الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

تحليل إخباري: زيارة وفد المعارضة السورية للصين يتزامن مع تزايد الأصوات الداعية لحل الأزمة سياسيا

arabic.china.org.cn / 08:46:22 2012-05-11

بكين 10 مايو 2012 (شينخوا) اختتم رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون زيارته للصين يوم الأربعاء حيث التقى وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي ونائبه تشاي جيون.

لكن المحللين الصينيين يرون أن دعوة زعيم المعارضة في سوريا لزيارة بكين لا تعني تغيير الصين موقفها إزاء القضية السورية. وقد تستمر الأزمة السورية الحرجة لفترة، ويتطلب حلها سياسيا جهودا متواصلة من قبل المجتمع الدولي والاطراف المعنية.

-- زيارة تهدف إلى إنشاء قناة تواصل وكسب تأييد الجانب الصيني

قال هوا لي مينغ سفير الصين السابق لدى طهران والباحث الخاص في المعهد الصيني لبحوث القضايا الدولية إن زيارة غليون أتت في وقت بات فيه أفق حل القضية السورية بالقوة ضئيلا ، وتتزايد نداءات المجتمع الدولي لحلها بالطرق السياسية وتعدل بعض الدول الغربية مواقفها بعد قبول الحكومة السورية لخطة المبعوث الأممي ــ العربي المشترك كوفي أنان المؤلفة من ست نقاط وتعهدها بوقف إطلا ق النار.

وأشار الدبلوماسي المخضرم إلى انه على الرغم من انه كان لدى المجلس الوطني في سوريا اتصالات مع الجانب الصيني، إلا ان رئيسه غليون لم يزر الصين من قبل، وبذلك تعد هذه المرة الأولى التي يتعامل فيها بشكل مباشر مع مسؤولين صينيين رفيعى المستوى، مؤكدا "انه يأمل في إنشاء قناة تواصل هامة من خلال هذه الزيارة لزيادة التفاهم وكسب تأييد الجانب الصيني".

واتفق نائب رئيس المعهد الصيني لبحوث القضايا الدولية دونغ مان يوان مع وجهة نظر هوا، قائلا إن السبب الهام وراء زيارة غليون هو أن المعارضة السورية تحرص على الدور البناء الذي تضطلع به الصين في حل القضية السورية، وتود ان تعرف الجانب الصيني بمصالحها من خلال هذه الزيارة. وفي المقابل، أوضحت بكين رؤيتها تجاه الأزمة السورية والوضع الحالي في العالم العربي.

واثناء اجتماعه مع غليون، نوه وزير الخارجية الصيني إلى ان وساطة أنان أتاحت سبيلا واقعيا وفرصة هامة لتسوية الأزمة الحالية بالطرق السياسية، داعيا الاطراف المعنية في سوريا إلى الإلتزام بإطلاق النار, ودعم عمل بعثة المراقبين الدوليين وتيسيره, وتهيئة ظروف مواتية لبدء عملية سياسية كاملة في أسرع وقت ممكن.

وقال دونغ إن "رؤية الصين شبيهة بخطة أنان. ويعمل الجانب الصيني دائما على القيام بدور الوساطة بين اطراف القضية السورية، وحقق بالفعل نتائج طيبة".

-- مأزق مستمر وعقبات تعوق الحل السياسي

قبل يومين، اجرت سوريا انتخابات تشريعية، وهى أول انتخابات تجرى في ظل الدستور السوري الجديد بمشاركة عدد من الاحزاب ، وبلغ عدد المواطنين السوريين الذين يحق لهم الانتخاب فيها 14 مليونا و 788 ألفا. واستمرت العملية الانتخابية كما كان مقررا لها رغم وقوع انفجارين في دمشق وحلب اسفرا عن مقتل خمسة اشخاص وإصابة آخرين بجروح.

وقال هوا لي مينغ " في ظل عدم احراز اختراقة في المفاوضات السياسية واستمرار أعمال العنف وعدم نشوب حرب أهلية على نطاق واسع، فمن المحتمل ان يستمر المأزق فى سوريا لمدة طويلة".

وأضاف ان الأسباب الرئيسية لهذا المأزق ترجع إلى ان الاطراف المعنية لم تتوصل بعد إلى فكرة موحدة لحل القضية السورية بالاضافة إلى التركيبة المعقدة للمعارضة السورية، قائلا إن "الدول الغربية بدأت تميل إلى تأييد أنان بعد عدة جولات من لعبة سياسية دولية، ولكنها لا توافق على بقاء بشار الأسد في منصبه، كما تصر عدد من دول الخليج العربي على تخلى الرئيس السوري عن منصبه".

وتحدث هوا باستفاضة قائلا إن إحدى العقبات التى تقف أمام الحل السياسي للقضية السورية تتمثل في ان المعارضة تتألف من عدد من القوى السياسية التي يرغب بعضها في اجراء مفاوضات سلمية ويرغب البعض الآخر في حل الأزمة بالقوة، وبالتالى لا يوجد اتفاق في الداخل من ناحية ، ومن ناحية أخرى مازالت هناك قوى خارجية تدعم استخدام المعارضة للقوة. وبينما تلجأ المعارضة لاعمال العنف، تضطر الحكومة السورية لمواجهة المعارضة بالقوة، لتدور البلاد في حلقة مفرغة من العنف والعنف المضاد.

ويرى دونغ مان يوان ان الدفع من أجل حل سياسي للقضية السورية بحاجة أولا إلى احترام إرادة الشعب السوري الذي يتطلع إلى الاصلاح والتغيير ورفع مستوى معيشته ، ثانيا احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها واختيار شعبها لطريقه الخاص، ثالثا احترام القانون الدولي وروح ميثاق الأمم المتحدة ومعارضة أى تدخل عسكري خارجي ومعارضة دفع تغيير النظام بالقوة. ولابد من التوصل إلى حل سياسي تقبله جميع الاطراف المعنية.

-- جهود صينية حثيثة لتسوية الأزمة السورية

وقال هوا لي مينغ إن الصين تصر دائما على انه ينبغى تسوية القضية السورية من قبل السوريين أنفسهم. وأكد ان موقف الصين إزاء القضية السورية ثابت. ودعا الجانب الصيني برهان غليون إلى زيارة بكين في إطار الجهود النشطة التي مازالت تبذلها الصين من أجل ايجاد حل للأزمة السورية.

وتابع هوا قائلا إن" الجانب الصيني لا يحافظ على اتصالات مع حكومة بشار فحسب, بل أيضا مع اطراف المعارضة السورية. وقد ارسلت الصين أيضا مندوبين صينيين للمشاركة فى بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا. وسوف تبذل الصين أقصى جهودها لتسوية القضية السورية بالحلول السياسية وتحقيق السلام الدائم هناك" .

وأعرب عن اعتقاده بأن استخدام الصين وروسيا لحق النقض )الفيتو( في مجلس الأمن الدولي للاعتراض على مشروعى قرارين بشأن سوريا ومعارضتهما لأى تدخل عسكري من قبل قوى أجنبية في هذا البلد أدى إلى كبح محاولة الغرب لاستنساخ السيناريو الليبي في سوريا.

وأكد هوا ان تصويت الصين ضد مشروعى قرارين بشأن سوريا في مجلس الأمن يقوم أساسا على انها تأخذ مصلحة الشعب السوري في الاعتبار وتعارض على الدوام تدخل القوى الأجنبية في شؤون الدول ذات السيادة، ولا سيما تغيير النظم في تلك الدول باستخدام القوة".

وذكر دونغ مان يوان ان الوضع السوري يمضى الآن في مسار إيجابى -- والدليل على ذلك اجراء الانتخابات التشريعية ووصول معظم مراقبي الأمم المتحدة إلى سوريا, وانخفاض حدة توتر الأوضاع في المدن والبلدات هناك. وتشجع هذه المؤشرات الإيجابية الصين على مواصلة الاضطلاع بدورها البناء والسعى للقيام بوساطة دبلوماسية فى حل الأزمة السورية.





تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :