الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

تحليل اخباري: توتر أمني.. ضعف سياسي.. انتحار الاخوان.. تباين اقتصادي.. محصلة 100 يوم من عزل مرسي

arabic.china.org.cn / 00:33:38 2013-10-13



بقلم/ عماد الأزرق

القاهرة 12 أكتوبر 2013 (شينخوا) رصد عدد من الخبراء والمحللين العديد من الظواهر والاحداث باعتبارها المحصلة الأهم خلال 100 يوم من عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي.

وقرر المحللون أن من أبرز محصلة الفترة الماضية، حدوث تحسن في بعض المؤشرات الاقتصادية، مع استمرار التراجع في مؤشرات اقتصادية أخرى، والتوتر الأمني، وانتحار جماعة الاخوان المسلمين سياسيا وشعبيا، وضعف القوى السياسية المختلفة.

وعزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي في 3 يوليو الماضي، بموجب "خارطة الطريق" التي أعلنها الفريق أول عبد الفتاح السيسي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والانتاج الحربي ، مدعوما من قوى سياسية ودينية وشبابية، بعد مظاهرات طالبت بانتخابات مبكرة.

ومنذ ذلك التاريخ لم يظهر الرئيس المعزول علنا، ومن المقرر أن يقدم للمحاكمة هو و 14 أخرون بتهمة التورط بالاحداث التي وقعت بمحيط قصر الاتحادية في 5 ديسمبر الماضي وخلفت 9 قتلى وعدد من المصابين.

وأكد الدكتور حمدي عبدالعظيم أستاذ الاقتصاد رئيس أكاديمية السادات للعلوم الادارية الأسبق، أن الوضع الاقتصادي خلال 100 يوم من عزل الرئيس السابق محمد مرسي اسفر عن اختفاء العديد من الأزمات الناتجة عن اختفاء البنزين والسولار والبوتاجاز والعيش، وانقطاع الكهرباء.

وأرجع عبدالعظيم في تصريحات لوكالة أنباء (شينخوا) ذلك إلى المساعدات التي وصلت إلى مصر من الدول التي كانت تعادي نظام مرسي، مشيرا إلى أن محافظ البنك المركزي المصري أعلن اليوم أن الكويت سترسل شحنات بترولية لمصر بقيمة مليار دولار.

وأعلنت المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة ودولة الكويت تقديم حزم مساعدات لمصر تبلغ 12 مليار دولار، مابين منح لاترد، وودائع بالبنك المركزي، وشحنات بترولية.

وقال عبدالعظيم إن مائة يوم بعد عزل مرسي شهدت العديد من المؤشرات المالية والاقتصادية الايجابية، من بينها انخفاض سعر الدولار إلى 6.89 جنيه، بينما وصل في عهد الرئيس المعزول إلى 7.50 جنيه، وفي بعض الأحيان بالسوق السوداء ألى أكثر من 8 جنيهات.

وعزا رئيس أكاديمية السادات للعلوم الادارية الأسبق، هذا التراجع في سعر الدولار إلى ارتفاع الاحتياطي الأجنبي بالبنك المركزي إلى 19. 8 مليار دولار بعدما كان 13.5 مليار دولار في عهد مرسي.

وفيما يتعلق بالمؤشرات السلبية، خلال المائة يوم ، أشار إلى زيادة عجز الموازنة العامة للدولة إلى 240 مليار دولار، واستمرار انخفاض معدل النمو ليصل إلى 2.2 %، وتراجع معدلات الاستثمار والسياحة بسبب الظروف الأمنية والسياسية.

كما أشار عبدالعظيم إلى ارتفاع نسبة التضخم حسب الاحصائيات الرسمية إلى 11% بعدما كانت قبل المائة يوم 9.5 % تقريبا، وزيادة نسبة البطالة إلى 13.8% مقابل 11.7% في عهد مرسي.

وعقب قيام قوات الأمن بفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، قررت عدة دول حول العالم فرض حظر للسفر الى مصر، ما اصاب السياحة المصرية في مقتل، خاصة بعد تكرار التفجيرات والعمليات الارهابية في العديد من المناطق.

ويرى الدكتور سميرغطاس رئيس مركز مقدس للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن أبرز مافي الـ 100 يوم الأخيرة، هو اصرار جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها الرئيس المعزول محمد مرسي على الانتحار بمختلف الصور والاشكال، فهي انتحرت سياسيا باصرارها وتعنتها على الوقوف ضد الارادة الشعبية.

واضاف غطاس لوكالة أنباء (شينخوا) أن الاخوان المسلمين انتحروا ايضا شعبيا، باصرارهم على ممارسة العنف، والتحالف مع الجماعات المسلحة، وتعطيل مصالح المواطنين والاضرار بأمنهم وسلامتهم وتهديد أمن الوطن، وانتحرت أخلاقيا من خلال ماكينة الأكاذيب التي تعتمد عليها دائما.

وأوضح أن استمرار جماعة الاخوان المسلمين خلال الـ 100 منذ عزل مرسي، في اتباع نفس الاساليب ونفس النهج، ونفس الاسلوب العقيم، جعل الشارع ينبذها ويلفظها بل ويعاديها في كثير من الأحيان.

وتصب جماعة الاخوان المسلمين جام غضبها على الفريق أول عبدالفتاح السيسي خاصة بعد اعلانه لخارطة الطريق في 3 يوليو الماضي والتي أطاحت بالرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين، وحلت مجلس الشورى الذي كانت تسيطر عليه الجماعة، متهمة اياه بـ "الانقلاب على الشرعية".

وزاد من غضب وسخط الجماعة على السيسي وقيادة الجيش الاجراءات التي تم اتخاذها بفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة وما أعقبها من أحداث دامية .

كما تم القاء القبض على عدد كبير من قيادات وكوادر واعضاء الاخوان والمتحالفين معهم من أبرزهم محمد بديع مرشد عام الجماعة، ونائبيه خيرت الشاطر ورشاد البيومي، ومحمد مهدي عاكف مرشد عام الجماعة السابق، وسعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي للجماعة.

وفيما يتعلق بالأحزاب والقوى السياسية خلال مائة 100 من عزل مرسي، أكد غطاس أن الأحزاب السياسية بدت متخلفة بشدة عن مواكبة الأحداث، وللمرة الثانية تترك الساحة لبعض الأطراف للركوب على الثورة والالتفاف على الارادة الشعبية.

واشار إلى أن الاحزاب السياسية مشغولة بالتربيطات السياسية من أجل الانتخابات القادمة، لافتا إلى أن هذا الانشغال يأتي على حساب دعم موقفها بالشارع، ودورها السياسي، ومشاركتها في صناعة حاضر ومستقبل الوطن السياسي.

وشدد على أن الأحزاب السياسية يوم بعد يوم ينكشف عجزها، وضعفها، وعدم قدرتها على القيام بدورها الوطني سواء السياسي أو الشعبي، وهو ما سيؤدى بطبيعة الحال إلى انصراف المواطنين عنها.

يشار الى أنه في اعقاب عزل مرسي تفككت جبهة الانقاذ التي قادت المعارضة السياسية خلال فترة حكم مرسي التي استمرت عاما واحدا، ووقعت انشقاقات بحركة تمرد التي قادت العمل الجماهيري ودعت لتظاهرات 30 يونيو لاجراء انتخابات مبكرة واسقاط مرسي.

كما أن تنازل الدكتورمحمد البرادعي عن رئاسة حزب الدستور، وعمرو موسى عن رئاسة حزب المؤتمر، أضعف الحزبين، بالاضافة إلى تعرض العديد من قادة الأحزاب والحركات السياسية والثورية لحملات تشويه منظمة.

وحول الأوضاع الأمنية، قال رئيس مركز مقدس للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الاوضاع الأمنية مازالت متوترة للغاية، مشيرا إلى أن مصر تواجه تحالفا دوليا واقليميا ارهابيا يسعى بقوة لضرب مصر.

وأضاف، أنه رغم النجاحات التي يحققها الجيش والشرطة في سيناء، والضربات التي يوجهها لجماعات الارهاب، إلا أن الارهاب يطور نفسه بسرعة، لافتا إلى أن الارهاب مازال موجودا في سيناء، "وسيبقى لفترة مقبلة".

وأوضح أن الجيش والشرطة لم يكونا على استعداد كاف للقضاء على ارهاب يتطور بسرعة كبيرة، مؤكدا الحاجة إلى تطور استخباراتي على الأرض، لمواجهة خطر الارهاب في سيناء.

واشار الى أنه رغم التوير الأمني، والجدل السياسي، والصعوبات الاقتصادية إلا أن المواطنين لديهم الرغبة والقدرة على الصبر واحتمال مايحدث على أمل حدوث تغيير للأفضل، على عكس الوضع مع مرسي.

وتشهد مصر مواجهات دامية بين الجيش والشرطة وجماعة الاخوان المسلمين وبعض التيارات المتحالفة معها، كان أخرها خلال الاحتفال بذكرى انتصارات أكتوبر الأحد الماضي، وراح ضحيتها 57 قتيلا و391 مصابا.

غداة ذلك شهدت مصر ثلاث عمليات ارهابية اعتبرها البعض ردا على الضحايا الذين سقطوا خلال اشتباكات الأحد، حيث تم تفجير سيارة مفخخة بمديرية أمن جنوب سيناء أودت بحياة ثلاثة واصابة 48 أخرين جميعهم من رجال الشرطة، واستهداف سيارة دورية للجيش اسفرعن مقتل ستة عسكريين بينهم ضابط، واستهداف المحطة الرئيسية للأقمار الصناعية بالقاهرة بقذيفة (أر بي جي).

من جانبه، يرى السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية السابق، أن مصر تواجه مأزقا حقيقيا، من عدم وضوح الرؤية والارتباك الشديد في مواجهة التحديات الكبرى التي تواجهها.

وقال هريدي لوكالة أنباء (شينخوا) "إن القوى السياسية المختلفة سواء أحزاب أو قوى ثورية أو تحالفات ليست على مستوى الحدث الذي تعيشه مصر، وكذلك الحكومة الحالية ليست على مستوى ما تواجهه مصر من أحداث جسام".




 
انقلها الى... :

تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :