الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
تحليل إخباري: خبراء سوريون: مهمة خبراء الأسلحة الكيماوية في سوريا تواجه بعض العراقيل
دمشق 6 أكتوبر 2013 (شينخوا) مع بدء أول مهمة لخبراء الأسلحة الكيماوية في سوريا بشكل ميداني بإتجاه تفكيك الترسانة الكيماوية بموجب الاتفاق الروسي - الأمريكي، اعتبر عدد من الخبراء والمحللين السياسيين في دمشق يوم الأحد أن مهمة عملهم ستواجه بعض العراقيل، وخاصة في المناطق التي تخضع تحت سيطرة المعارضة المسلحة، مؤكدين أن عملهم يسير بشكل "إيجابي وروتيني".
وأكد مصدر الأحد أن فريق خبراء نزع الأسلحة الكيماوية في سوريا بدأ أول مهمة ميدانية له في خطوة بإتجاه تفكيك الترسانة الكيماوية.
وقال المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن إسمه، لوكالة الأنباء ((شينخوا)) بدمشق إن خبراء الأسلحة الكيماوية خرجوا الأحد من مقر إقامتهم في الفندق بإتجاه أحد المواقع، في أول خطوة ميدانية لهم لتفكيك الترسانة الكيماوية.
كما ذكر المصدر أن "المرحلة الأولى، التي تشمل كشف المواقع من قبل السوريين، شارفت على نهايتها، ونحن الآن نتقدم في المرحلة الثانية، والتي تشمل التحقق والتدمير والتفكيك"، ولم يعط المصدر أية تفاصيل أخرى.
وتلقت وكالة ((شينخوا)) بدمشق الأحد بيانا من المكتب الإعلامي لخبراء نزع الأسلحة الكيماوية في دمشق أكد أن عملية تدمير برنامج الأسلحة الكيماوية في سوريا بدأت في اليوم نفسه، مشيرا إلى أن فريق من السوريين تحت إشراف خبراء من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، التي تدعمها الأمم المتحدة، قام باستخدام عدد من الأدوات لتعطيل بعض القطع شملت الرؤوس الحربية للقذائف وقنابل طائرات ومعدات خلط وتعبئة، مبينا أن هذه العملية ستستمر في الأيام المقبلة.
ومن جانبه، اعتبر الباحث والمحلل السوري حسام شعيب أن مهمة خبراء نزع الأسلحة الكيماوية في سوريا ستعترضها بعض العراقيل وأهمها إمكانية الوصول إلى أماكن ساخنة تخضع لسيطرة المسلحين، مؤكدا أن الحكومة السورية قدمت كل التسهيلات اللازمة لإنجاز مهمة الخبراء.
وقال شعيب في تصريحات خاصة لوكالة ((شينخوا)) بدمشق "نعم هناك عراقيل ستعترض مهمة الخبراء، ولعل أهمها؛ هل يستطيع فريق الخبراء الوصول إلى أماكن ساخنة أو تسيطر عليها المجموعات المسلحة؟ وهل يستطيع الخبراء كتابة أو توثيق ما تملكه تلك المجموعات المسلحة من مواد كيماوية وتقديمها إلى منظمة حظر الأسلحة لإتخاذ إجراءات بحق الدول التي زودت تلك المجموعات بهذا السلاح ؟"، مطالبا بضرورة "معاقبة ومحاسبة تلك الدول عبر مجلس الأمن الدولي والمنظمات الأممية ، لا معاقبة الحكومة السورية التي وجهت لها الإتهامات بغير حق".
واعتبر الباحث السوري أن اليوم الأول لعمل الخبراء بشكل ميداني لتفكيك الترسانة الكيماوية "خطوة إيجابية وبنفس الوقت إجراء روتيني، لأن سوريا قدمت كل التسهيلات وأعطت للمنظمة كل الوثائق والمعلومات المتعلقة بهذا الموضوع وحددت كل المواقع، بل أكثر من ذلك فسوريا قدمت كحكومة معلومات إضافية لتسهيل العمل".
وبين شعيب أن "الحكومة السورية لديها رغبة صادقة في إنهاء ملف الأسلحة الكيماوية، وهذا هو خيارها الحقيقي ولم يفرض عليها. وإضافة لهذا الخط، تعمل سوريا على خط مواز هو عملية البحث عن حل سياسي سلمي، وهذا يعطي مؤشر للدول الغربية كي تتعامل بشفافية مع سوريا".
واستبعد المحلل السياسي السوري إمكانية تنفيذ السيناريو العراقي في سوريا رغم تسليبمها ملف الأسلحة ، مبررا ذلك بأن سوريا لديها حلفاء أقوياء، وأنها بادرت بشكل تطوعي بالتخلص من الأسلحة الكيماوية وبالتالي هذا الخيار لم يفرض عليها كما في الحالة العراقية عام 2003.
وإتفق الخبير في الشؤون السياسية السورية الدكتور بسام أبو عبد الله على أن مهمة عمل الخبراء في تفكيك الأسلحة الكيماوية ستواجه بعض العراقيل، ومنها أن "بعض الدول الإقليمية كتركيا والسعودية ستعمل على وضع عراقيل بغية إعاقة عملية تفكيك الأسلحة المنشودة خدمة للمجموعات المسلحة التي تريد توجيه ضربة عسكرية لسوريا".
وأعرب الخبير السوري أبو عبد الله عن اعتقاده في تصريحات مماثلة لوكالة ((شينخوا)) بدمشق، بأن مسألة تفكيك الأسلحة يحتاج إلى وقت طويل، و"الأمر لا يحل عبر زيارة أو زيارتين لمواقع عسكرية"، مبينا أن الزيارات ستشمل معامل ومخابر أسلحة، مؤكدا أن سوريا قدمت كل التسهيلات اللازمة سواء من ناحية الوثائق أو المعلومات.
وأكد أبو عبد الله أن عملية التفكيك تسير وفق الآلية المتفق عليها بين الجانبين، والأمور إيجابية لحد الآن ، ولكن المسألة تحتاج إلى وقت كبير.
ومن المقرر أن يقدم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون تقريرا بخصوص سير تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي بشأن نزع السلاح الكيماوي السوري يوم الأحد المقبل.
ووصلت لجنة الخبراء المكونة من 33 عضوا (19 خبيرا تابعين لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية و14 من موظفي الأمم المتحدة)، يوم الثلاثاء الماضي إلى دمشق لبدء مهمتهم في التحقق من الأسلحة الكيماوية تمهيدا للبدء بتدميرها, إذ ستقدم المنظمة أول تقرير لها حول السلاح الكيماوي السوري بعد 30 يوما من العمل هناك.
وأشار بيان صادر عن الأمم المتحدة مؤخرا إلى أنه في الأيام المقبلة يتوقع أن تركز جهود البعثة على التحقق من المعلومات التي قدمتها السلطات السورية ومرحلة التخطيط الأولية، مضيفا أنه من المتوقع أن تنتهي هذه المرحلة بحلول الأول من نوفمبر القادم.
وسبق أن قدمت السلطات السورية, في 19 سبتمبر الماضي, لائحة بمواقع الإنتاج والتخزين إلى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، والتي وافقت على قرار يقضي بتطبيق برنامج سريع للتفكيك الكامل لأسلحة سوريا الكيماوية بحلول منتصف العام المقبل.
انقلها الى... : |
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |