الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
تحقيق إخباري : الحرب السورية تنعش تجارة التهريب بواسطة " البغال" في قرى الحدود بين لبنان وسوريا
(الحدود اللبنانية/السورية الشرقية) 18 سبتمبر 2013 (شينخوا) تشهد الحدود السورية اللبنانية الشرقية منذ إندلاع الأحداث في سوريا العديد من حالات التهريب سواء كان للمواد الغذائية أو للأسلحة والذخائر عبر طرق جبلية وعرة ومع تزايد الأحداث أزدهرت تجارة " البغال " التى أندثرت منذ أكثر من ربع قرن لإستخدامها في عمليات التهريب. ويقول حسين النصر من بلدة (عين عطا) الواقعة عند الحدود الجبلية بين لبنان وسوريا الذي يقف أمام "اسطبله" فخورا بقطيعه الجديد من البغال قائلا "هذه الحيوانات القوية هي مورد رزقي الرئيسي في هذه الأيام الصعبة."
ويضيف ل(شينخوا) مهمة هذا القطيع نقل المواد التموينية وكذلك الأسلحة والذخائر من لبنان إلى سوريا.
ويشرح النصر بأن "الحرب السورية أعادت لهذه البغال عزها المفقود منذ أكثر من ربع قرن، حيث باتت منذ إندلاع هذه الحرب ،الوسيلة الفضلى في عملية نقل المواد الغذائية والطبية والمعدات الحربية التي يحتاجها مختلف أطراف النزاع هناك، وخاصة المناهضة لنظام بشار الأسد."
ويقول تاجر الحيوانات الأليفة عبدالله العليلي أن الطلب أنعش هذه التجارة في الأسواق الشعبية وفي مختلف مناطق الجنوب والبقاع بشرق لبنان، مشيرا إلى ارتفاع اسعار "البغال" بمعدل 70 إلى 90 في المئة خلال عام.
ويشير العليلي إلى أن اسعار "البغال" تتفاوت بحسب بنية وعمر وقدرة الحيوان وأن الأسعار تبدأ ب 900 دولار أميركي وتصل إلى 2500 دولار.
بدوره يقول حسين الحميد أن اغلى "البغال" هو الذي يتراوح عمره بين 3 و 4 سنوات وكذلك "البغل" المدرب على سلوك طرق معينة يجتازها بمفرده مع المقدرة على المناورة للافلات من الغرباء.
ويشير الحميد إلى أن مشهد قوافل البغال بات مألوفا في الطرق الوعرة في هضاب جبل الشيخ الفاصلة بين لبنان وسوريا، والتي يصل ارتفاعها إلى أكثر من 2200 متر عن سطح البحر.
ويروي أحد أهالي من بلدة (الكفير) الواقعة في القطاع الشرقي من جنوب لبنان ضاهر ضاهر (86 عاما) أن مسالك مرتفعات جبل "الشيخ" تعرف منذ القدم بأنها ممر تهريب أساسي بين لبنان وسوريا.
ويضيف أن العاملين في هذا المجال كانوا بالمئات وكان في بلدتنا وحدها أكثر من 450 بغلا تستخدم في نقل البضائع.
ويقول ضاهر إن "عمليات التهريب هي في أوجها اليوم مع الحرب السورية حيث تشكل مورد رزق لمئات العائلات اللبنانية والسورية."
أما العامل في مهنة التهريب المربحة بواسطة البغال جميل العسيلي فيقول "نستغل فصلي الصيف والخريف في التهريب بين لبنان وسوريا، فالطرقات الجبلية المرتفعة تقطعها الثلوج طيلة فصل الشتاء."
ويكشف أن بدل أجرة "البغل" الواحد لحمل التموين من طحين ومعلبات إلى سوريا هي بحدود 50 دولارا أمريكيا ، إلا أن المبلغ يتضاعف إذا كان الحمل أسلحة وذخائر،لأن في ذلك مخاطرة حقيقية على القافلة وأصحابها،وهذا أمر يعرفه جيدا الزبائن."
ويفيد العسيلي بأن "الزبائن ليسوا من الأشخاص العاديين، بل جماعات منظمة تابعة لجهات حزبية أو سياسية ومن أصحاب النفوذ."
بدوره يبدي العامل في التهريب إلى سوريا عدنان أبو الشامي أسفه لأن الشتاء بات على الأبواب، مشيرا إلى أن "الثلوج تبدأ في التراكم أبتداء من شهر نوفمبر المقبل فوق جبل "الشيخ" لتقطع طرقات التهريب لفترة يمكن أن تصل إلى 5 اشهر وعندها سيتوقف عملنا." ويضيف "نستغل كل لحظة في هذه الأيام ونعمل في الليل والنهار لتعويض ايام التعطيل في الشتاء القادم ، وأقوم مع زملائي بعمليتي تهريب يوميا."
وحول دخله يقول أبو الشامي "لدي 10 بغال يحمل كل منها بحدود من 200 إلى 250 كيلوجراما ، وتتراوح أجرتها في كل عملية من 500 إلى 1000 دولار وذلك حسب نوعية المواد المهربة."
من جهته يقول المهرب جلال الحركة أن قوافل التموين تمر في طرق مألوفة، بينما تمر قوافل الأسلحة في طرق غير عادية وبشكل سري بعيدا عن نظر القوى الأمنية والعسكرية اللبنانية ، كما نقوم بأعمال تمويه متعددة لإبعاد الشبهة.
ويقول الحركة أن استخدام قوافل البغال للتهريب هو طريقة آمنة على عكس غيرها، مشيرا إلى أن الجيش اللبناني كان قد ضبط منذ عدة اسابيع عملية تهريب 2500 من الأقتعة الواقية من الغازات السامة مع كمية من القنابل اليدوية والذخائر والمتفجرات والأسلحة الخفيفة والمتوسطة لدى محاولة تهريبها في 5 سيارات نصف نقل من لبنان إلى المعارضة السورية عبر مرتفعات جبل الشيخ، كما تم اعتقال 8 مهربين لبنانيين وسوريين.
وتشهد الحدود السورية اللبنانية الشرقية والشمالية البالغ طولها 330 كيلومترا منذ اندلاع الأحداث في سوريا أعمال تسلل وتهريب على جانبي الحدود وقد عمد الجيش اللبناني إلى إغلاق العديد من المعابر غير الشرعية بالسواتر الترابية ، وإلى تعزيز انتشاره في المناطق الحدودية ، إلا أن هذه الاجراءات لم تنجح في ضبط الحدود بسبب طولها من جهة وبسبب الإفتقار إلى الرادارات والتجهيزات المناسبة.
انقلها الى... : |
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |