الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
تحقيق إخباري: ليلة فوضوية في وسط العاصمة المصرية رغم حظر التجوال
القاهرة 16 أغسطس 2013 (شينخوا) لم يشهد ميدان رمسيس، الذي يحمل اسم أحد الفراعنة المصريين القدماء، مثل هذه الفوضى التي وقعت فيه مساء الجمعة رغم حظر التجوال المفروض.
بعدما احتشد متظاهرون غاضبون في الميدان الواقع بوسط العاصمة المصرية القاهرة، شوهدت النيران تلتهم مبنى مرتفعا تصاعدت منه أعمدة دخان كثيفة.
وربما يتساءل المرء عن فرق الإطفاء، ولكنه سرعان ما يصل إلى فهم استنتاجي مفاده أن هذه الفرق كانت غير قادرة على الوصول إلى المبنى، إذ أدت الاشتباكات بين مؤيدي الرئيس المصري المعزول محمد مرسي وقوات الأمن إلى قطع الطريق.
وفي وقت سابق من يوم الجمعة، نظم أنصار مرسي مسيرات إلى الميدان للاحتجاج على فض اعتصامين بالقوة يوم الأربعاء، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 578 شخصا وجرح أكثر من 4200 آخرين.
وأظهرت لقطات بثها التليفزيون الحكومي المصري مسلحين مقنعين يطلقون النار عشوائيا من أعلى كوبري 15 مايو في رمسيس. ومع ذلك، زعم أنصار مرسي أن مسيراتهم سلمية، وأن الشرطة و"البلطجية" المأجورين فتحوا النيران عليهم.
ووقعت مواجهات مشابهة في أرجاء أخرى بمصر، ما أسفر عن مقتل 48 شخصا على الأقل وإصابة ما يزيد على 400 آخرين بجروح يوم الجمعة، وفقا لتقارير رسمية. بيد أن شهود عيان أبلغوا وكالة الأنباء ((شينخوا)) بأن مسجد الفاتح، الكائن في رمسيس، وحده يضم أكثر من 50 جثة.
جاء محمود فواز من الجيزة بجنوب القاهرة لمشاركة مؤيدي مرسي في ميدان رمسيس. وعندما وصل فواز إلى كوبري 6 أكتوبر، بالقرب من قسم شرطة الأزبكية، لاحظ شيئا غير عادي.
وقال فواز لـ((شينخوا)) "بمجرد وصولنا لرؤية ما يحدث، أطلقت الشرطة النار علينا، وأصبت في كتفي. لقد رأيت حتى ضابط الشرطة الذي أطلق الرصاص علي".
وتعهد فواز بعدم الاستسلام أبدا "حتى عودة الشرعية ، وحتى يعم الإسلام العالم كله".
وقال أحمد عادل، وهو طالب يبلغ من العمر 19 عاما وأصيب برصاصة خرطوش في صدره، إن قوات الأمن استخدمت الأسلحة الآلية ضد المتظاهرين في ميدان رمسيس.
وقال الشاب لـ((شينخوا)) "إنهم (قوات الأمن) فتحوا النار على المتظاهرين خارج قسم شرطة الأزبكية، بالإضافة إلى القناصة الذين اعتلوا أسطح المباني المجاورة".
ونقل عشرات الجرحى من مسجد الفتح برمسيس إلى مستشفيات متفرقة في القاهرة. وفي مستشفى صغير يسمى "الفاروق"، قال نائب المدير أحمد المرسي لـ((شينخوا)) إن جميع الجرحى "أصيبوا برصاص حي أو خرطوش".
وتقول قوات الأمن إنها دائما تعطي تحذيرات مسبقة وتستخدم قنابل الغاز المسيل للدموع قبل فتح النيران على المتظاهرين غير السلميين، لكن بعض الموالين لمرسي زعموا العكس.
وقال عمر عباده، البالغ من العمر 53 عاما والذي أصيب برصاصة في قدمه، إنه كان في مسيرة سلمية بميدان رمسيس ويهتف بشعارات موالية للإسلام عندما هاجمه "بلطجية" ورجال شرطة.
وأبلغ عباده ((شينخوا)) بأن "قوات الأمن أطلقت الرصاص في الحال وبدون تحذيرات أو استخدام لقنابل الغاز"، مشيرا إلى أنه أصيب ودخل مسجد الفتح، ورأى قرابة 70 جثة داخله.
وذكرت تقارير رسمية أن المتظاهرين الموالين لمرسي استخدموا أسلحة خلال المسيرات وهاجموا عددا من المنشآت الأمنية والعامة والخاصة بأرجاء متفرقة من البلاد.
وشوهد بعض أنصار مرسي في ميدان رمسيس يحاولون تدمير أي شيء حولهم، مثل المقاعد العامة والأرصفة والمتاجر والأكشاك والمباني.
وخلال اضطرابات الجمعة، ألقت الشرطة القبض على 821 من أعضاء جماعة الأخوان المسلمين، التي ينتمي إليها مرسي، وضبطت قرابة 22 سلاحا و7 قنابل و710 رصاصات. وفي وقت متأخر من ليل الجمعة، توجهت مركبات عسكرية مدرعة إلى ميدان رمسيس لاحتواء الاشتباكات.
وأخيرا، تمكنت فرق الإطفاء من الوصول إلى المبنى المحترق في الميدان وأخمدت النيران.
انقلها الى... : |
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |