الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

مقالة خاصة: زيارة مرسي الى الصين تركز على التعاون الاقتصادي وتعكس دبلوماسية مصرية جديدة ومتوازنة

arabic.china.org.cn / 13:32:58 2012-08-28

بقلم هيثم لي تشن

بكين 28 أغسطس 2012 (شينخوا) بدأ محمد مرسي، اول رئيس مصرى منتخب ديمقراطيا، اول زيارة له خارج القطر العربى متوجها الى الصين بعد شهرين من توليه الرئاسة فى زيارة مهمة يتوقع ان تفتح آفاقا اقتصادية جديدة فى التعاون بين الصديقين الأزليين وتصبح نموذجا للتعاون الودي بين الصين والعالم العربي.

ويعتقد خبراء صينيون ان زيارة مرسي للصين ستركز على تعزيز التعاون الاقتصادي الثنائي لإنعاش اقتصاد البلاد المتعثر بعد الثورة وتعكس مؤشرا على رغبة السياسة الخارجية المصرية فى ان تكون اكثر توازنا.

وفى الوقت نفسه، تشكل الزيارة بالنسبة للصين فرصة نادرة لتعميق الصداقة والتعاون مع مصر خاصة والدول العربية عامة فى المستقبل.

-- الأولوية لزيادة الاستثمارات الصينية الى مصر

وقال تشو شينغ، مدير معهد الصين للدراسات الدولية، ان الإدارات الحكومية المصرية تدرك أهمية العلاقات المصرية والصينية وتتابع مصر دائما التنمية الاقتصادية السريعة للصين وثقلها ودورها المهم في الشؤون الدولية والمنظمات الاقتصادية العالمية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وكذلك آفاق تنميتها في المستقبل.

وأكد تشو شينغ ان دبلوماسية كل بلد يجب ان تكرس في الحقيقة لخدمة الشؤون الداخلية. ولا شك أن نظام مرسي في الواقع يواجه صعوبات عديدة، والأولوية الأولى هى كيفية انعاش الاقتصاد بعد الاضطرابات السياسية منذ العام الماضي .وتستطيع الصين فى هذا الشأن أن تمد يد العون لمصر لدفع الانتعاش الاقتصادي من خلال تقديم المساعدات المالية وتوسيع الاستثمارات.

وقررت الصين في أبريل الماضى تقديم 90 مليون يوان ( 14.16 مليون دولار أمريكي) من المساعدات لمصر، في حين ارتفعت استثماراتها في مصر في العام الماضي إلى 80 مليون دولار بزيادة 60 في المائة عن عام 2010.

واضاف تشو بقوله " ليس مستغربا ان نجد زيادة الاستثمارات الصينية لمصر على رأس جدول أعمال الزيارة من الوفد المصري الكبير المصاحب للرئيس مرسى كما ان الصين تعد السوق الاستهلاكية الضخمة في العالم ومن الأسواق الواعدة للسياحة المصرية، وتبحث مصر زيادة أعداد السائحين الصينيين".

واستبق وفد مصرى رفيع المستوى ضم 7 وزراء و80 رجل أعمال زيارة مرسي الى الصين فى اول مرة يتم فيها تشكيل وفد بهذا المستوى الواسع من التمثيل.

-- بناء الدبلوماسية المتوازنة برؤى جديدة

ولن يتوقف مرسى فى الصين فقط بل سيواصل جولته الى ايران لحضور قمة عدم الانحياز وزيارة دول اخرى فى وقت لاحق من بينها الولايات المتحدة والبرازيل وماليزيا. ويرى دونغ مان يوان، نائب مدير معهد الصين للدراسات الدولية، ان هذا الترتيب يعكس رغبة القاهرة فى صياغة علاقات دبلوماسية متوازنة برؤى جديدة.

وتحاول إيران في السنوات الأخيرة توسيع تأثيرها في منطقة الشرق الأوسط وترغب مصر الآن فى اعادة بناء الأمة والعودة الى مكانتها في المنطقة وحضور مرسي قمة عدم الإنحياز في طهران يصب فى صالح الدولتين، بحسب قوله.

واضاف دونغ مان يوان ان "الولايات المتحدة نشطت للغاية في دفع تغيير الانظمة في غرب آسيا وشمال آفريقيا، وتواجه هذه البلدان الآن مهمات شاقة متمثلة في الانتعاش الاقتصادي، ولم تفعل الولايات المتحدة إلا القليل لمساعدة الدول في هذا المجال .على سبيل المثال، وعدت الولايات المتحدة تونس ومصر فقط بتخفيف عبء الديون السابقة وبمساعدات اقتصادية تقدر بحوالى مليار دولار على سنوات وبشروط اضافية .وكل هذا ليس كافيا بالنسبة لمصر وتونس".

وأشار دونغ مان يوان إلى ان "تعزيز الشراكة الإستراتيجية مع الصين سيخفف اعتماد مصر على الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى"، مؤكدا ان إهتمام الرئيس مرسي بزيارته إلى الصين يعكس صواب السياسة الخارجية الصينية منذ اندلاع الاضطرابات في غرب آسيا وشمال آفريقيا نهاية عام 2010، ويثبت ايضا ان الصين تلتزم بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وانها جديرة بالثقة .

-- نموذج لتعزيز التعاون العربي الصيني

ووصلت معظم الدول العربية إلى توافق في الآراء لتطوير التعاون الشامل مع الاقتصادات الناشئة بما فيها الصين. وحقق التعاون العربي- الصينى في إطار منتدى التعاون العربي - الصيني نتائج مثمرة في السنوات الأخير. واتضح ان الصين ليست صديقا موثوقا به للشعب العربي في المجالات السياسية فقط، بل هى ايضا أكبر شريك تجاري للعالم العربي في السنوات الست الأخيرة.

وقال وو بينغ بينغ، نائب مدير كلية اللغة العربية بجامعة بكين، ان "الاستقلال الحقيقي لمصر يعتمد على أساس صلب من الاستقرار الاجتماعي والتنمية الاقتصادية .ويجب على الصين الا تحترم وتؤيد استقلال مصر سياسيا فحسب، بل تساعدها اقتصاديا أيضا من خلال التنمية المشتركة لتعزيز قدرة مصر على الاستقلال واكمال كل منهما الآخر".

واضاف بقوله " لذلك، يعد تقديم المساعدة لمصر في قضايا التنمية الاقتصادية والاجتماعية شيئا لا مفر منه ووسيلة فعالة لحماية المصالح الوطنية للصين .وهذا يدل على أن مصر في حاجة الى الصين، وان الصين تحتاج الى مصر أيضا. وعلى أساس الاحترام المتبادل والتنمية المشتركة سترتقى علاقات المنفعة المتبادلة بين الصين ومصر الى آفاق جديدة".

وقال وو ان الصداقة التقليدية بين الصين والعالم العربي واكبت التغيرات فى الأوضاع الدولية، وتمسكت الصين بسياسة احترام خيار شعوب الدول العربية فى تقرير مصيرها، والحفاظ على السلام والاستقرار والمصالح الجوهرية لتلك الشعوب، معربا عن ثقته بأن زيارة الرئيس مرسي سوف تحقق نتائج مهمة، وسيصبح التعاون الاستراتيجي الجديد بين الصين ومصر نموذجا للتعاون الودي بين الصين والعالم العربي.





تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :