القاهرة 7 يوليو 2013 (شينخوا) تظاهرت حشود ضخمة اليوم (الاحد) فى ميادين مصر المختلفة فى اطار مليونية "الدفاع عن شرعية الشعب" التى دعت لها حركة "تمرد" الشبابية لحماية مكتسبات ثورة 30 يونيو الماضي التى اطاحت بالرئيس محمد مرسي، لاسيما ميدان التحرير وامام قصر الاتحادية الرئاسي اللذين شهدا اجواء احتفالية وعروضا لطائرات عسكرية، ومظاهر غضب تجاه الادارة الامريكية رفضا لموقفها من الثورة.

فى المقابل احتشد عدة الاف من انصار مرسي فى بعض الميادين خاصة ميداني رابعة العدوية بالقاهرة، والنهضة بالجيزة، فى مليونية اطلقت عليها "رد الشرعية" للمطالبة بعودة الرئيس المعزول الى السلطة، فيما نشبت اشتباكات بين الجانبين فى محافظات الاسكندرية، والغربية والدقهلية.

ففى ميدان التحرير وجه الاف المحتشدين عدة رسائل عبر الهتافات والمنشورات المؤيدة للقوات المسلحة المصرية، والمناهضة لجماعة الاخوان المسلمين التى ينتمى اليها مرسي، والغاضبة من ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما.

ووزع بعض المتظاهرين منشورات باللغتين العربية والانجليزية حملت عنوان "رسالة من الشعب المصري لاوباما" تحذره من التدخل في شئون مصر الداخلية، وتؤكد أن الشعب المصري وحده من يقرر مصيره بإرادته.

وهتف المتظاهرون "الشعب يريد محاكمة الإخوان"، و"هما اتنين ملهمش أمان الإخوان والأمريكان"، و"اوباما فين .. الشعب المصري اهوه".

كما رددوا هتافات " الشرطة والشعب والجيش ايد واحدة"، و"يالا يا سيسي (اى الفريق اول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع) قول لبديع (اى مرشد الاخوان محمد بديع) الشعب المصري في الميادين "، و"يا بلتاجي (اى القيادي الاخواني محمد البلتاجي) قول لبديع الشعب المصري مش للبيع"، و"كذابين كذابين ضحكوا علينا باسم الدين" فى اشارة للاخوان المسلمين.

وأكد المتظاهرون أن الشعب هو من اسقط نظام مرسي هاتفين "الشعب خلاص اسقط النظام"، كما دعوا إلى الوحدة الوطنية رافعين شعار "الهلال مع الصليب".

وشارك في هذه المظاهرة أعداد كبيرة من الفتيات والنساء اللاتي هتفن " قالوا صوت المرأة عورة، وصوت المرأة هو الثورة ".

وانضم إلى مظاهرة ميدان التحرير مسيرات جاءت من مناطق مختلفة استجابة لحركة "تمرد" الشبابية التى دعت لتظاهرة حاشدة لتثبيت مكتسبات الثورة بعد الاطاحة بالرئيس مرسي.

وشهدت الشوارع المؤدية لميدان التحرير أجواء احتفالية، حيث قام البعض بإطلاق الالعاب النارية وسط صيحات وهتافات المتظاهرين "ثوار أحرار ..هنكمل المشوار". وبينما نظم المتظاهرون عروض ليزر على جدران مبنى مجمع التحرير، تضمنت جملة "الشعب أسقط النظام"، حلق سرب من الطائرات الحربية يضم تسع طائرات بكثافة فوق ميدان التحرير، حيث أدى عدد من العروض فوق ساحته وسط تهليل المتظاهرين. وقامت الطائرات الحربية برسم علم مصر فوق سماء ميدان التحرير، والقت بالأعلام المصرية على المتظاهرين الذين ردوا بهتافات "الجيش والشعب إيد واحدة ".

كما ألقت الطائرات الزهور وقصاصات ورقية ملونة تحمل تهنئة بشهر رمضان المبارك على المتظاهرين.

كذلك تجمع عشرات الآلاف من المتظاهرين في محيط قصر الاتحادية الرئاسي لذات الغرض، مرددين النشيد الوطني والهتافات المؤيدة للجيش والمناهضة لنظام الرئيس المعزول محمد مرسي.

ونفذت عدة طائرات عسكرية فوق المتظاهرين عروض دخان شكلت علم مصر، بينما هتف المتظاهرون "مصر.. مصر" ، و"سيسي يا سيسي (اى الفريق اول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع) مرسي مش رئيسي" ولوحوا للطائرات بالأعلام واطلقوا الصافرات.

ورفع المتظاهرون لافتات عليها علم أمريكا مدون عليها علامة "صح" وصورة الرئيس باراك أوباما مكتوب عليها علامة "خطأ"، فى اشارة الى رفضهم لموقف الادارة الامريكية من ثورة 30 يونيو.

كما رفعوا صور السفيرة الامريكية بالقاهرة آن باترسون مكتوب عليها "اخرجى بره" أى الى خارج مصر، وصور الفريق السيسي مدون عليها "شكرا لجيشنا العظيم الذي حمى ثورتنا العظيمة".

وفى محافظة القليوبية شمال القاهرة تظاهر الالاف حاملين صور السيسي ، ورددوا هتافات مؤيدة لخارطة الطريق التى اعلنها بعد اجتماعه مع الرموز السياسية والوطنية والشبابية.

وكان السيسي اعلن الاربعاء الماضى خارطة طريق تم بموجبها عزل الرئيس مرسي، تضمنت تعطيل العمل بالدستور، وتولى رئيس المحكمة الدستورية المستشار عدلي منصور ادارة شئون البلاد خلال المرحلة الانتقالية، مع تشكيل حكومة كفاءات وطنية.

وشدد المتظاهرون على ضرورة بدء مرحلة انتقالية جديدة تستهدف إعادة بناء مؤسسات الدولة والتكاتف من أجل تنفيذ خارطة الطريق.

وفى محافظة الاقصر جنوب القاهرة، خرج مئات الآلاف في مظاهرة حاشدة جابت شوارع الأقصر، واستقرت أمام ديوان عام المحافظة للإعلان عن دعمهم للقوات المسلحة وحفاظا على مكتسبات 30 يونيو. واكد المتظاهرون أن ما حدث يوم 30 يونيو هو ثورة شعبية باركها وأيدها وحرسها الجيش.

وفى محافظة الغربية شمال غرب القاهرة أضاءت الألعاب النارية سماء ميداني الشون بمدينة المحلة، والشهداء بطنطا بعد ان أطلقها المتظاهرون الذين خرجوا لدعم المستشار عدلى منصور الرئيس المؤقت للبلاد.

ورفع المتظاهرون لافتات مناهضة للرئيس الأمريكى وقاموا بحرق صوره والعلم الأمريكي، مؤكدين أن الشرعية فى مصر للميدان وان الشعب وراء الفريق أول عبدالفتاح السيسي لاستكمال مسيرة الثورة.

نفس المشهد تكرر فى محافظات البحر الاحمر، وكفر الشيخ، ودمياط، والاسكندرية، وبورسعيد التى اطلق متظاهروها لافتات معلقة على "بالون شو" بطول المجرى الملاحي لقناة السويس كتب عليها عبارة " إنها إرادة شعب" باللغتين العربية والإنجليزية.

فى المقابل، احتشد الالاف من انصار الرئيس المعزول محمد مرسي فى ميداني النهضة أمام جامعة القاهرة بمحافظة الجيزة، ورابعة العدوية بالقاهرة للمطالبة بعودته الى الحكم.

وهتف المتظاهرون "مرسي..مرسي"، ورفع بعضهم أكفانهم على أيديهم، مؤكدين أنهم سيعتصمون في الميدان لحين تحقيق مطالبهم في عودة مرسي والتراجع عن الإجراءات الانقلابية، بحسب قولهم.

ورددوا هتافات "ارحل يا سيسي..مرسي هو رئيسي"، و"عسكر عسكر..تاني ليه"، و"جبنا رئيس بالانتخابات.. شاله السيسي بالدبابات"، و"يرحل يرحل ليه..هو مبارك ولا إيه".

كما نظم الآلاف من أعضاء التيار الإسلامي تظاهرة حاشدة بميدان الساعة فى محافظة قنا جنوب القاهرة، في مليونية "رد الشرعية" لدعم شرعية مرسي والمطالبة بعودته للحكم ومحاسبة كل من شارك فيما وصفوه بـ"الانقلاب العسكري".

وقال الدكتور أحمد عارف المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين أن مظاهرات مؤيدي مرسي سلمية، مؤكدا فى تدوينة على حسابه بموقع "فيس بوك" إن " هذه التظاهرات السلمية تخرج من أجل استعادة الشرعية وللتعبير عما وصفه بالرفض الكامل للانقلاب العسكري والصمود أمام كل محاولات الماضي الكئيب من اعتقالات وقمع واستبداد للانقضاض على ثورة 25 يناير".

وأضاف "ان مؤيدى الشرعية والدستور أصحاب قضية عادلة خلف الرئيس الشرعي الذي قال انه يتعرض للاختفاء القسري"، موضحا ان الحقوق لا تسقط أبدا طالما هناك من يدافع عنها".

وعقب ساعات من تصريحات عارف شهدت محافظات الاسكندرية والغربية اشتباكات بين مؤيدي ومعارضي مرسي، بينما كان اكثرها ضراوة فى محافظة الدقهلية التى شهدت ما يشبه " حرب شوارع" بين الجانبين استخدم فيها الاسلحة النارية والبيضاء، ما دفع الشرطة الى التدخل مستخدمة قنابل الغاز المسيل للدموع للفصل بين الطرفين .