الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

البريكس .. قطبية جديدة

arabic.china.org.cn / 11:29:57 2013-04-15

بقلم مروان سوداح

في التحركات والفعل الصيني والروسي، منذ شهور، والذي تطور حاليا بنجاح منقطع النظير في جنوب أفريقيا، بمشاركة نصف العالم وقواه السياسية والاقتصادية ويزيد، ينطلق الرئيس الصيني شي جين بينغ على الصعيد العالمي، لتبرز بلاده قوة فاعلة، ومقررة ومؤثرة، كما لم يكن من قبل. ففي جولة الرئيس، " شي جين بينغ "، إلى روسيا أولا، وبعدها إلى تنزانيا وجنوب إفريقيا وجمهورية الكونغو، ومشاركته قمة البريكس، في دوربان، علامة فارقة في تاريخ البشرية كلها، لصالح أممها وشعوبها، ولصالح تعددية قطبية جديدة، ناقلة الدول والمستقبل البشري من وضع قديم إلى أخر جديد، بعد أفول الدول الأمريكي، فقد خلعت الأمم عن نفسها القديم، ولبست الجديد.

والنشاط الصيني مذهل وهادئ وذكي كذكاء " البامبو " وجماليته ورشاقته في الثقافة الصينية، عبر التاريخ الصيني الألفي. فالجولة الرئاسية الصينية عكست إلى حد بعيد نجاعة التحرك الدبلوماسي الصيني، وكانت فاعلة لجهة إحياء مرحلة صينية جديدة مع دول القارة، وهي القارة الثانية من حيث الأهمية للصين بعد آسيا، ومؤشرا على مرحلة تكتسب بعدا سياسيا اقتصاديا استراتيجيا متلازما. ناهيك عن ان نجاح الزيارة " الجينبينغية "، هو نجاح للصين نفسها وسياساتها ونهجها، وبالتالي حراكاتها ووجودها الأفريقي، وصورتها العالمية، علما أن الصين لا تستهدف مزاحمة أي من الدول الاخرى في أفريقيا، كما سبق وزاحمتها هذه الدول، ولا في الحلول محلها، فالإحلالية فلسفة استعمارية وهيمنية، لا رابط للصين بها.

السياسة الصينية تنتهج نهج الحوار والتعاون الجاد والمصالح المشتركة ذات القيم المضافة، التي تهتم بها كل الدول وكافة الشعوب. لذا كانت نجاحات زيارات الرئيس، شي، إلى دول افريقيا وروسيا، وإلا لكانت هذه الزيارات قد فشلت، وفشل معها التقارب الصيني الأفريقي، والنهج الصيني على الصعيد الدولي. بالمقابل، نرى كيف ان جميع زعماء القارة الافريقية رحبوا بزيارة القائد الصيني الجديد إليهم، فعقدوا معه الاتفاقات، وفتحوا له ابواب بلادهم على مصاريعها، لعلمهم اليقين ان بكين لا تهدف إلى استرقاق أحد، ولا إلى احلالية اقتصادية إلى سياسية.

ولا شك، فإن التنسيق الصيني الروسي يعمل بنشاط هذه الايام على تطوير مشترك للبلدين في الفضاء العالمي، وتوظيف الامكانيات على صعد مختلفة. وهنا كان التقارب الاقتصادي الذي جر إلى العسكري، فكانت زيارة " شي " إلى قيادة القوات الاستراتيجية الروسية، وكانت الأولى من نوعها لقائد صيني وعالمي، إذ تعني الكثير لجهة علاقات الدولتين والعروة الوثقي لروابطهما التي تتضمخ بعلامة مصيرية، ولاهم هنا في علاقات الصين وروسيا، والصين وافريقيا، انها صداقة مخلصة، وتكاملية، وشراكة مدركة لأهميتها التاريخية فلا حياد عنها.

وللتدليل على قوة القطبية الجديدة، الصينية الروسية، والبريكس، فدول هذه المنظمة تمثل 26 بالمئة من المساحة الكلية البرية من العالم؛ و42 بالمئة من سكان العالم؛ و20 بالمئة من الناتج المحلي الخام العالمي؛ و15 بالمئة من قيمة المبادلات التجارية العالمية. وتمكنت مجموعة دول البريكس من تأسيس " بنك التنمية لدول البريكس "؛ وبنك لإحتياطي النقد الأجنبي؛ ومجلس للصناعة والتجارة؛ ومجلس بنك المعلومات، وغيرها من الأليات، التي تعد في صالح تنظيم دولي جديد لكل البشرية الرافضة للمشروع الاستعماري الدولي، ولرفع دور وتأثير دول البريكس، في حفز النمو الإقتصادي العالمي وتحسين الإدارة الإقتصادية العالمية، ودفع التعددية القطبية العالمية والحريات الشعبية والديمقراطية في العلاقات الدولية.

 

 

الآراء الواردة في المقال تعكس آراء الكاتب فحسب، و ليس الشبكة




 
انقلها الى... :

تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :