الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
تحليل إخباري: تقرير الأمم المتحدة يثير جدلا كبيرا حول الأسلحة الكيميائية السورية
الأمم المتحدة 16 سبتمبر 2013 (شينخوا) جاء تقرير الأمم المتحدة المرتقب الذي أكد استخدام أسلحة كيميائية في سوريا في 21 أغسطس الماضي، ما أدى إلى مقتل مئات الأشخاص، جاء في خمس صفحات فقط، ولكنه أثار فيضا من الجدل.
ولم تكن هناك نية مطلقا لأن يشير التقرير بأصابع الاتهام إلى جهة بعينها، وكان من المقرر أن يحدد فقط استخدام الأسلحة الكيميائية من عدمه. ومع ذلك، ارتفعت وتيرة الجدل حاليا، إذ استند كل جانب إلى ما جاء في التقرير ليدعم حجته. وكان الخلاف تقليديا بين الشرق والغرب.
وللوصول إلى هذا التقرير، كان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون قد كلف الخبير السويدي آكي سلستروم بقيادة فريق من الخبراء والتوجه إلى سوريا لتفقد ثلاثة مواقع أشارت تقارير إلى أنه تم استخدام أسلحة كيميائية فيها.
وتزعم كل من الحكومة والمعارضة أن الجانب الآخر هو الذي استخدم أسلحة كيميائية قاتلة خلال الحرب الأهلية الجارية بسوريا منذ عامين ونصف العام.
الأمم المتحدة: تقرير محبط ولكن ضروري:
صرح بان كي - مون للصحفيين بعدما أطلع مجلس الأمن الدولي على التقرير بأن "اليوم يمثل إحباطا ولكنه خطوة ضرورية في جهود العالم الرامية إلى مكافحة الأسلحة الكيميائية ... لقد استخدمت أسلحة كيميائية على نطاق واسع نسبيا في حي الغوطة بالعاصمة السورية دمشق في 21 أغسطس، ما أدى إلى خسائر بشرية كبيرة، وبخاصة في صفوف المدنيين".
وأضاف بان كي - مون أن "الفريق (الأممي) قدم للعالم تقريرا مستقلا وحياديا ... إن النتائج تتجاوز الشك والحدود. إن هذه جريمة حرب وانتهاك خطير لبروتوكول عام 1925 وقواعد أخرى بالقانون الدولي المعتاد".
وأوضح بان كي - مون أن "هذا الاستخدام الأكثر تأكيدا للأسلحة الكيميائية ضد مدنيين منذ أن استخدمها (الرئيس العراقي الراحل) صدام حسين في حلبجة عام 1988، وأسوأ استخدام لأسلحة الدمار الشامل في القرن الـ21".
كان المحققون الأمميون قد توجهوا إلى سوريا بالأساس لتفقد 3 مواقع، منها قرية خان العسل التي زعم استخدام أسلحة كيميائية فيها في 19 مارس الماضي، حيث أوردت تقارير أن أسلحة كيميائية استخدمت هناك، ثم تم تكليفهم بالذهاب إلى حي الغوطة بدمشق للتحقيق في هجوم مزعوم بالأسلحة الكيميائية في 21 أغسطس المنصرم.
وأشارت تقارير إلى سقوط المئات فيما ذهب البعض إلى سقوط 1400 قتيل بينهم مدنيون، وبخاصة نساء وأطفال، في هجوم الغوطة. ولكن، في اليوم الأول من التحقيق تعرضت السيارة الأولى في موكب المحققين لإطلاق نار، ما أجبرهم على التراجع. ولكن لم يتعرض أحد لأذى.
وبالأخير، وصل الفريق إلى الغوطة بدون مضايقات وتفقد الموقع، وجمع عينات من الدماء والشعر والتربة والبيئة، واكتشف بقايا صواريخ قال في نهاية المطاق إنها استخدمت للهجوم بغاز السارين. بيد أن مسارات الصواريخ لم تكن متناسقة. وكان هناك أمل في توضح هذه المسارات الجهة التي أطلقت الصواريخ.
وأعد الروس بالفعل تقريرا من 100 صفحة حول هجوم خان العسل في 19 مارس، وقالوا إنهم خلصوا إلى أن هناك دليلا يوضح أن المعارضة المسلحة نفذت الهجوم الكيميائي.
ويشكك آخرون، وفي مقدمتهم بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة، في مصداقية التقرير الروسي.
وبسبب هذا الاختلاف، أحيل التحقيق في الهجمات الثلاثة على الأمم المتحدة. ومن المقرر أن يزور الفريق الأممي سوريا مجددا لإتمام مهمته.
الغرب ضد مؤيدي سوريا في تفسير التقرير:
بعد انتهاء الجلسة المغلقة لمجلس الأمن الدولي يوم الاثنين، قال مندوب بريطانيا الدائم لدى الأمم المتحدة مارك ليال غرنت إنه يرى أن التقرير يشير إلى حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
وحذت حذوه مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سامنتا بارو. وقالت الدبلوماسية الأمريكية إنه "بناء على مراجعتنا الأولية" فإن الصواريخ عيار 122 مم التي استخدمت في 21 أغسطس مرتبطة بتلك التي استخدمت "في هجمات سابقة للنظام (السوري). لقد استعرضنا الآلاف من مقاطع الفيديو حول الصراع الجاري في سوريا، ولم نلاحظ أن المعارضة تصنع أو تستخدم هذا النوع من الصواريخ".
وأكدت مبعوثة واشنطن ما جاء في تصريحات نظيرها البريطاني الذي قال إن التقرير خلص إلى أن جودة غاز السارين كانت أعلى من جودة الغاز الذي استخدمه برنامج صدام حسين.
وقالت باور "أشار سلستروم أيضا إلى أن الأسلحة التي رصدت في الموقع مصنعة بطريقة احترافية، ولا تحمل أية سمات لأسلحة بدائية ... من المهم الإشارة إلى امتلاك النظام (السوري) لغاز السارين، ولا نملك أي دليل على أن المعارضة تمتلكه".
كما لفتت باور إلى أن قوات الرئيس السوري بشار الأسد استعدت لهجوم 21 أغسطس، مضيفة "لقد وزعوا قناعات واقية من الغاز على قوات النظام، وأطلقوا الصواريخ من منطقة يسيطر عليها النظام على 12 ضاحية كان النظام يحاول تطهيرها من قوات المعارضة ... ليس من المنطقي الاعتقاد بأن المعارضة قد تخترق منطقة يسيطر عليها نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد لإطلاق صواريخ على مناطق تسيطر عليها المعارضة".
روسيا: التقرير ليس مفاجئة:
أدان مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين "جميع حالات استخدم الأسلحة الكيميائية في سوريا، وقال إن التقرير "ليس مفاجئة".
وأضاف تشوركين قائلا "ولكن، أعتقد أن بعض الزملاء قفز إلى استنتاجات عندما قالوا إن تقرير سلستروم يشير بشكل قاطع إلى أن القوات الحكومية استخدمت الأسلحة الكيميائية ... لابد من دراسة الأمر بعناية".
وتابع تشوركين قائلا "أظن أن التصريحات الخاصة بأن المعارضة لا يمكنها القيام بأمور معينة ليست قائمة على أساس في الواقع كما قد يكون الوضع على الأرض ... تعرفون أنه لدينا سيناريو استخدام أسلحة كيميائية في 21 أغسطس من قبل القوات الحكومية ... إنهم يقاتلون مجموعات مسلحة معارضة. إنهم يطلقون عددا من الصواريخ التي تحمل مواد كيميائية لاستهداف تلك المجموعات المعارضة، ولكن ليست هناك خسائر في صفوف المجموعات المعارضة ... لم ترد تقارير من المجموعات المعارضة حول خسائر بشرية في صفوف المقاتلين الحقيقيين".
وأردف تشوركين قائلا "في 19 مارس قالت الحكومة السورية إن 1026 شخصا لقوا مصرعهم، منهم 16 عسكريا سوريا، فهل من الممكن نظريا إطلاق 5 أو 6 صواريخ على الخصوم ثم تضل كل هذه الصواريخ الهدف؟"
ومضى تشوركين قائلا "ولهذا، كل هذه الأسئلة قائمة، وثمة حاجة إلى إجابة عنها بجدية ومهنية".
انقلها الى... : |
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |