تقرير اخباري: أنان يلتقي الأسد وضغوط متزايدة على دمشق بعد "مجزرة الحولة

دمشق 29 مايو 2012 (شينخوا) أجرى المبعوث الأممي العربي المشترك كوفي أنان مباحثات، في دمشق، اليوم (الثلاثاء)، مع الرئيس السوري بشار الأسد في وقت تتزايد فيه الضغوط على دمشق بسبب "مجزرة الحولة" مع اعلان عدة دول غربية طرد السفراء السوريين من أراضيها ردا على ذلك.

ولاقت "مجزرة الحولة" بالقرب من مدينة حمص وسط سوريا ، ادانة عربية ودولية واسعة، حيث راح ضحيتها 108 بينهم 32 طفلا ليل "الجمعة- السبت" الماضي.

واليوم، أعلنت كل من الولايات المتحدة واستراليا وفرنسا والمانيا وبريطانيا واسبانيا وكندا عن عزمها طرد دبلوماسيين سوريين من عواصمها ردا على "المجزرة".

وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند للصحفيين ان السفيرة السورية في باريس لمياء شكور ستطرد، مضيفا ان القرار ليس أحادي الجانب لكنه اتخذ بالتشاور مع شركاء باريس.

وأعلنت استراليا بدورها طرد دبلوماسيين سوريين أحدهما رئيس البعثة جودت علي اليوم وأمهلتهما 72 ساعة لمغادرة البلاد.

وأدان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان المذبحة قائلا " ان لصبر العالم حدودا " ، مبينا ان " ارتكاب مثل هذه الجريمة في الوقت الذي تنفذ فيه بعثة الامم المتحدة مهمتها في سوريا .. تعذيب وخسة".

ونفت الحكومة السورية تورط القوات الحكومية في المذبحة وألقت باللوم على "المئات المدججين بالسلاح" الذين هاجموا الجنود في المنطقة للقيام بأعمال القتل فيما تؤكد المعارضة سقوط القتلى في قصف مدفعي للجيش السوري.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي في مؤتمر صحفي الأحد ان هناك "تزامنا مشبوها" للهجمات مع زيارة أنان لسوريا "يهدف إلى ضرب العملية السياسية".

والتقى أنان اليوم مع الرئيس الأسد الذي أكد أن نجاح خطته "يعتمد على وقف الاعمال الارهابية ومن يدعمها ووقف تهريب السلاح"، حسب وكالة الانباء السورية ((سانا)).

وقال الأسد لأنان خلال مباحثاتهما اليوم، حسب ما أوردت وكالة ((سانا))، إن "نجاح خطته يعتمد على وقف الأعمال الارهابية ومن يدعمها ووقف تهريب السلاح".

وشدد على "ضرورة التزام الدول التي تقوم بتمويل وتسليح وإيواء المجموعات الإرهابية بهذه الخطة واختبار توفر الإرادة السياسية لدى هذه الدول للمساهمة في وقف الإرهاب".

وأوضح أن "المجموعات الارهابية المسلحة صعدت من أعمالها الارهابية في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ في مختلف المناطق السورية، ومارست أعمال القتل والخطف بحق المواطنين السوريين، بالإضافة إلى عمليات السلب والاعتداء على المنشآت العامة والخاصة عبر حرقها او تخريبها".

وقالت الوكالة إن الجانبين بحثا "الأوضاع في سوريا منذ بداية تنفيذ خطة أنان ذات البنود الستة وحتى تاريخه، وكيفية تذليل العقبات التي ما زالت تواجه تنفيذ هذه الخطة بالاخص تصاعد الارهاب الذي تشهده بعض المناطق السورية".

وتنص خطة أنان والتي تحظى بتأييد دولي واسع، على وقف إطلاق النار وسحب القوات من المدن، والسماح بدخول الاعلام والمساعدات الإنسانية الى البلاد، واطلاق سراح المعتقلين، والسماح بالتظاهر السلمي، وإجراء حوار بين السلطات والمعارضة للاتفاق على حل سياسي للأزمة السورية.

ووصل أنان الى سوريا الاثنين في زيارة هي الثانية له منذ تعيينه مبعوثا خاصا للازمة السورية، وكانت زيارته الاولى في 10 مارس الماضي.

ودعا أنان أمس السلطات السورية الى اتخاذ اجراءات ملموسة لاظهار جديتها في تطبيق خطته التي قال إنها لم تنفذ حتى الان، وسط انباء عن لقاء لأنان مع أقطاب المعارضة السورية في الداخل لايجاد مخرج سياسي للأزمة السورية.

ورأى المحلل السياسي السوري جورج جبور ان زيارة انان " ينبغي ان تخرج بنتائج ايجابية، لان خطته وصلت الى مرحلة حرجة وخصوصا عقب المجزرة التي هزت ضمائر العالم".

وأعرب جبور، في حديث لوكالة ((شينخوا)) بدمشق، عن امله في ان تثمر هذه الزيارة عن نتائج ايجابية، وتجنب البلاد مخاطر الحرب الاهلية المحتملة في حال وصول الخطة الى طريق مسدود.

وقال إن " طرد السفراء السوريين من العواصم الاوروبية والاجنبية لايساهم في ايجاد حل سياسي ودبلوماسي "، لافتا الى ان الازمات المماثلة تتطلب تكثيف الجهود الدبلوماسية لا الاقدام على طرد السفراء.

وأعرب جبور عن اعتقاده بان " الرواية السورية لم تستطع اقناع المجتمع الدولي، وعجزت عن منافسة ما قدمه المراقبون الدوليون الى مجلس الامن الدولي "، الذين لمحوا الى مسؤولية النظام السوري في ارتكاب المجزرة من خلال دلائل تشير الى استخدام الاسلحة الثقيلة.

من جانبه، اعتبر عبدالعزيز الخير عضو هيئة التنسيق الوطنية المعارضة ان " النظام السوري مازال يتصرف على ان العالم اعمى، وان الشعوب بلا عقول".

وقال المعارض السوري لـ ((شينخوا)) بدمشق على خلفية طرد السفراء السوريين انه " رغم الضغوط الشعبية اولا، والعربية والدولية ثانيا، بيد ان النظام يعيش خارج الواقع ويمعن في حله الامني والعسكري في محاولة لسحق ارادة الشعب في الظفر بالحرية".

واعتبر الخير أن " الرد الأوروبي هو رد قوي ويحمل رسائل واشارات واضحة "، داعيا النظام الى" الوقوف عندها مليا، وفهم ابعادها" .

الى ذلك، انتقد تيار بناء الدولة السورية المعارض اليوم أداء مختلف الاطراف المعنية بالأزمة السورية، داعيا اياها الى تحمل مسؤولية وقف العنف وخلق عملية سياسية في البلاد.

وأوضح التيار في بيان تلقت ((شينخوا)) نسخة منه ان "السلطة السورية لم تلتزم بوقف اطلاق النار بقدر كاف"، مشيرا الى انها "واصلت اداءها القمعي من دون أدني تغيير".

وانتقد التيار اداء المعارضة، كذلك، "فهي اكتفت بالفرجة على مسارات مهمة المبعوث الدولي كوفي انان، بل ان بعضها كان يعلن قبوله بالمهمة في الوقت الذي يدعو فيه لزيادة التسلح والعنف".

واتهم التيار السوري المعارض المجتمع الدولي بالتقاعس في دعم وتأييد خطة انان، كما انتقد اداء هيئة الأمم المتحدة ، مشيرا الى انها "لم تعتمد آلية مهنية واضحة في دعم مهمة أنان".

ورأى التيار ضرورة زيادة عدد المراقبين الذين ينتشرون على الأراضي السورية، كما دعا الى تشكيل قوى سياسية سورية جديدة وشابة تحمل على عاتقها النهوض بخطة أنان لتحويلها الى "خطة طريق عادلة".