاله مشددا على ان ليس لديه خيار آخر لمواجهة برد الشتاء خصوصا وأن سعر صفيحة المازوت يقارب 20 دولارا التي بالكاد تكفي لثلاثة ايام مع التقنين.

ويستضيف لبنان أكبر عدد من النازحين المسجلين على لوائح المفوضية في المنطقة اي أكثر من 812 ألفا، بينما تفيد السلطات اللبنانية أن عددهم يبلغ مليونا و300 الف.

وتشير تقديرات المفوضية الى أنه بحلول نهاية السنة 2013، سيكون هناك لاجئ سوري من أصل كل أربعة مواطنين يعيشون في لبنان.




 
انقلها الى... :

تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :