الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
تحليل إخبارى : المحادثات النووية الايرانية فى موسكو تترك متسعا لمفاوضات أخرى
موسكو 20 يونيو 2012 ( شينخوا) أخفقت إيران والقوى العالمية فى إحراز تقدم فى المحادثات الخاصة ببرنامج طهران النووى أمس الثلاثاء ، لكنها اتفقت على الاجتماع مرة أخرى فى اسطنبول فى يوليو على مستوى الخبراء .
وبالرغم من ان الجانبين لم يوقعا على اى شىء على الورق بسبب الخلافات الكبيرة الا ان اجتماعات موسكو نفسها يمكن النظر إليها على أنها نوع من التقدم حيث انها نجحت فى ابقاء المحادثات حية وذلك بالاتفاق على اجتماعات مستقبلية ، وفقا لما ذكر محللون محليون .
محادثات مكثفة
صرح المتحدث باسم وفد الاتحاد الاوروبى مايكل مان يوم الاثنين بأن الاتحاد الأوروبى لا يتوقع حدوث أى تقدم فى اجتماع موسكو لكنه غير نغمة الحديث بعد اليوم الاول من الاجتماع مما يدل على ان المحادثات التى استمرت يومين قد تطول وانه من المحتمل أن " يوضع شىء ما على الورق " .
كما ان تغيير الموقف اتضح أيضا فى الوفد الايرانى . ففى بداية الاجتماع ابلغ عضو فى الوفد طلب عدم ذكر اسمه وسائل الاعلام المحلية بأن المحادثات قد تختتم فى اليوم الاول.
بيد أن سكرتير مجلس الامن القومى الاعلى الايرانى سعيد جليلى ذكر مساء الثلاثاء بعد جلسة مكتملة إضافية بدأت الساعة 8 مساء بتوقيت موسكو( 17:00 بتوقيت جرينتش) ان محادثات موسكو كانت " اكثر واقعية وجدية " مقارنة مع محادثات بغداد الشهر الماضى .
جاءت محادثات موسكو بعد جولتين من المفاوضات عقدتا فى مدينة اسطنبول التركية و العاصمة العراقية بغداد منذ استئناف النشاط الدبلوماسى فى ابريل بعد توقف استمر 15 شهرا .
وخلال المحادثات المكثفة استجابت ايران لحزمة من المقترحات من مجموعة (5+1)التى تضم الدول الخمس دائمة العضوية فى مجلس الامن زائد المانيا ،فى الوقت الذى ردت فيه المجموعة على مبادرة طهران التى ضمت خمس نقاط ، صرح بذلك له يو تشنغ مساعد وزير الخارجية الذى رأس الوفد الصينى .
وقال المسئول الصينى ان خبراء من ايران ودول المجموعة سوف يجتمعون فى اسطنبول من أجل " مزيد من المناقشات المفصلة " حول المقترحات .
وذكرت مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبى كاثرين اشتون ان دول 5+1 حصلت على " اول اجابة ايرانية " فيما يتعلق بجوهر مطالبها وبذلك عرفت كيفية التحرك قدما و احراز المزيد من التقدم .
ولكنها لم تذكر تفاصيل عن رد ايران .
وقال المحللون إن هذه التصريحات تعكس استعداد الأطراف لعقد حوار آخر حول القضية النووية الايرانية .
وقال رجب سافاروف رئيس تحرير مجلة مودرن ايران لشينخوا " من الواضح ان طهران مهتمة بالبحث عن نوع ما من التقدم ،حتى ان الغرب يتفهم بأنه لا يوجد وقت لمزيد من التأخير " .
واضاف المحللون ان الاتفاق على الاجتماع فى اسطنبول يظهر انهم ما يزالوا يعتقدون ان الدبلوماسية هى افضل وسيلة لتسوية النزاع المستمر منذ عقد من الزمان .
خلافات ضخمة
وفى الوقت الذى اعربت فيه الاطراف عن ارادة سياسية من اجل اجراء مزيد من المحادثات فإن خلافاتهم الضخمة من غير المحتمل ان تحل بين عشية وضحاها .
وبعد الاجتماع اكد جليلى على ان التخصيب السلمى لليورانيوم " حق ثابت لايران " وهو ما يظل " العنصر الاساسى " للمقترحات الايرانية .
وحذر الاتحاد الاوروبى من ان الحظر البترولى للاتحاد الاوروبى سوف يعيق المحادثات النووية و ان " كل اجراء يتعارض مع استراتيجية التعاون لن يؤدى الى نجاح المحادثات " .
بيد أن الاتحاد الأوروبى يتمسك بموقفه بأن إيران يجب أن توقف تخصيبها لليورانيوم بنسبة 20 فى المائة،وفقا للمتحدث باسم الاتحاد الاوروبى الذى شدد على أن الاتحاد لن يلغى حظره البترولى على إيران الذى سوف يصبح سارى المفعول اعتبارا من الاول من يوليو .
وأوضحت التعليقات المتبادلة أن من غير المحتمل أن يتوصل الأطراف فى المستقبل القريب إلى اتفاق حول تخصيب اليورانيوم ،وهى تكنولوجيا يمكن استخدامها لإنتاج وقود نووى أو مواد لإنتاج قنابل .
تجدر الاشارة الى ان الغرب طالما اتهم ايران بالسعى الى انتاج قنبلة ذرية تحت ستار برنامج الطاقة النووية المدنية وهى تهمة نفتها طهران بشدة .
وحثت ايران طويلا الدول الغربية على الاعتراف بحقها المشروع فى انتاج طاقة نووية سلمية وأنها بعد ذلك يمكنها أن تستجيب لنداءات الغرب . لكن الغرب حث إيران على اتخاذ خطوة أولا .
وقال سافاروف " ان من غير المحتمل ان تسلم إيران تماما لمجموعة 5+ 1 ".
وبالنسبة لبعض الدول الغربية فإنها تسعى الى وصم إيران بأنها " شريك لا يتفق معه " وذلك لتبرير التدخل العسكرى المباشر ضد الدولة أو التوصل الى نتائج قسرية أخرى .
وقال سافاروف " ان روسيا و الصين اظهرتا منهجا عقلانيا بالنسبة لقضية ايران النووية فى الوقت الذى اظهر فيه الشركاء الغربيون نفاقا لان مواصلة التوتر حول ايران هو ما ترغب فيه كثير من الدول الغربية سرا " .
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |