الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
تطلعات فلسطينية لدور صيني فاعل لدعم السلام خلال زيارتي عباس ونتنياهو إلى بكين
بقلم حمادة الحطاب وأسامة راضي
رام الله 4 مايو 2013 (شينخوا) يرى محللون ومراقبون فلسطينيون، أن الزيارتين اللتين من المقرر أن يقوم بهما كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا الأسبوع إلى الصين لإجراء محادثات ثنائية منفصلة مع القيادة الصينية الجديدة وما سبقهما من إعلان بكين استعدادها لرعاية لقاء ثنائي بين الزعيمين تشير إلى تحرك واهتمام صيني بالتطورات والتغيرات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط ودعم الجهود المبذولة لدفع عملية السلام المتعثرة منذ عقود.
ومن المقرر أن يغادر عباس إلى الصين اليوم (السبت)، يتلوها بيومين زيارة نتنياهو للقاء القيادة الصينية وذلك تلبية لدعوتين رسميتين وجهتا لكل منهما.
ويقول عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن الفرصة متاحة لتكثيف جهود الصين في دعم تواجدها وتأثيرها في منطقة الشرق الأوسط ضمن جهود إحلال السلام وفى إطار دورها الدولي كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي.
ويشدد أبو يوسف، على الحاجة إلى دور صيني فاعل في عملية السلام لإحداث توازن ينشده الفلسطينيون منذ عشرات السنوات "خاصة أن الولايات المتحدة الأمريكية تنحاز بشكل سافر للاحتلال الإسرائيلي وتتبنى مطالبه".
ويؤكد أن القيادة الفلسطينية تعول على الموقف الصيني المبدئي والداعم لحقوق الشعب الفلسطيني وحث بكين على لعب دور مؤثر لإخراج المنطقة وعملية السلام من الطريق المسدود الذي تعانيه.
وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون يينغ أمس (الجمعة)، أن الصين ترغب في مساعدة القادة الفلسطينيين والإسرائيليين في عقد اجتماع بينهم خلال زيارتهم للصين.
وأضافت أنه" إذا كانت لدى القادة الفلسطينيين والإسرائيليين الرغبة في اللقاء في الصين، فإن الصين ترغب في تقديم المساعدة الضرورية".
إلا أن عباس كان قد استبعد في مقابلة مع ((شينخوا)) أجريت قبل إعلان الخارجية الصينية، إمكانية لقاء نتنياهو في هذه المرحلة قائلا "سأغادر الصين قبل أن يأتي ولم يجر أي ترتيب للقائه لأنه لا فائدة من ذلك لو كان هناك فائدة لكنا التقينا معه لا يوجد ما يمنع ذلك".
وقال مسئول فلسطيني كبير ل((شينخوا)) تعقيبا على دعوة وزارة الخارجية الصينية، إنه لا توجد فرصة متاحة لعقد لقاء بين عباس ونتنياهو خلال زيارتهما المنفصلتين إلى الصين، معتبرا أن استعداد الصين لاستضافة لقاء بين الرجلين "محل تقدير، غير أنه ما زال من المبكر الحديث عن مثل هذه اللقاءات بانتظار أن تلتزم الحكومة الإسرائيلية باستحقاقات عملية السلام حتى تكون اللقاءات ذات جدوى".
وشدد المسئول على أن الجانب الفلسطيني لا يمانع عقد لقاءات مع إسرائيل في أي مكان "على أن تكون على قاعدة متطلبات عملية السلام خاصة ما يتعلق بوقف البناء الاستيطاني والالتزام بحل الدولتين وفق الحدود المحتلة عام 1967 ".
وسبق ذلك إعلان المبعوث الصيني الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط وو سي كه، أن القيادة الصينية ستستمع إلى وجهتي النظر الفلسطينية والإسرائيلية تجاه إنهاء الصراع وبعد ذلك ستقدم رؤيتها ومقترحاتها لعملية السلام.
وأضاف وو، خلال زيارته رام الله السبت الماضي، أن القيادة الصينية ستحافظ في ذات الوقت على التنسيق مع الأطراف الأخرى فيما يخص عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ويرى السفير الفلسطيني السابق لدى الصين دياب اللوح، أن الموقف الصيني ينطلق من كون حل القضية الفلسطينية سيساهم في إشاعة السلام في المنطقة برمتها، كما سيوفر البيئة السلمية والصحيحة لتطوير علاقات الصين مع دول المنطقة.
ويعتبر اللوح أن الموقف الصيني الجديد "يمثل تطورا نوعيا تجاه حل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي وخطوة متقدمة وإيجابية في الدبلوماسية الصينية وبشكل منفصل عن عمل اللجنة الرباعية الدولية التي فقدت حيوية دورها في حل الصراع ".
ويرى أن الصين "قادرة أن تلعب دورا في الشرق الأوسط الذي ليس حكرا على طرف بعينه، وكرد على الدور الأمريكي المتنامي في آسيا والباسيفيك الذي يشكل عمق الأمن القومي الصيني خاصة لما للصين من ثقل ووزن في السياسة الدولية وتميز علاقاتها مع كافة الأطراف".
ويمكن بوضوح تلمس حماسة الفلسطينيين إلى دور صيني تجاه عملية السلام بالنظر إلى المواقف التاريخية التي اتخذتها بكين، إذ كانت الصين أول دولة غير عربية تعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية ومنح مكتبها لديها حصاناتها الدبلوماسية الممنوحة لسفارات الدول الأخرى.
وكانت الصين أول دولة غير عربية تعترف بإعلان الاستقلال (إعلان قيام دولة فلسطين المستقلة) في الخامس عشر من نوفمبر عام 1988 ورفعت الحكومة الصينية في حينه مستوى التمثيل الفلسطيني لديها إلى مرتبة سفارة دولة كاملة الحصانات.
كما صوتت الصين في 29 نوفمبر الماضي لصالح قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة برفع مكانة فلسطين إلى دولة مراقب غير عضو رغم المعارضة الإسرائيلية والأمريكية الشديدة.
ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت برام الله بالضفة الغربية سمير عوض، إن أكثر ما يفتقده الفلسطينيون في نضالهم من أجل الخلاص من الاحتلال وإقامة دولتهم المستقلة هو دور دولي متوازن في رعاية عملية السلام وهو ما يمكن تحققه أخيرا بدور صيني.
ويرى عوض أن الصين بوصفها صديقا مهما وتاريخيا للفلسطينيين فإن تدخلها في عملية السلام سيمثل خبرا سعيدا لشعوب المنطقة برمتها "خصوصا أن موقفها يركز على منح الحرية للشعوب وعدم دعم الاستعمار كما فعلت أمريكا وأوروبا".
كما يرى أن تدخل الصين والأطراف الإقليمية الأخرى في عملية السلام المتعثرة "من شأنها في هذه المرحلة تحديدا إنقاذ حل الدولتين الذي تتقلص فرصه تدريجيا بفعل الانحياز الأمريكي لإسرائيل وأنشطتها الاستيطانية".
ويأتي التحرك الصيني لدعم عملية السلام بعد أكثر من شهر على بدء وزير الخارجية الأمريكي جون كيري جهودا لاستئناف المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية المتوقفة منذ مطلع أكتوبر العام 2010 أعقبت زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للمنطقة في العشرين من شهر مارس الماضي.
ويقول المحلل السياسي من رام الله أحمد رفيق عوض، إن الفلسطينيين ظلوا لسنوات طويلة ينشدون وقف الاحتكار الأمريكي لعملية السلام بسبب عدم التوازن في مواقف واشنطن وهو ما يمكن أن يتحقق في المستقبل القريب من خلال دور صيني.
ويعتبر عوض أن الصين تملك كافة مقومات التدخل والثقل السياسي انطلاقا من مكانتها كدولة عظمى اقتصاديا وسياسيا للتدخل إيجابا في عملية السلام والتأثير باتجاه تأكيد دورها التاريخي تجاه دعم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وستتطلع السلطة الفلسطينية خلال زيارة عباس إلى الصين إلى زيادة دعمها اقتصاديا وماليا خاصة في ظل مواجهتها أزمة مالية في موازنتها العامة تتجاوز المليار دولار.
ويقول المحلل السياسي من غزة مخيمر أبو سعدة، إن زيارة عباس ستمثل فرصة للحديث إلى جانب التطورات السياسية بطلب زيادة الدعم الصيني للفلسطينيين اقتصاديا سواء عبر المساعدات المالية أو تطوير المشاريع التجارية المشتركة.
ويرى أبو سعدة أن زيادة الاستثمار الصيني في الأراضي الفلسطينية وتعزيز وتعميق العلاقات التجارية المشتركة يمثل مصلحة فلسطينية من شأنها الحد من الأزمة المالية المتفاقمة للسلطة الفلسطينية.
وستكون زيارة عباس إلى الصين هي الثالثة له منذ توليه منصبه في يناير العام 2005 وكانت زيارته الأخيرة في مايو 2010، بينما ستكون زيارة نتنياهو الأولى من نوعها لرئيس وزراء إسرائيلي منذ العام 2007./ نهاية الخ
انقلها الى... : |
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |