الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
مقابلة خاصة: معارض سوري: خطة أنان "الورقة الأخيرة" لانقاذ البلاد ولا بديل عنها
دمشق 6 يونيو 2012 (شينخوا) اعتبر المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية السورية المعارضة حسن عبدالعظيم، اليوم (الأربعاء)، أنه لا بديل عن خطة المبعوث الدولي والعربي المشترك إلى سوريا كوفي أنان لحل الأزمة السورية الراهنة، وهي "الورقة الأخيرة" لانقاذ البلاد من حرب أهلية.
وقال عبدالعظيم، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق إن " خطة انان نالت توافقا من المجتمع الدولي، ومن حلفاء النظام"، مشيرا إلى أنها تشكل "الورقة الأخيرة لانقاذ سوريا من حرب أهلية وطائفية".
وطالب مختلف الأطراف بالالتزام بتنفيذ بنود الخطة الستة التي تدعو الى وقف العنف وسحب المظاهر العسكرية المسلحة من المناطق السكنية واطلاق سراح المعتقلين.
كما تدعو الخطة الى السماح بدخول المساعدات الانسانية، ووسائل الاعلام الى البلاد، وضمان حرية التظاهر السلمي، ومن ثم الخوض في حوار وطني شامل يمهد لحل سياسي للأزمة الناشبة منذ 15 مارس من العام الماضي.
وفيما يدعو المجتمع الدولي الى دعم خطة أنان، تزايدت في الآونة أعمال العنف بشكل ملحوظ في سوريا وسط مخاوف عبر عنها مسؤولون أمميون وغربيون من امكانية الانزلاق هذا البلد في حرب أهلية في حال لم تنجح خطة المبعوث المشترك.
ورأى المعارض السوري أن " النظام السوري لم يلتزم بخطة أنان، وهو يضع العراقيل امام تنفيذها "، مشيرا الى أن الطرف الاقوى، وهو هنا السلطة السورية، عليه ان يطبق اولا بنودها.
في الوقت ذاته، اعتبر عبد العظيم أن اعلان (الجيش السوري الحر) عن تنصله من خطة انان " قرار غير حكيم "، معربا عن اعتقاده أن النظام هو الذي دفعه الى مثل الاعلان بسبب عنفه المتواصل.
وكان متحدث باسم "الجيش السوري الحر" الذي يضم عناصر منشقة عن الجيش السوري النظامي ، قال يوم الاثنين الماضي ، إن "المعارضة المسلحة" لم تعد ملتزمة بخطة السلام المدعومة من الأمم المتحدة، مؤكدا قيامهم بهجمات على قوات الجيش السوري، كما طالب بفرض منطقة حظر جوي ومنطقة عازلة، على حد تعبيره.
وأكد المعارض السوري ان هيئة التنسيق الوطنية تنسق مع جامعة الدول العربية ومع انان ومع نائب الامين العام للامم المتحدة بهدف انجاح هذه المبادرة الدولية "لأنها المخرج الوحيد للازمة السورية المعقدة والمركبة".
ورأى عبد العظيم ان بعض الدول لا تريد النجاح لهذه الخطة، مثل قطر والسعودية اللتين تدعوان الى تسليح المعارضة السورية ، مشيرا الى ان المجلس الوطني السوري المعارض يتبني مواقف هاتين الدولتين من الازمة السورية.
وطالب بزيادة عدد المراقبين الدوليين العاملين داخل الاراضي السورية الى نحو ألفي مراقب، بدلا من 300 مراقب غير مسلح ، مبينا ان وجود المراقبين يسهم في تخفيف حدة العنف في المناطق التي يتمركزون فيها.
وأعلن المتحدث باسم قسم عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة كيران دواير يوم الجمعة الماضي، أن بعثة المراقبين في سوريا باتت بكامل عددها مع وجود حوالي 300 مراقب.
وتبنى مجلس الأمن الدولي، في يوم 21 ابريل الماضي، مشروع قرار يقضي بإرسال 300 مراقب إلى سوريا لمراقبة وقف إطلاق النار ولفترة مبدئية مدتها 90 يوما.
وردا على سؤال حول دعوات تطالب بتدخل عسكري في سوريا ، جدد عبد العظيم موقف هيئته الرافض لاي شكل من اشكال التدخل الخارجي او العسكري ، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة ايصال المساعدات الانسانية الى المناطق المتضررة بصورة عاجلة.
واعتبر المنسق العام للهيئة الوطنية المعارضة ان اي حوار مع السلطة في ظل هذه الظروف السيئة يعد " انتحارا سياسيا "، داعيا النظام الى تهيئة الظروف السياسية المناسبة لمثل هذا الحوار وتتمثل في تنفيذ البنود الخمسة الاولى من خطة انان قبل الانتقال الى العملية السياسية.
ودعت السلطات السورية في يوليو الماضي الى لقاء تشاوري، غير ان المعارضة في الداخل والخارج قاطعتها بحجة عدم توفر مناخ مناسب للحوار وأكدت ان الاولوية هي لوقف العنف اولا.
وقال الرئيس السوري بشار الاسد في خطابه الاخير أمام اعضاء مجلس الشعب الجديد يوم الاحد الماضي، ان باب الحوار مازال مفتوحا امام من يريد الحوار باستثناء من يدعو الى تدخل عسكري في البلاد.
من جهة أخرى، وردا على سؤال حول تكليف الرئيس الاسد لوزير الزراعة رياض فريد حجاب بتشكيل حكومة جديدة قال عبدالعظيم " ان هذه الخطوة لا تعبر عن اي ملمح اصلاحي "، واصفا اياها بـ " الاجراء الشكلي " ذلك ان الحكومة لاتملك أي قرار سياسي أو أمني يتعلق بالأزمة فالقرار مقتصر على الرئيس ونوابه وعلى الاجهزة الامنية التابعة للنظام .
وأضاف أن " الهيئة لن يكون لها اي تمثيل في الحكومة الجديدة وهي ستتبع نهجها السابق في المقاطعة كما فعلت لدى الاستفتاء على الدستور وانتخابات مجلس الشعب الجديد " ، مشددا على ان هذا الموقف " نابع من قناعتها بأن أي خطوة اصلاحية ينبغي ان تتم في مناخ سياسي ملائم وهذا ما لا يتوفر الان في سوريا".
وفي رده على سؤال حول ما اذا لمس اي تغير في الموقف الروسي مؤخرا أعرب عن اعتقاده ، أن " الموقف الروسي بدأ يميل الى ترجيح السيناريو اليمني عبر تكليف الرئيس السوري لنائبه بصلاحيات قيادة مرحلة انتقالية "، لافتا الى ان معارضة الداخل تفضل مثل هذا السيناريو وهي ستقبل بخوض حوار معه للاتفاق على تفاصيل المرحلة المقبلة .
وكان نائب وزير الخارجية الروسية جينادي جاتيلوف، أعلن قبل ايام أن روسيا مستعدة بالتعاون مع الشركاء الدوليين لمناقشة الخيارات الممكنة لتقديم المساندة الخارجية لتطبيق خطة كوفي انان لتسوية الوضع في سوريا.
وحول انقسام المعارضة السورية، اكد المعارض السوري ان " توحيد المعارضة هو هدف اساسي لهيئته " ، مشيرا الى ان الهيئة تبذل الآن جهودا مع باقي اطراف المعارضة السورية في الداخل لتوحيد رؤيتها بشأن الازمة وطرح هذه الرؤية في اجتماع المعارضة المقبل في الجامعة العربية بالقاهرة.
وتوقع أن تدفع هذه الرؤية المشتركة لمعارضة الداخل نظيرتها في الخارج الى الاتفاق معا حول وثيقة سياسية توحد مختلف اطياف المعارضة سواء في الداخل او في الخارج .
وتنقسم المعارضة في الداخل والخارج حول الرؤية من الازمة السورية ، وقد جرت عدة محاولات بغية توحيدها الا ان معظمها باءت بالفشل.
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |