الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

تحليل اخباري: بعد عقد من التغيير فى العراق.. أزمة سياسية خانقة وتحذيرات من التمزيق

arabic.china.org.cn / 10:33:50 2013-03-19

بغداد 19 مارس 2013 (شينخوا) حذر محللون وبرلمانيون عراقيون من خطورة الوضع السياسي في العراق الذي يعيش ازمات سياسية خانقة بعد 10 سنوات من التغيير والاطاحة بنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين واقامة نظام جديد، كما حذروا من تقسيم العراق الى دويلات ضعيفة.

وقال قاسم محمد، عضو البرلمان العراقي عن التحالف الكردستاني في تصريح صحفي "إن الوضع في البلد متأزم جدا ووصل الى نقطة لا تتحمل خلافات أكثر وعلى جميع الكتل السياسية العمل على تفكيك الأزمات".

وأضاف محمد "ان استمرار الخلافات بين الفرقاء السياسيين دون حل سيؤدي الى تمزيق العراق أو اشعال الحرب الطائفية وسيخسر الجميع من تلك الخلافات وسيكون الإرهابيون هم المستفيدين الوحيدين من تلك الأزمات".

وتابع ان الوضع الخطير سينفجر في أي لحظة وسيؤدي الى خسارة كبيرة بالنسبة للعراق"، معربا عن أمله في حل الخلافات بين الكتل السياسية على الرغم من أن الأمل لحلها ضعيف، على حد تعبيره.

وتحدث المحلل السياسي سعد الحديثي لوكالة انباء ((شينخوا)) عن التجربة السياسية العراقية بعد 10 سنوات على الاطاحة بنظام صدام حسين "هناك اختلاف بين فئات الشعب العراقي فيما يتعلق بتقييم التجربة السياسية الجديدة في العراق، كونها تجربة إيجابية او سلبية، من خلال تقييم النتائج والانعكاسات التي تمخضت عنها، فالبعض يرى ان هناك مسار ديمقراطي في العراق وان التجربة الجديدة نقلت العراق من نظام شمولي الى نظام تعددي يؤمن بحرية الرأي والتعبير".

وأضاف "لكن هناك كثيرون يرون ان ما حدث في العراق هو حالة من الفوضى والصراعات السياسية التي عمقت الخلافات الاثنية وكانت عاملا من عوامل التأزيم. وبعد 10 سنوات، فان مستقبل العراق اصبح غير معلوم وهناك سيناريوهات عديدة، يمكن الحديث عن حرب أهلية أو عن نظام ربما يرتدي زي الديمقراطية لكنه يعتمد على آليات شمولية في الادارة".

وارجع الحديثي سبب تردي الاوضاع في العراق وتواصل الازمات خلال السنوات العشر الماضية إلى عدم القبول بالاطراف الاخرى، قائلا "المشكلة الاساسية في العراق انه لايوجد ما يسمى بالقبول بفعالية ودور مهم للطرف الاخر في العملية السياسية، اي ان هناك اطرافا تريد ان تنفرد بإدارة القرار وتفرض إملاءاتها على الاخرين وتطبق رؤيتها في العمل السياسي وفي الادارة الامنية".

واوضح الحديثى ان احدى مشاكل العراق الاخرى هي ان معظم القوى السياسية لاتزال تدير السلطة وفقا لمنطق المعارضة وليس منطق رجل الدولة الذي تقع عليه مسؤولية وطنية، معربا عن خشيته من المستقبل المجهول للعراق، قائلا" اخشى من ان المستقبل العراقي مفتوح على كل الاحتمالات، وحتى رئيس الوزراء تحدث بهذا الخطاب لاكثر من مرة وحذر من حرب أهلية".

وتابع الحديثي "المعادلة السابقة في العراق كانت ظالمة، ولكن نخشى ان تكون معادلة اليوم ظالمة لكن باتجاه أخر، ويبدو ان عقدة الثأر والانتقام او عقدة الماضي لاتزال تسيطر على بعض عقول السياسيين ومن يدير مسارات السياسة في العراق، وبالتالي فان هذا الامر يدفع الى ان يصبح العراق في حال عدم وجود توافق سياسي بين مكوناته وعرضة للتقسيم والصراع الداخلي".

وعن الموقف الامريكي تجاه ما يحصل في العراق، اجاب الحديثي "اعتقد ان سكوت الولايات المتحدة عن كثير مما يحدث في العراق على الاقل خلال العام الاخير بعد انسحاب قواتها من العراق ينم اما عن عجز او عن رغبة امريكية في تقسيم العراق، لان السياسات المتبعة في العراق تدفع مع الاسف باتجاه التقسيم".

ويعاني العراق من ازمات سياسية متواصلة لكنها تفاقمت بعد انسحاب القوات الامريكية من البلاد نهاية عام 2011، وانتقلت هذه الازمة من قبة البرلمان ومقرات القادة السياسيين، إلى الشارع عندما خرج الالاف من السنة في عدد من المحافظات للمطالبة بحقوقهم وعدم تهميشهم، بالمقابل خرجت مظاهرات مناوئة لتلك المظاهرات، ما أعاد المخاوف من تكرار الفتنة الطائفية التي ضربت العراق خلال عامي 2006 و2007.

ودفع هذا الوضع برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الى التحذير من التهاون في الازمة الاخيرة التي تعصف بالبلاد، قائلا في كلمة القاها بمناسبة عيد المرأة "إن على المتظاهرين والسياسيين أن يحذروا من التهاون مع الأزمة الحالية التي تشهدها البلاد، لأن الحرب الطائفية على الأبواب ولن يسلم منها أحد، حتى تجار الحروب لن يربحوا".

وعلى صعيد متصل، قال المحلل السياسي صباح الشيح لـ ((شينخوا)) "بعد عشر سنوات على الغزو الامريكي للعراق أرى أن هناك تاثيرا لهذا الغزو على مستويين، الاول على المستوى الامريكي، حيث ثبت أن هذا الغزو من أكبر الأخطاء التي وقعت فيها السياسية الخارجية الامريكية في العصر الحديث وذلك لتجاهلها موافقة مجلس الامن الدولي على هذا الغزو، ما اثار المخاوف والشكوك لدى الدول الاخرى حول اي خطوة قد يقدم عليها الجانب الامريكي".

واضاف أن الولايات المتحدة حاليا حذرة جدا من ارسال جنودها الى الخارج لخوض معارك، بعد الخسائر الكبيرة التي منيت بها قواتها في العراق، وأتوقع ان هناك اتفاقا غير معلن يؤكد على ضرورة حصول موافقة مجلس الامن الدولي على اي تدخل عسكري في دولة اخرى، لان عملية غزو العراق والفشل الامريكي فيه أضر كثيرا بصورة الولايات المتحدة على المستوى الدولي وخاصة في المنطقة العربية".

وتابع "وما زاد من تعقيد المشهد وأثار الشكوك حول السياسة الامريكية في العراق، هو انسحاب القوات الامريكية من العراق قبل ان يستقر وقبل ان يتم إعماره او حتى توفير الخدمات الاساسية، وخير دليل على ذلك أن البلاد تعاني من أزمة سياسية خانقة بين الكتل الرئيسية بدأت بعد أيام من الانسحاب الامريكي قبل أكثر من سنة ولا زالت هذه الازمة مستمرة بل انها قد تتوسع ما يهدد وحدة البلاد والسلم الاجتماعي فيها إلى الخطر".

ومضى يقول "الثاني على المستوى العراقي فان النخب السياسية العراقية فشلت في تسوية المشاكل فيما بينها والتي خلفها الاحتلال الامريكي، فبالرغم من اقرار دستور دائم للبلاد في عام 2005 إلا أن الكثير من السياسيين يرجعون سبب الخلافات والمشاكل إلى هذا الدستور والطريقة التي كتبت بها بعض مواده وفقراته، وبعضهم يتهم الجانب الامريكي بالتدخل في وضع فقرات بالدستور تحتمل اكثر من تفسير وهذا ما ادى إلى استمرار الازمات طيلة الفترة الماضية وستتواصل هذه الازمات اذا لم يتم الاتفاق على تعديل الدستور بما يزيل الغموض من بعض فقراته من اجل خدمة المصالح العليا لجميع مكونات الشعب العراقي وينزع فتيل الازمة التي تهدد مستقبل العراق".

وافاد الشيخ أن العراق وبعد هذه السنوات العشر فانه تخلص من الحكم الدكتاتوري لكنه لايزال يعاني من كثير من المشاكل السياسية ولم تسود الديمقراطية بشكلها الطبيعي في البلاد، رغم وجود احزاب كثيرة، الا ان العلاقة التي تحكم بين هذه الاحزاب وطوائف الشعب العراقي لاتزال غير مستقرة وهناك عدم ثقة فيما بينها، حيث تشتكي بعض الفئات من وجود ظلم وتهميش ما دفعها الى الخروج بتظاهرات منذ قرابة ثلاثة أشهر، الامر الذي ادى إلى خروج مظاهرات مناوئة لها وهذا الاتجاه يدفع لتعميق الخلاف السياسي والطائفي في البلاد وقد يقود إلى ما هو أسوء وهو الحرب الطائفية.

وخلص الى القول "اعتقد أن السنوات العشر الماضية لو وضعت فيها الخطط الصحيحة على طريق البناء الاقتصادي والاجتماعي، خاصة وان العراق من اغنى بلدان العالم بالثروات الطبيعية وخاصة النفطة فضلا عن امتلاكه الموارد البشرية والخبرات، كان يمكن ان يصبح العراق الدولة الاولى في المنطقة، لكن هذا لم يتحقق ما يعني ان امام العراق الكثير من الخطوات التي يجب إتخاذها لتصحيح مسار الاخطاء التي ارتكبت خلال السنوات العشر الماضية، وإلا فانه يسير باتجاه مجهول".

ويشوب المشهد السياسي العراقي حاليا الكثير من الغموض والتوتر في العلاقات بين الكتل السياسية وبين الحكومة المركزية واقليم كردستان، الامر الذي انعكس بصورة سلبية على مجمل الاوضاع، فوزراء القائمة العراقية يقاطعون اجتماعات الحكومة، واستقال اثنان منهم، كما ان الوزراء الاكراد بدأوا في الاسبوع الماضي بمقاطعة اجتماعات الحكومة احتجاجا على اقرار الموازنة العامة دون اخذ ملاحظات الاكراد بنظر الاعتبار، فضلا عن التظاهرات والاعتصامات في خمس محافظات سنية، وهذا ينذر بتفاقم الاوضاع مع غياب اي ملامح انفراجة قريبة في الافق.

وكانت الولايات المتحدة قادت تحالفا دوليا وشنت الحرب على العراق في 20 مارس 2003، استمرت قرابة ثلاثة اسابيع واطاحت بنظام صدام حسين وشكلت نظاما جديدا يقوم على التعددية الحزبية والتداول السلمي للسلطات، إلا أن هذا النظام لم يحقق النتائج التي كان يأملها المواطن العراقي البسيط، حيث أن العمليات الارهابية لاتزال تشن في مناطق البلاد المختلفة بما فيها العاصمة.

ويرى المراقبون أن ما حصل ويحصل في العراق منذ الغزو، ينذر باقتتال طائفي، لاسيما مع الدعوات التي تطلقها ذلك الجهة او تلك والتي تؤجج الشارع العراقي من منطلقات مظلومية الطائفة وأبنائها وتهميشهم وهذا يستدعي من السياسيين الانتباه إلى ذلك ومعالجته وليس صب الزيت على النار.




 
انقلها الى... :

تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :