الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

تعليق: الضربة العسكرية ضد سوريا ليست استراتيجية ولا تكتيكية

arabic.china.org.cn / 21:40:02 2013-09-11

بكين 11 سبتمبر 2013 (شينخوا) عشية الذكرى الثانية عشر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر ضد بلاده، تحدث الرئيس الامريكي باراك اوباما فى كلمة متلفزة تذاع فى فترة تشهد اعلى نسب مشاهدة عن جولة جديدة من الهجوم على سوريا.

بعد شن حربين مكلفتين دامتا طويلا في العراق وافغانستان بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، لا يمكن التأكد ما اذا كان صانعي السياسة الامريكية سيكونوا اكثر حكمة فيما يتعلق بالحرب ضد الارهاب او تهديدات محتملة بسقوط الاسلحة الكيماوية السورية في ايدي المتطرفين.

وقد هدد اوباما باللجوء إلى شن ضربة عسكرية ضد سوريا استنادا على مزاعم تفيد بان الحكومة السورية استخدمت الاسلحة الكيماوية.

بيد أن الكثير من الامريكيين والمجتمع الدولي بدأوا يدركون أن الضربات العسكرية من سياسي يغير من سياساته لدعم "الأمل والتغيير" قد تكون مفيدة في الحملات الرئاسية، ولكن الجهود الدبلوماسية الدولية المنسقة هي التي ستفيد الاستقرار في الشرق الاوسط على المدى البعيد.

وتنعكس تصريحات اوباما التي قال فيها ان "امريكا ليست شرطي العالم"، في الصراع الذي دام عامين في سوريا، والاحتجاجات الدامية في مصر ومأساة بنغازي التي راح ضحيتها اربعة امريكيين من بينهم السفير الامريكي كريستوفر ستيفنز، في الذكرى الحادية عشر لهجمات 11 سبتمبر. وهذا يثبت بالفعل أن واشنطن لا تمتلك الكثير لكي تلعب دور شرطي العالم.

ويتعين على ادارة اوباما ان تدرك أنه لم يكن التهديد العسكرى الذى جعل الحكومة السورية مستعدة لتسليم ترسانة الاسلحة الكيماوية.

ولكن ساهم فى ذلك الجهود الدبلوماسية لدول مثل روسيا والصين والاهم، عواقب الحرب الاهلية والهجمات الارهابية المحتملة ساعدت فى تحقيق هذا التقدم.

ولا يوجد اي شخص أكثر دراية من اوباما نفسه بالوضع في بلاده في حربها ضد الارهاب والصراعات في الشرق الاوسط.

ونظرا لان تاريخ الضربات الامريكية تشوبه الاخطاء واسقطت عددا كبير من الضحايا المدنيين، فإن الدعم القليل الذي تحظي به خطته بشأن سوريا في داخل الولايات المتحدة وخارجها يثبت انهيار سمعة الولايات المتحدة ومصداقيتها.

وقد تتعرض صورة "مرساة الأمن العالمي" للمزيد من التشويه بسبب اثار فواتير الضربات العسكرية والدخول فى حرب اخرى وانتقام المتطرفين والمشاحنات الحزبية، وهى الامور التى اشار اليها كلها الرئيس فى كلمته ليلة امس.

ان الوصف البلاغي وقصص الاطفال الذين يموتون هى امور مؤثرة، إلا أن الجهود الدبلوماسية المنسقة اكثر استراتيجية.

ولا يمكن للرئيس الامريكي، الحائز على جائزة نوبل للسلام، أن يكون اكثر وضوحا بأن الامريكيين والمجتمع الدولي لن يقبل خطته لضرب سوريا دون ادلة مقنعة.




 
انقلها الى... :

تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :