الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
تقرير إخباري: الصين تتطلع إلى بدء عملية جوهرية في حوار بغداد لحل النزاع النووي الإيراني
بكين 22 مايو 2012 (شينخوا) من المقرر أن يتجمع ممثلون من مجموعة (1+5) والاتحاد الأوروبي وايران، في العاصمة العراقية بغداد غدا (الأربعاء)، لمناقشة الملف النووي الايراني. ومحاولة الخروج بتسوية حول هذه القضية التي تهم الشأن الدولي.
واتخذت الحكومة العراقية الإجراءات والترتيبات الإدارية واللوجستية لتوفير كل المتطلبات الكفيلة بإنجاح هذا الاجتماع. وكانت الخارجية العراقية أعلنت أنها في تواصل مستمر مع الأطراف المشاركة في المحادثات، للاستماع إلى ملاحظاتهم والرد على استفساراتهم المتعلقة بالجوانب التنظيمية والفنية والبروتوكولية المتعلقة بالاجتماع.
ويفترض أن تركز هذه المحادثات مع مجموعة (1+5)، أي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين) إضافة إلى المانيا، تركز على أمور جوهرية ملموسة.
-- لدى الصين ثلاثة تطلعات من محادثات بغداد
ظلت الصين، بصفتها عضوا هاما في مجموعة (1+5) بشأن الملف النووي الايراني، تتمسك بالموقف العادل في القضية النووية الايرانية والالتزام المستمر بالحوار.
وتأمل الصين في أن تبدأ "عملية جوهرية للمفاوضات" في محادثات بغداد.
وقال مساعد وزير الخارجية الصيني ما تشاو-شيوي يوم الاثنين في بكين إن المحادثات التي تم استئنافها بين إيران والدول الست والاتحاد الأوروبي في اسطنبول في الشهر الماضي قد أسفرت عن انجازات مثيرة للتفاؤل وحظت بتقديرات ايجابية من المجتمع الدولي.... وان المحادثات في بغداد، إذا ما سارت الأمور بشكل جيد، سيكون ذات أهمية في تعزيز الاتجاه الايجابي للحوار والتعاون وتحقيق المزيد من الاستقرار في حالة القضية النووية الإيرانية فضلا عن تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة".
وقال ما تشاو-شيوي الذي يرأس الوفد الصيني إلى محادثات بغداد، إن الصين لديها ثلاثة تطلعات من حوار بغداد:
أولا ، الصين تتطلع إلى بدء "عملية جوهرية للمفاوضات" في محادثات بغداد.
ثانيا، على كل الأطراف المعنية بذل جهود لإيجاد وتوسيع التوافق ومعالجة النزاعات بصورة مناسبة من اجل بناء الثقة المتبادلة بين الأطراف تدريجيا.
ثالثا، على كافة الأطراف احترام بعضها البعض والاهتمام بمخاوف الأطراف الأخرى وبذل الجهود لخلق بيئة مواتية لإجراء المحادثات.
وأشار ما إلى أن محادثات بغداد تعكس نية جميع الأطراف المعنية في حل القضية من خلال الحوار والمفاوضات و"اننا سنستمر في البقاء على اتصال وثيق مع جميع الأطراف الأخرى من اجل لعب دور ايجابي في السعي وراء تحقيق التقدم من خلال محادثات بغداد".
-- الرغبة في الحوار تعكس إشارة أمل
تجدد محادثات بغداد لآمال إزاء التوصل إلى تسوية للقضية الشائكة والمطولة منذ سنوات عن طريق المفاوضات، وتعكس الرغبة في الحوار إشارة أمل.
وتأتى محادثات بغداد عقب زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو لطهران يوم الاثنين الماضي حيث اجرى محادثات موسعة ومكثفة مع سعيد جليلي كبير المفاوضين النوويين الإيراني "في جو ايجابي".
وقال امانو في تقريره "لقد عقدنا محادثات موسعة وشاملة في مناخ جيد. وبالتأكيد، فان التقدم في الحوار سيكون له اثر ايجابي على محادثات إيران مع مجموعة خمسة زائد واحد الوشيكة."
يذكر أن امانو ناقش مع الجانب الإيراني موضوعات مختلفة شملت نزع السلاح النووي والاستخدام السلمي للطاقة النووية والتعاون المستقبلي. وتهدف هذه المناقشات إلى حث إيران على السماح بدخول خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية المواقع النووية، ولقاء الأشخاص والاطلاع على الوثائق التي تأمل الوكالة فحصها لتهدئة المخاوف من أن البلاد ربما تعمل على صنع أسلحة نووية.
وقال امانو انه "تم ترك بعض العمل )للمناقشة(، إلا أنها لن تعوق تقدم المحادثات )المستقبلية)".
وينتظر الكثيرون أن تصدر عن زيارة امانو مؤشرات عن مدى استعداد إيران لتبديد الشكوك الدولية حول نشاطاتها النووية في المحادثات الأوسع التي ستجري في بغداد الأربعاء.
وفي شهر نوفمبر الماضي أصدرت الوكالة الدولية تقريرا، كان الأشد قسوة خلال ثماني سنوات من عمليات التحقق، فصلت فيه العناصر التي تشير إلى أن إيران عملت على تطوير السلاح الذري حتى العام 2003 وربما بعد ذلك.
-- بناء الثقة هي المفتاح لحل القضية النووية الإيرانية
ويعتقد محللون صينيون أن كلا من الغرب وإيران لديهم الآن الدوافع للتفاوض حول الطريق للخروج من المأزق، وأن مفتاح معالجة القضية هو بناء الثقة المشتركة.
فبالنسبة للدول الغربية، وخصوصا الولايات المتحدة، أدركت أن سلسلة العقوبات ضد إيران لم تؤد إلى خروج البرنامج النووي الإيراني عن مساره. كما أصبحت إيران قضية في السياسات المحلية في الدول الغربية.
وبالنسبة لإيران، فإن القضية المعلقة تكلفها موارد اقتصادية واجتماعية وبشرية هائلة في البلاد وتضغط على وضعها الدولي. وأصبحت القضية الحساسة والمعقدة جزءا هاما من علاقاتها مع الغرب.
وعلى خلفية هذه القضية، بدأت الدول الغربية وإيران في السعي إلى تسوية من خلال الحوار والمفاوضات.
وقام مسئولون إيرانيون بتمرير رسالة حسنة النية قبل مفاوضات بغداد وأكدوا أنهم مستعدون لبدء "مرحلة جديدة" واتخاذ خطوات إلي الإمام للتوصل إلي حل تفاوضي حول الملف النووي. وقال وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي لرئيس الوزراء الفرنسي السابق ميشال روكار يوم الاثنين إن بلاده مستعدة لاتخاذ الخطوات حتى لا تفشل المفاوضات.
وتوقع السفير الصيني السابق لدى إيران هوا لى-مينغ أن يتم البدء في بغداد مناقشة اتفاق محتمل وربما الاتفاق بين إيران والغرب على وقف الجهود الإيرانية لتخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة.
وتبدي مجموعة (1+5) والوكالة الدولية للطاقة الذرية قلقها خصوصا حيال إشكالية تخصيب اليورانيوم الذي يمكن أن يسمح بصنع قنبلة ذرية، فيما تواصل طهران أنشطة تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة.
ونقلت وكالة ((أ ف ب)) عن دبلوماسي أوروبي قوله يوم الاثنين إن مسألة "التخصيب بنسبة 20 في المائة يجب أن تعطى الأولوية في المعالجة". وأضاف انه "لا يكفي" السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالوصول إلى قاعدة بارشين العسكرية (وسط) التي يشتبه في أنها تؤوي أنشطة نووية لم تعلنها إيران.
واعتقد لى شاو شيان نائب رئيس معهد العلاقات الدولية الحديثة بالصين أن المفاوضات بين إيران ومجموعة (1+5) تدخل إلي مرحلة جوهرية. وأضاف أن إيران قد أدركت أنها لا يمكن أن تتجنب قضية تفتيش موقع بارشين، والتي ستؤثر قطعا على أجواء المحادثات في بغداد... ومن المحتمل أن توافق إيران على فتح الموقع أمام المفتشين.
في المقابل تأمل طهران في الحصول على ضمانات حول رفع العقوبات المفروضة عليها. وإيران تواجه سلسلة عقوبات من الأمم المتحدة وكذلك إجراءات "أحادية" اتخذها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ضدها، وخصوصا الحصار النفطي الذي سيدخل حيز التنفيذ في الأول من شهر يوليو المقبل.
على الرغم من أن المجتمع الدولي يعلق آماله على محادثات بغداد، لكن القضية النووية الإيرانية معقدة جدا ولا يمكن حل قضية شائكة بهذا القدر في وقت قصير. ويحتاج حلها إلى وقت وجهود، وينبغي على الأطراف المعنية زيادة التنسيق وتسوية الخلافات وبناء الثقة مع بعضهما البعض، حيث أن التهديد باستخدام القوة والعقوبات أحادية الجانب سيؤدى لتدهور الوضع.
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |