الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
مقالة خاصة: رواية "الثور" لـ "مو يان" تدشن جسرا للتواصل بين الثقافتين الصينية والعربية
القاهرة 3 ابريل 2013 (شينخوا) دشنت رواية "الثور" للأديب الصيني الكبير الحائز على جائزة نوبل في الأداب لهذا العام "مو يان" جسرا جديدا ومهما للتواصل بين الثقافتين العريقتين الصينية والعربية، وذلك بعد أن تم ترجمة الرواية إلى اللغة العربية.
وتفتح ترجمة رواية "الثور" للغة العربية نافذة جديدة أمام العرب للتعرف على الثقافة الصينية العريقة، من خلال واحد من أهم ادباء الصين، في عصرنا الحالي.
وصدرت الترجمة العربية الأولى لرواية "الثور" لأديب نوبل "مو يان" في القاهرة أمس الأربعاء، عن سلسلة آفاق عالمية، التي تصدرها إدارة النشر بهيئة قصور الثقافة، وهي ترجمة الدكتور محسن فرجاني، والرواية تقع في 238 صفحة، والغلاف تصميم الفنان "أحمد اللباد".
على الرغم من كون ترجمة "الثور" تعد ثاني رواية يتم ترجمتها بمصر لاديب نوبل مو يان، بعد ترجمة رواية "الذرة الرفيعة الحمراء"، إلا أن رواية الثور تعتبر الأهم وستكون الأكثر تأثيرا في القارئ المصري والعربي، هكذا أكد صبحي موسى مدير ادارة النشر بهيئة قصور الثقافة، التابعة لوزارية الثقافة المصرية.
وعزا موسى، في تصريحات لوكالة أنباء ((شينخوا))، أهمية تأثير رواية "الثور" عن سابقتها في القارئ المصري والعربي، إلى أن هذه الرواية قام على ترجمتها هيئة قصور الثقافة وهي الجهة المنوط بها نشر الثقافة الشعبية في مصر، والوصول بالثقافة إلى كل الطبقات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، في انحاء الجمهورية، فيما قام على ترجمة رواية "الذرة الرفيعة الحمراء" المركز القومي المصري للترجمة، وهو يتعامل مع طبقات معينة من المثقفين والمترجمين.
يشار إلى أن مختلف مطبوعات هيئة قصور الثقافة تكون مدعومة من الدولة، وتباع باسعار رمزية لضمان حصول محدودي الدخل على قدر كبير من الثقافة، وتباع الترجمة العربية لرواية "الثور" بثلاثة جنيهات فقط، اي أقل من نصف دولار.
وقدم الدكتور محسن فرجاني مترجم رواية "الثور"، مقدمة هي أشبه بدراسة مركزة يقول فيها " لو كان صحيحا أن براعة الروائي الصيني مو يان - في المزج بين الواقعية السحرية، والحكايات الغرائبية المعهودة في التراث الصيني القديم، وهي المسوغ لحصوله على جائزة نوبل في الأدب، إذن لاستحقها معه بالتساوي عدد من أهم كتاب القصة في جيل ما يعرف بـ "أدب البحث عن الجذور" وهؤلاء كثيرون جدا، منهم :ليو سولا، شوشين، تسان شيو، جاهيداوا، هو نفن، يو هوا، سوتون، مايوان، فالأساس الابداعي عندهم جميعا يقوم على فكرة الانتصار لطاقات الحياة البدائية وعشق الجوهر البعثي للانسان، تنديدا بضعفه وزيف ثقافته الحديثة.
ويشير فرجاني إلى أنه وحتى يمكن تحديد موقع مو يان كروائي صيني متميز، ونقف على قيمة إبداعه فمن المفيد أن نستحضر أجواء المرحلة الأدبية التي ينتمي إليها، ونعين صلتها بمجمل حلقات التطور في مسيرة الأدب الصيني المعاصر.
وتناول المترجم مراحل التطور تلك بدءا من تأسيس الجمهورية في 1948، ولم يغفل الحديث عن الثورة الثقافية، وتيارات الكتابة والإبداع في الصين، وتطرق لحياة مويان من خلال ما قابلته من صعاب وحياة بائسة رافقته منذ الطفولة، ليشير إلى أنه بإبداعه وعبقريته التي قدمها في أعماله، هو جزء من مرحلة أدبية تعرف بالمعاصرة.
وعن لقبه "مو يان"، قال فرجاني " قيل إن لقب مو يان يعني الزجر بالصمت امتثالا لفضيلة استحسان السكوت في زمن المتاعب الجاهزة لمن يتكلمون، وأظن أن الزجر يرجع إلى تلك الفكرة القديمة عن صناع القصة القصيرة، بأنهم ثرثارون بما لا يفيد، فالكتابة أوقع، والرواية أبقى، ولئن كان لقبه بهذا المعنى يفيد احتفاءه بكتابة الرواية، فإن أحدا لم يقل لنا ماذا يعني اسمه الأصلي كوان مويا".
وحول الرواية يقول "من واقع تجربة عاشها مو يان، كتب فصول رواية الثور ومن خيال مشبع بتقاليد الحكي العجائبي في تراث القصص الصيني، كان الولد روهان في الرواية يحاور الثيران ويتعاطف مع مأساتها، منددا بهمجية المسئولين، وعبث الظروف التي فرضت على جيل بأكمله أن يبقى ساهرا أطول مسيرة شاقة، مواصلا الليل بالنهار، وهو يحرس ثمار معطوبة.
لكن مو يان يقتحم إسار الصمت ويثرثر طويلا، ويقتحم حدودا كانت مفروضة عليه قسرا في مواجهة مع جمع حاشد يضيق ذرعا بكلماته وعفوية تعليقاته الصبيانية، التي تنكأ مواطن جرح عميق، وتلمح إلى بواطن مأساة وملابسات جرائم كاملة، ولو أنها لا تشير جهارا إلى رؤوس الشر، ولا تمنح الطيبين شهادة عرفان، وإنما تتوسل بالسرد، في تلمس مفاصل وقائع عبثية، لتكتب تاريخ بقاء لمن وقفوا دون عتبات التدوين الرسمي، ولو أنهم كانوا من صناع التاريخ في حقبة ما.
ويؤكد فرجاني أن مو يان هو أحد أهم كتاب الرواية الصينية في ساحة الإبداع الصيني، منذ التسعينيات وأن حصوله على الجائزة جاء متأخرا جدا، لأسباب تبعد كثيرا عما يشاع من مواءمات تتلون بانحيازات سياسية أو فكرية ما، ومن بينها افتقاد خبرة التقييم المؤهلة بمعرفة وثيقة باللغة الصينية وآدابها، ولولا انضمام واحد مثل "مايوران" بخبرته ومعرفته وتاريخه في شئون الثقافة الصينية إلى لجنة التحكيم في الأكاديمية السويدية، لبقت الجائزة في واد بعيد عن تقدير قيمة الكتابة الروائية في الأدب الصيني.
وقد ضم الدكتور محسن فرجاني مترجم رواية "الثور" إلى الرواية أيضا كلمة مو يان التي ألقاها في حفل تسليم جائزة نوبل في الأكاديمية السويدية.
ويؤكد صبحي موسى مدير ادارة النشر بهيئة قصور الثقافة، التابعة لوزارية الثقافة المصرية، أن مو يان هو واحد من أهم الكتاب الصينيين، وأن رواية "الثور"، هي واحدة من الروايات التي ذكرت في تقرير لجنة نوبل للآداب التي فاز بها، وتعد من أهم الروايات في مشواره الأدبي.
واضاف موسى، أن كلا من رفعت سلام رئيس تحرير سلسلة آفاق عالمية التي اصدرت الرواية، والدكتور محسن فرجاني مترجم الرواية تواصلا مع الاديب الصيني مويان، واتفقا معه على أن القيام بالترجمة الاصلية للرواية، وتعتبر تلك الرواية هي اسرع رواية تحصل على موافقات الطباعة والنشر نظرا لاهميتها الكبيرة.
من جانبه، أكد رفعت سلام رئيس تحرير سلسلة آفاق عالمية التي اصدرت الرواية، أن أهمية رواية "الثور" ترجع لأمرين، أولهما انها تمثل الرواية الصينية المعاصرة التي لا يدري عنها الاديب والمثقف والقاري المصري شيئا، وبالتالي فهي تعطي فكرة قوية عن اتجاه كبير معاصر في الادب الصيني حاليا.
وأوضح سلام لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن الامر الثاني لاهمية هذه الرواية، أنها رواية لمو يان الاديب الصيني الفائز بجائزة نوبل للآداب التي سمع عنه العالم كله، موضحا أن من اقترح ترجمة رواية الثور هو محسن فرجاني المترجم باعتباره الادرى بالادب الصيني حاليا.
وأضاف "فيما بعد اقترحت على فرجاني أن يترجم أعمالا للاديب الصيني ليو سون مثل "يوميات رجل مجنون"، والقصة الحقيقية لاه كي".
ويرى سلام أن "المسافة ليست كبيرة بين الادبين العربي والصيني، ولكن علينا أن ننتظر مزيدا من الادب الصين لأن رواية أو روايتين لا يكفيان للتقارب بين الثقافتين العربية والصينية، فهناك نقص حقيقي عن الادب الصيني، ونحن ايضا بصدد ترجمة بعض الشعر الصيني لنتعرف على الادب الصيني بجناحيه الرواية والشعر.
وأشار إلى أن الدكتور محسن فرجاني قدم مقدمة مهمة للغاية تتصدر الترجمة تتعلق بالتيارات السائدة حاليا في الادب الصيني والاسماء المؤسسة لهذه التيارات بشكل يضيء للقارئ مايجري حاليا في هذا الادب المرموق.
ولد مو يان في 17 فبراير 1955، في شمال شرق الصين لأسرة ريفية، وترك المدرسة وأصبح فلاحا عندما بلغ سن المراهقة، وانضم بعد ذلك إلى الجيش وكرس نفسه للكتابة بعد ان بدأت الدوائر الأدبية الصينية الايديولوجية الاستبطانية للثورة الثقافية (1966 - 1976).
ومن أهم رويات مو يان الأخرى، "الضفدع"، و" الصدور المرتفعة والأرداف العريضة " و "قصص الثوم"، و" الحياة والموت يصيبانى بالملل ".
انقلها الى... : |
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |