الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

تعليق: تحول أوباما من العمل العسكري إلى الدبلوماسية في القضية السورية يعكس تغيرا غير مسبوق

arabic.china.org.cn / 14:33:40 2013-09-11

واشنطن 10 سبتمبر 2013 (شينخوا) أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما مساء الثلاثاء عن ترحيبه بالاقتراح الروسي الخاص بوضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت السيطرة الدولية، مفضلا الخروج من الطريق الذي قيد نفسه به بعدما سعى إلى تفويض من الكونغرس لتوجيه ضربة عسكرية لسوريا قد تتمخض عن نتيجة ضئيلة.

ويظهر التحول الكبير من العمل العسكري إلى الدبلوماسية متعددة الأطراف تغيرا غير مسبوق أبدى فيه الأمريكيون استعدادهم للتركيز على الجبهة الداخلية.

وكان أوباما قد أثار دهشة كثيرين عندما قرر السعي إلى موافقة الكونغرس على خطته المقررة لشن هجوم على سوريا على خلفية الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية، فيما يعد نكوصا عن سوابق استمرت لعقود كان قرار المغامرات العسكرية الخارجية فيها امتيازا رئاسيا.

لكن المناخ السياسي في الولايات المتحدة يتغير سريعا، كما أن الرأي العام الأمريكي يخشى من سنوات من التدخل العسكري في أرض بعيدة وحالة الحرب المستمرة التي يجلبها هذا التدخل، بما في ذلك سقوط الآلاف من الأمريكيين بين قتيل وجريح في حربي العراق وأفغانستان.

كما أن التكلفة الباهظة لهذه المغامرات العسكرية تثير فزع الرأي العام الأمريكي. وهذا من بين الأسباب التي تجعل خطة ضرب سوريا عسكريا لا تحظى بكثير من الحماسة.

وقد أظهرت استطلاعات رأي عديدة نتائج متطابقة في هذا الصدد، إذ يعارض نحو 60 بالمائة من الأمريكيين توجيه ضربة عسكرية لسوريا، فيما يؤيدها نسبة تتراوح بين 20 و30 بالمائة.

والمنطق في هذا الصدد بسيط، فالولايات المتحدة نفسها في حاجة ماسة إلى الاهتمام والانتعاش بعد الركود الاقتصادي الطويل، كما أن الأمريكيين يركزون بالقطع على الجبهة الداخلية.

كما أنه ليس من المفيد للرئيس أن تشهد واشنطن حالة من الانقسام السياسي المرير، ويتعين عليه الاعتماد على الشعب لتجاوز عرقلة الجمهوريين لكثير من بنود أجندته المحلية في فترة ولايته الثانية. والخطر الناجم عن خوض تدخل عسكري لا يحظى بقبول شعبي لا يحتاج إلى مقدمات.

وبوضع كل ما سلف ذكره في الاعتبار ، فضل أوباما مناقشة وطنية حول توجيه ضربة صاروخية لسوريا وحول المدى الذي يجب أن تفرض الولايات المتحدة فيه نفوذها الخارجي في الأوقات المتقلبة.

لكن دفع أوباما المكثف بإتجاه الحصول على تفويض من الكونغرس لم يثمر كثيرا، كما أن استطلاعات آراء المشرعين في وسائل الإعلام تظهر أن هناك انقساما حزبيا قويا في غرفتي الكونغرس. وإذا تم التصويت في هذا الصدد حاليا، فقد يخفق مشروع القرار الذي تقدم به البيت الأبيض، ليترك الرئيس في وضع مخز.

وبدأت حالة التخلص من الأغلال ، عندما صرح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بأنه من أجل تجنب الضربة العسكرية يجب على الرئيس السوري بشار الأسد "تسليم كل قطعة من أسلحته إلى المجتمع الدولي في غضون أسبوع، وبدون تأجيل"، وتم التقاط التصريح وتحول إلى اقتراح تقدمت به روسيا، ورحبت به سوريا.

وفي هذا التطور العرضي إلى حد كبير، وجد أوباما مخرجا من خسارة معركة إقناع الكونغرس والشعب الأمريكي بقصف بلد آخر، وهرع إلى اقتناص الفرصة.




 
انقلها الى... :

تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :