الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
تحليل إخباري: خبيران سوريان: الاتفاق الروسي الأمريكي يفتح بوابة جديدة للدبلوماسية في الأزمة السورية
دمشق 14 سبتمبر 2013 ( شينخوا) أكد خبيران سوريان يوم السبت أن الاتفاق الروسي الأمريكي بشأن الأسلحة الكيميائية يفتح بوابة جديدة للدبلوماسية في الأزمة السورية، ويشكل انعطافة مهمة قد تغير المشهد السياسي، لافتين إلى أن المرحلة المقبلة ستصحب معها انفراجات حقيقية.
وقال علي القاسم، رئيس تحرير صحيفة ((الثورة)) السورية الرسمية، إن الاتفاق الروسي الأمريكي بشأن الأسلحة الكيميائية يفتح بوابة جديدة للدبلوماسية في الأزمة السورية، مبينا أن "ما حدث اليوم يشكل انعطافة مهمة قد تغير المشهد السياسي".
وقال القاسم في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء ((شينخوا)) بدمشق في أول رد سوري على الاتفاق الروسي الأمريكي إن "التفاصيل والمعطيات حول الاتفاق بين الجانبين الروسي والأمريكي ، لم تتضح لحد الآن "، مؤكدا أن الاتفاق يشكل انعطافة مهمة قد تغير المشهد السياسي، وقد تجنب المنطقة والعالم مخاطر وتداعيات مغامرة عسكرية خطيرة ستكون نتائجها وتداعياتها خطيرة على المنطقة".
وأضاف المسؤول الحكومي أن "الاتفاق الروسي الأمريكي يفتح بوابة جديدة في الدبلوماسية للأزمة السورية، وبالتالي مع حدث اليوم مهم إذا صدقت النوايا الأمريكية ، ولكن هذا الأمر غير مشجع، وهذا الأمر متروك للأيام القادمة".
وأعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم السبت أن الولايات المتحدة وروسيا توصلتا إلى اتفاق بشأن الأسلحة الكيميائية السورية وآلية تدميرها عقب اجتماعهما في جنيف، واتفقتا على عدد ونوع الأسلحة الكيمائية السورية، وأنه يجب على سوريا أن تقدم تفاصيل حول أسلحتها الكيميائية في مهلة أسبوع.
وقال كيري في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، إنه يجب على سوريا أن "تكشف عن جميع المعلومات حول سلاحها الكيميائي خلال أسبوع، مضيفا أن "استخدام السلاح الكيميائي يجب ألا يتكرر".
وأكد القاسم أنه "من المهم صدق النوايا وإذا صدقت النوايا فإن الاتفاق يعني الوصول إلى إنجاز حقيقي، وفتح نافذة في الحل السياسي للأزمة السورية، مكررا أن الاتفاق من حيث المبدأ "مهم وخطوة لإيجاد صيغة سياسية، والسير باتجاه الدبلوماسية".
وأعرب رئيس تحرير صحيفة (( الثورة)) السورية عن اعتقاده بأن الاتفاق الروسي الأمريكي "ينقذ أمريكا أكثر مما ينقذ سوريا لأن الولايات المتحدة الأمريكية تورطت في ذلك"، مبينا أن "الضربة العسكرية لم تلغ وإنما استبعدت"، مؤكدا أنه من حيث المبدأ أجلت الضربة مؤقتا.
ودفع المقترح الروسي الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى دعوة الكونغرس الأمريكي إلى تأجيل التصويت على تفويض يسمح له بشن عمل عسكري في سوريا، ردا على تحميل السلطات السورية مسؤولية استخدام أسلحة كيماوية الشهر الماضي بريف دمشق، ما أدى إلى مقتل المئات، ليتيح بعض الوقت للمبادرة الروسية، لكنه طلب في الوقت نفسه من الجيش الاستعداد للتدخل في حال فشل الحل الدبلوماسي.
ومن جانبه، قال المحلل السياسي السوري عفيف دله، إن "المقترح الروسي لعب دورا هاما في إخراج الولايات المتحدة الأمريكية من مأزق صعب، خاصة وأن الإدارة الأمريكية وضعت نفسها في زاوية ضيقة عندما أعلنت أنها ستوجه ضربة عسكرية محدودة ضد سوريا "، مؤكدا أن التفاهمات الروسية الأمريكية جنبت المنطقة كوارث العمل العسكري، التي ستكون لها تداعيات خطيرة على المنطقة، وأفسحت المجال واسعا أمام العمل الدبلوماسي الهادئ.
وأضاف دله المقرب من الحكومة السورية في تصريحات خاصة لـ((شينخوا)) بدمشق أن "التوافقات الروسية الأمريكية فيما يخص السلاح الكيماوي جعلت أمريكا تفكر جديا في الخروج من المأزق الصعب، عبر العمل الجدي والحقيقي للخروج من الأزمة السورية بأقل خسائر ممكنة".
وبين دله أن الاتفاق الروسي الأمريكي على بيان السلاح الكيميائي أعطى فرصة حقيقة وجدية للعمل السياسي، مشيرا إلى أن هذا سيدفع الأطراف جميعا إلى السير قدما باتجاه مؤتمر "جنيف 2" الذي يشكل خارطة طريق سياسية للأزمة السورية.
وأعرب المحلل السياسي السوري عن اعتقاده بأن المرحلة المقبلة ستصحب معها انفراجات حقيقية مهمة وبدايات لحل سياسي للأزمة السورية .
غير أن السلطات السورية لم تبد أي موقف رسمي من الاتفاق الروسي الأمريكي حول المبادرة الروسية.
ويأتي هذا الاتفاق نتيجة لبحث لافروف وكيري منذ يوم الخميس الماضي المقترح الروسي بوضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت رقابة دولية، الأمر الذي أعلنت السلطات موافقتها عليها مقابل تراجع واشنطن عن توجيه ضربة عسكرية لها.
وأعربت الولايات المتحدة وروسيا، في الاتفاق الموقع، عن تصميمها المشترك على ضمان تدمير البرنامج السوري للأسلحة الكيميائية بالطريقة الأسرع والأكثر أمنا، مبينة أنها ستقوم خلال الأيام المقبلة بتحضير وإرسال مشروع قرار يحدد معايير خاصة للتدمير السريع للبرنامج السوري إلى المجلس التنفيذي للمعاهدة (معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية).
وأعربت كل من الولايات المتحدة وروسيا عن اعتقادهما بأن "هذه الإجراءات الاستثنائية ضرورية إثر ما حصل في سوريا من استخدام لهذه الأسلحة وللطابع المتقلب للحرب الأهلية السورية".
وكانت سوريا أعلنت الخميس انضمامها لمعاهدة حظر الأسلحة الكيماوية وتقديم الصكوك المطلوبة للمنظمة، حيث ستعتبر المعاهدة نافذة بعد 30 يوم على تقديم تقديم الصكوك.
وبينت الولايات المتحدة وروسيا أنهما "ستعملان سويا من أجل تبني قرار في مجلس الأمن الدولي سريعا، سيشمل القرار مراحل التحقق والتطبيق الفعلي وسيطلب من الأمين العام، بالتشاور مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، رفع توصيات إلى مجلس الأمن، بشأن دور الأمم المتحدة، والتطبيق، حيث سيتم التحقق منه دوريا، وفي حال عدم احترام التعهدات، بما في ذلك حصول عمليات نقل غير مسموح بها، واستخدام أسلحة كيميائية من أية جهة كانت في سوريا، على مجلس الأمن أن يفرض تدابير بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة".
وقال الاتفاق إن "المراقبة الأنجع لهذه الأسلحة ستتم من خلال نزعها، عندما يكون ذلك قابلا للتنفيذ، وتدميرها خارج سوريا إذا أمكن، يجب إتمام عمليتي النزع والتدمير في النصف الأول من العام 2014".
وشدد الاتفاق أن "على سوريا منح إمكانية وصول فوري ومن دون قيود للمفتشين، الذين عليهم الانتشار في أسرع وقت ممكن، واشتراك خبراء من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن".
وفي السياق، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم السبت إن بلاده ستعمل مع روسيا وبريطانيا وفرنسا والأمم المتحدة لضمان وجود عواقب إن لم تلتزم دمشق بالاتفاق الروسي الأمريكي بخصوص السلاح الكيماوي السوري, مجددا "استعداد واشنطن للتحرك ضد سوريا في حال فشل الدبلوماسية"، فيما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أنه لم يجر أي تغيير على تمركز القوات الأميركية المتأهبة في الشرق الأوسط بعد الإعلان عن الاتفاق الروسي الأمريكي.
انقلها الى... : |
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |