الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
رجل مصري يبني "بيت الحكمة" في شمال غربي الصين لتعزيز التبادلات الثقافية الصينية - العربية
ينتشوان 28 يوليو 2013 (شينخوا) لم يتخيل أحمد سعيد ان حياته في منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي بشمال غربي الصين يمكن ان تكون مرضية للغاية.
في السنوات الثلاث الماضية، بنى أحمد عشه ومهنته في نينغشيا، فهو متزوج من امرأة صينية ويدرس في جامعة محلية, وأسس شركته الخاصة التي تقوم بترجمة الكتب الصينية إلى اللغة العربية وتوفير الدورات التدريبية لتعليم اللغة العربية للسكان المحليين.
وأعجب أحمد بالصين وثقافتها عندما بدأ دراسته في جامعة الأزهر في القاهرة في عام 2001، حيث أطلقت الجامعة برنامجها لشهادة اللغة الصينية لأول مرة.
وقال أحمد " كنت اخطط لدراسة اللغة الألمانية عندما تخرجت من المدرسة الثانوية، لكن وجدت ان الجامعة فتحت تخصص الصينية, فاخترت ذلك أملا في معرفة المزيد عن الصين."
وجاء أحمد إلى نينغشيا في عام 2010، حيث كان يعمل مرشدا سياحيا. وبعد جلب السياح إلى المنطقة، طلب من أحمد تقديم ترجمة عربية للموقع الالكتروني الرسمي للدورة الأولى للمنتدى الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية، التي أقيمت في نفس العام .
وخدم أحمد أيضا كمترجم في المنتدى، وعمل مستشارا ثقافيا لحكومة المنطقة، وهذه التجارب دفعته لبذل المزيد من الجهود في تعزيز التبادلات الثقافية بين الصين والدول العربية.
" أردت تقديم نينغشيا للمزيد من العرب في غضون فترة قصيرة، أردت ان أقول لهم ان نينغشيا هي منطقة ذاتية الحكم لقومية هوي، والناس من قومية هوي مسلمون أيضا، مثل الكثير من المصريين، وهم يشتركون في نفس الثقافة والعادات معنا"، حسبما قال أحمد .
ولتحقيق هدفه، احتاج أحمد إلى معرفة المزيد عن السكان المحليين في نينغشيا، فانتقل إلى مدينة ينتشوان، حاضرة المنطقة، حيث التحق بجامعة نينغشيا للحصول على شهادة الدكتوراه في علم الأعراق البشرية.
بحلول عام 2011، أسس أحمد وهو لا يزال في الجامعة شركته الخاص في ينتشوان، شركة بيت الحكمة للثقافة ووسائل الإعلام المحدودة، نسبة إلى بيت الحكمة في العراق, وهو مكتبة ومعهد ترجمة تأسس في بغداد منذ أكثر من 1300 عام، وتهدف شركة احمد إلى اتباع نفس مسار هذه المؤسسة القديمة.
وأضاف "اخترنا هذا الاسم لأننا أردنا ان نفعل نفس الأشياء التي فعلها بيت الحكمة القديم، ونحن نريد جلب الثقافة الصينية إلى العالم العربي والثقافة العربية إلى الصين".
وعلى مدى العامين الماضيين، ترجم أحمد وفريقه 17 كتابا صينيا، تم نشر 11 منها في الدول العربية.
ولقت هذه الكتب، التي ركزت أساسا على التاريخ والثقافة والعمارة والأدب لقومية هوي، القبول والاعجاب من القراء العرب.
ووضع احمد هدفا لترجمة 200 كتاب صيني وعربي في غضون السنوات الخمس المقبلة، قائلا ان الكتب الصينية ستغطي الثقافة والتاريخ والاقتصاد وغيرها من المجالات ، مع التركيز على الاصلاح والتنمية في الصين الحديثة.
واشار "يرغب العرب في معرفة المزيد عن الاقتصاد والتنمية في الصين".
وتعمل شركة أحمد أيضا في مجال حقوق الطبع والنشر، وقد شهد أحمد أول دفعة من جهود الحكومة الصينية في تعزيز التبادل الثقافي العربي - الصيني باعتباره وكيلا عاما لاتحاد الناشرين العرب في الصين.
"سياسة الانفتاح للصين جيدة، وقد أعطت دعما قويا لتعزيز التبادلات مع الدول الخارجية"، على ما قال أحمد.
بالنسبة إلى أحمد، تعتبر اللغة احدى أهم الأدوات في اجراء التبادل الثقافي بصورة فعالة، ومن اجل تحقيق هذا الهدف، تقدم شركته الدورات التدريبية في اللغة والآداب العربية لمتعلمي العربية من الاطفال والبالغين.
وذكر احمد ان حياته تغيرت بسبب تعلم اللغة الصينية, قائلا "لعبت الصينية دورا كبيرا في حياتي، فقد جئت إلى الصين من خلال دراسة الصينية، ثم بدأت عملي الخاص وتزوجت وبنيت حياتي". وفي ظل توفر مهنة مستقرة وحياة أسرية سعيدة في نينغشيا، يعتبر أحمد المنطقة وطنه الثاني.
وقال "اشعر بالاكتفاء هنا، ما فعلت هنا هو شيء من شأنه ان يؤثر على الآخرين على المدى الطويل"، مضيفا " ان ذلك ليس مثل ممارسة الاعمال التجارية: تدفع فقط لما تريد. فستظل الكتب التي ترجمناها ونترجمها قيمة حتى بعد 20 سنة".
انقلها الى... : |
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |