الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

تحليل إخباري: الاخوان المسلمون يقودون معركتهم الأخيرة في مصر وسط توقعات بالفشل

arabic.china.org.cn / 07:47:30 2013-08-15

القاهرة 14 أغسطس 2013(شينخوا) اعتبر محللون مصريون يوم الأربعاء أن جماعة الاخوان المسلمين، التي ينتمي إليها الرئيس المعزول محمد مرسي، تقود حاليا "معركتها الأخيرة" بعد أن "قطعت خط الرجعة إلى الكيان الوطني", وتوقعوا فشلها في ظل إصرار الدولة على إنهاء كافة المظاهر الاحتجاجية غير السلمية في الشارع .

وبدأت الشرطة المصرية صباح الأربعاء عملية لفض اعتصام أنصار مرسي بميداني "رابعة العدوية" بمحافظة القاهرة, و"نهضة مصر" في الجيزة بالقوة, انتهت إلى سيطرة قوات الأمن التامة على مقري الاعتصام.

وأعقب فض الاعتصام أعمال عنف نشبت في عدة محافظات وأسفرت عن مقتل 278 شخصا وإصابة 1403, بحسب قناة (النيل) للأخبار الرسمية, في حين أعلن وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم مقتل 43 من رجال الشرطة بينهم 18 ضابطا, اثنان منهم برتبة لواء, وإصابة 211 آخرين جراء الاشتباكات.

كما اعتدى أنصار الاخوان المسلمين على عدد من أقسام الشرطة بعدة محافظات وبعض الكنائس ومقرات محاكم ووزارات, ما دفع الرئيس عدلي منصور إلى إعلان حالة الطوارئ وحظر تجوال لمدة شهر وتكليف القوات المسلحة بمساعدة الشرطة في حفظ الأمن.

وفي هذا الصدد, قال الدكتور محمد منصور مدير مركز دراسات المستقبل بجامعة أسيوط، إن فض اعتصام أنصار مرسي كان متوقعا في ظل انتهاك المعتصمين لحقوق المواطنين العاديين ولسيادة القانون والدولة.

وأضاف منصور لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن عملية فض الاعتصام تأخرت بعض الوقت لحرص النظام الجديد في البلاد على مراعاة المعايير الدولية في فض الاعتصامات, والخروج بأقل قدر من الخسائر بين المعتصمين.

وأشار منصور إلى أن جماعة الاخوان وحلفاءها "ركبوا رؤوسهم", أى أصروا بعناد, عندما رفضوا الاستجابة للنداءات المتكررة بفض الاعتصامات والانخراط في العملية السياسية.

ورأى منصور أن الشرطة لن تسمح للاخوان ببدء اعتصام في ميدان آخر, وعزا إعلان الرئيس منصور حالة الطوارئ إلى الرغبة في منع تكرار الاعتصامات في ميادين أخرى.

وتابع منصور قائلا إن جماعة الاخوان المسلمين "لن تستسلم بسهولة, وستلجأ لأعمال إرهابية, وقد تنسحب للعمل السري, وتمارس أعمالا منافية للقانون".

وواصل منصور قائلا "كان هناك باب موارب لعودة الاخوان للحياة السياسية لكنهم رفضوا الانخراط في العملية السياسية وقطعوا بالصدام مع الدولة خط الرجعة إلى العمل السياسي وقبولهم في الكيان الوطني".

ولفت منصور إلى أن " الجماعة خسرت كثيرا, وأقدمت على انتحار سياسي سريع" بعد الاشتباكات التي جرت الأربعاء في القاهرة والمحافظات.

وحول إعلان حالة الطوارئ وحظر التجوال لمدة شهر، قال منصور إنه "إجراء استثنائي اضطراري, كان لابد منه, وأعتقد أنه لن يستمر طويلا ولا حتى شهر".

وأشار إلى أن الدول الكبرى تلجأ إلى هذا الإجراء لحماية مواطنيها وبالتالي فهو"إجراء طبيعي لن يخيف طالما محدد لأمر معين".

وحول استقالة الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية للعلاقات الخارجية, قال منصور "لا ننكر دور البرادعي في الثورة، فهو من أشعل شرارتها لكن هناك فرق بين أن تكون مصدر إلهام للثورة وبين إدارة الدولة في الظروف الصعبة" مضيفا "أن البرادعي ليس برجل الدولة الذي يتخذ قرارات صعبة".

واستطرد منصور أن استقالة البرادعي "قرار خاطئ في وقت خاطئ" , لكني أستبعد أن تؤدى الاستقالة إلى انفراط عقد الفريق الرئاسي أو الحكومي.

وقال المحلل السياسي أسامة الدليل إن جماعة الاخوان بعد الصدام المسلح الذي دخلته الأربعاء مع الدولة " تقود المعركة الأخيرة", وتوقع خسارتها بعد أن فقدت تعاطف الشعب.

وأوضح الدليل لـ((شينخوا)) أن الاخوان دخلت منذ البداية "المعادلة الصفرية", أي الحصول على كل شئ أو العودة إلى نقطة الصفر, وهذا يثبت أنه ليس لهم علاقة بأية ممارسات ديمقراطية.

وأشار الدليل إلى أن "المعركة التي تدور في القاهرة سوف تحسم مصير الإسلام السياسي في المنطقة كلها" مضيفا "أتوقع خسارة الاخوان".

واعتبر الدليل فض الاعتصامات ليس عملية سياسية فقط لكنها اجتماعية أيضا لأنها تعطل مصالح المواطنين, مشيرا إلى أن الاخوان فقدوا تعاطف الشعب بسبب طول مدة الاعتصامات, لأنهم ربطوا مشروعهم السياسي بالإسلام ، ما أدى إلى شعور المجتمع, الذي هو متدين بطبيعته ويعرف الإسلام, بكذبهم.

واعتبر الخبير الأمني محمد عبد الفتاح عمر أن جماعة الاخوان خرجت بعد اشتباكات الأربعاء من العملية السياسية لعقود طويلة, مشيرا إلى أن "تاريخ الجماعة دموي".

وأضاف عمر , وهو لواء شرطة سابق, لـ((شينخوا)), قائلا إن "الاخوان انتهوا", وسيعودون إلى العمل السري, كما كان عليه الحال بالنسبة لهم قبل ثورة 25 يناير2011, لأن "اتصالاتهم مشبوهة وتمويلهم سري".

وعد عمر فض الاعتصام "تجفيفا لبؤر إرهابية" لاسيما أن "المعتصمين كان يملكون أسلحة لمواجهة الشرطة".

وتابع عمر قائلا إن "الشعب كان يطالب بالإسراع في فض الاعتصام ويأخذ على الحكومة التباطؤ لأن الاعتصامات تعطل مصالح المواطنين ومسيرة الدولة".

وعن ارتفاع ضحايا فض الاعتصام ، قال عمر إنه كان يتوقع سقوط ضحايا أكثر من العدد المعلن، مضيفا "ماحدث بالمقاييس الدولية لا يعتبر خسارة ... الحكومة نفذت الخطة بأقل الخسائر" خاصة أن الاخوان واجهوا بالمولوتوف والأسلحة الشرطة التي لو ردت بالقوة المناسبة لمات المئات.

ورأى عمر أن الأوضاع سوف تستقر قريبا, وأنه لو طبق قرار حظر التجوال بحسم فإن الحياة سوف تعود طبيعية جدا مستبعدا انتقال الاعتصامات إلى ميادين أخرى لأن "الدولة أظهرت العين الحمراء لأنصار مرسي".




 
انقلها الى... :

تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :