الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
الجمهورية الثانية .. مصر والتحديات الراهنة (خاص)
بقلم حسام المغربي*
25 يونيو 2012 / شبكة الصين / حصدت ثورة شباب 25 يناير نتائجها حينما أعلنت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية فوز الدكتور محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة بعد نحو عام ونصف العام من اندلاع ثورة 25 يناير العام الماضي والتي أطاحت بنظام حكم مبارك، بنسبة 51.7% من إجمالي الأصوات الصحيحة التي تجاوزت الـ25 مليوناً، متقدما بذلك على منافسه الفريق أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد مبارك، لتفتح مصر صفحة جديدة من الديمقراطية التي أختارها الشعب المصري بحرية وإرادة كاملين.
وخلال الفترة التي حكم فيها الرئيس الرابع لجمهورية مصر العربية محمد حسني مبارك من أكتوبر 1981 حتى أجبر على التنحي في 11 فبراير 2011 ظهرت مساوئ سياسة مصر الداخلية والخارجية، وظهرت التحديات التي تنتظر الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر منذ نحو 60 عاما.
ورغم أن مصر احتفلت مساء الأحد بفوز مرسي بعد أن سادت الشارع المصري حالة ترقب وتوتر بعد إرجاء اللجنة الإعلان عن نتائج الانتخابات وسط مخاوف من أن تشهد البلاد حالة من الفوضى، إلا أن مرسي سيواجه تحديات كبيرة حيث تتعدد المطالب التي يسعى الشعب إلى تحقيقها وتتنوع بين إصلاح ما أفسده النظام السابق وإقامة نظام جديد يترجم مطالب الثورة من الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. فوصول مرسي إلى القصر الجمهوري سيكون بداية حقيقية للمتاعب والعديد من الملفات والقضايا الشائكة مثل الوضع الاقتصادي المتدهور وموقف مصر من معاهدة السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل والقضية الفلسطينية وملف حوض النيل وكذلك العلاقة مع المؤسسة العسكرية ممثلة في المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي أعلن انه سيسلم السلطة لمرسي نهاية الشهر الحالي خاصة بعد أن أعلن المجلس العسكري عن الإعلان الدستوري المكمل الذي قلص من صلاحيات الرئيس وأعطى صلاحيات مطلقة للمجلس العسكري وقلص من سلطات الرئيس في إصدار بعض القوانين والتشريعات إضافة إلى عدم وجود برلمان منتخب..
وأهم ملف أمام مرسي الآن هو تحسين سمعة جماعة الأخوان المسلمين في الخارج، وبناء مصداقيتها من جديد وإزالة المخاوف من هذه الفزاعة التي طالما استخدمها النظام السابق، فالتحدي يكمن في أن يثبت نفسه ولا يكون مجرد مرحلة إخوانية قد يعقبها انتزاع السلطة منه في الانتخابات المقبلة.
ويتفاءل كثيرون بقدرة مصر على العودة بقوة ولعب دور إيجابي على المستويين الإقليمي والعالمي، بعد اختيار رئيس يمثل إرادة شعبها، فمصر الآن تعيش مرحلة من أدق مراحل تاريخها الحديث، وكانت من ضمن الملامح الرئيسية لبرنامج مرسي الانتخابي "مشروع النهضة" العمل على هيكلة الاقتصاد والاهتمام بالمشاريع القومية وتقوية مؤسسات المجتمع المدني وتحقيق الأمن لبناء دولة حديثة تعبر عن إرادة الشعب بمشاركة جميع فئاته وإطلاق الحريات وحفظ الحقوق الأساسية للجميع وتعديل كل ما يتعارض أو يقيد هذه الحريات أو ينتهك هذه الحقوق من ممارسات أو تشريعات. وكان مجموعة من الشباب المصري قد أسسوا موقعاً الكترونياً على شبكة الانترنت لمراقبة التعهدات التي قطعها على نفسه الرئيس المنتخب محمد مرسي، حيث أطلق على الموقع "مرسي ميتر".
* محرر من أسرة شبكة الصين
*الآراء الواردة في المقال تعكس آراء الكاتب فحسب، و ليس الشبكة
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |